من الخصائص الفريدة التي تتميز بها الثورة الإسلامية في إيران عن جميع الثورات على مدار التاريخ هو وضوح الأهداف للقائد وللكوادر وللشعب ، وليس للنخبة فقط ، وأنها أهداف إلهية مقدسة وليست مطالب فئوية ، والتحام القائد بالشعب ، وامتلاك روح الشهادة والتضحية والإيثار ، وأنها ليست ثورة محلية تخص بلداَ معيناَ ، بل هي ثورة عالمية ممهدة لدولة العدل الالهي في الأرض من أجل البشرية كلها ، لولم نتعرف على الثورة الإسلامية الإيرانية بهذا المعنى الإلهي فلن نستطيع أن نفهم هذه الثورة المباركة ، وسوف نفسرها تفسيراَ خاطئاَ ، مثل مايقال عن المد الشيعي أو الفارسي أو غير ذلك من التأويلات الخبيثة التي وضعتها الأله الأعلامية للإستكبار العالمي .
بل أن هذه الأهداف هي من ضمن الأدعية التى يتم ترتيلها بصورة فردية أو جماعية ، مثل الدعاء المعروف ( بدعاء الندبة ) والذى يتم ترتيله فى صباح يوم الجمعة من كل إسبوع ، ففي إحدى فقراته يتم تحديد الأهداف من قيام ثورة الإمام المهدي عليه السلام وهو الإمام المعصوم الحي طبقاَ لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، والتى يجب أن تكون هى نفسها أهداف الثورة الإسلامية ، وأهداف قائدها العالم الربانى الفقيه العارف الإمام الخمينى رضوان الله عليه ،
هل سمعت من قبل عن حركة ثورية يطلع على أهدافها جملة وتفصيلا الشعب كله ، بل يتم ترتيلها في المساجد والحسينيات ، بل غالبية الشعب يحفطها :
يقول هذا الدعاء الشريف المسمى بدعاء ( الندبة ) في مقطع منه :
اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ،
اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَة الاَْمْتِ وَاْلعِوَجِ،
اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ،
اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ،
اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ،
اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ،
اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ،
اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ،
اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ
اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ،
اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ (النِفاقِ)،
اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواء،
اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَالاِْفْتِراءِ،
اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ،
اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالاِْلْحادِ،
اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ وَمُذِلُّ الاَْعْداءِ،
اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ)عَلَى التَّقْوى،
……………………………………………….
فارجع البصر ولاحظ إنسانية هذه الأهداف ، ثم ارجع البصر كرة أخرى ولاحظ أنها تهدف فى النهاية لتحقيق العدل الألهى فى الأرض ، كل الأرض ، والتمكين للمستضعفين ، وتطهيرها من المفسدين والظالمين وأهل العناد والتضليل والإلحاد والكذب والإفتراء …. فهى ثورة عالمية من أجل تحرير الإنسان بغض النظر عن مذهبه أو دينه .