يا حار همدان من يمت يرني ( السيد الحميري )
25 فبراير,2023
الشعر والادب
510 زيارة
يا حار همدان من يمت يرني ( السيد الحميري )
قـول عـلي لحـارث عجب
كم ثم أعجوبـة لـه حملا
يا حار همدان من يمت يرني
من مؤمن أو منافـق قبلا
يعرفني طرفـه وأعرفـه
بنعتـه واسمـه ومـا فعلا
وأنت عند الصراط تعرفني
فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ
تخالـه في الحـلاوة العسلا
أقول للنار حين تعرض لل
عرض دعيـه ولاتقبلـ الرجلا
دعيـه لا تقربيـه إن لـه
حبلا بحبـل الوصي متصلا
باتوا على قللِ الاجبال تحرسُـهم ( الامام الهادي ( ع ))
باتوا على قللِ الاجبال تحرسُهم
غُـلْبُ الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ
و استنزلوا بعد عزّ من معاقلهم
وأودعوا حفراً يـابئس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا
أين الاسرّةُ و التيجانُ و الحللُ
أيـن الوجوه التي كانتْ منعمةً
من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ
فـافـصـحَ القبرُ حين ساءلهم
تـلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
و طالما عمّروا دوراً لتُحصنهم
ففارقوا الدورَ و الأهلينَ وارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا
فـخلّفوها على الأعداء و انتقلوا
أضـحـت منازلُهم قفراً معطلةً
و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
سـل الـخـليفةَ إذ وافت منيتهُ
أين الحماة و أين الخيلُ و الخولُ
ايـن الرماة ُ أما تُحمى بأسهمِهمْ
لـمّـا أتـتك سهامُ الموتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا
أين الجيوش التي تُحمى بهاالدولُ
هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا
عـنك المنية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً
من روحه بجبالِ الموتِ تتصلُ
لو انّ عبـداً اتى بالصالحـات غداً
لو أن عبداً أتى بالصالحــات غداً
وودّ كــل نبـي مرسـل وولــي
وقام ما قام قوَّامـاً بـلا كسـلِ
وصام ما صام صوَّامـاً بــلا مللِ
وحجَّ ما حجَّ من فرضٍ ومن سننٍ
وطاف بالبيت حافٍ غيـر منتعـلِ
وطار في الجو لا يأوي إلى أحـدٍ
وغاص في البحرلا يخشى من البللِ
وعاش في النـاس آلافاً مؤلفــة
خلواً من الذنب معصوماً من الـزللِ
يكسو اليتامى من الديبــاج كلهم
ويطعـم البائسيـن البـر بالعســلِ
ما كان في الحشر عند الله منتفعـاً
إلاّ بحب أمير المؤمنيــن
2023-02-25