الرئيسية / تقاريـــر / ما هو السبب الذي يدفع أثرياء العرب للإحجام عن أستثمار الأموال في القدس .؟!

ما هو السبب الذي يدفع أثرياء العرب للإحجام عن أستثمار الأموال في القدس .؟!

في هذا المقال هذا نوضح أهم دوافع أثرياء العرب للإحجام عن الإستثمار في فلسطين ولا نُريد منهم أنْ يفهموا بأنّ الشعب الفلسطينيّ هو شعب المتسّولين لا، عليهم أنْ يفهموا أنّ السلطات الإسرائيليّة الرسميّة والجمعيات الخاصّة تعمل على تهجير أهالي القدس وتُمارس سياسة التطهير العرقي في المدينة المقدسة، والوضع يتحول يوماً بعد يومٍ من سيء إلى الأسوأ وهم يتفرجون ويُواصلون الاستثمار في ملاعب الكرة الأوروبيّة.

التطهير العرقيّ الذي تُطبّقه الدولة العبريّة عن طريق بلدية الاحتلال، يشمل في ما يشمل هدم المباني العربيّة، فرض الضرائب الباهظة على المقدسيين المُرابطين على أرض الآباء والأجداد، وأساليب أخرى من إبداع الفكر الصهيونيّ الضاغن والناقم السكّان العرب في القدس بحاجةٍ إلى دعمٍ ماليٍّ ومعنويٍّ على حدٍ سواء، لا عن طريق البيانات التي لا تُساوي الحبر المكتوبة فيه، إنّما بحاجة إلى آليات عملية لوقف مسلسل التهجير والتطهير العرقيّ في القدس.

نحن بحاجةٍ إلى مشاريع اقتصاديّةٍ بأموالٍ عربيّةٍ لصدّ العدوان الإسرائيليّ، لأنّ المادّة في زمن العولمة باتت القضية الرئيسيّة لمجابهة الأطماع غير المحدودة للصهيونية ولزبانيتها كما أنّه من الأهمية بمكان الإشارة، إلى أنّ الادعاءات العربية الممجوجة بأنّ للقدس شعباً يحميها هي ادعاءات أكل الدهر عليها وشرب، وحتى لا نصل إلى نقطة اللا عودة، يجب تجنيد رؤوس الأموال العربيّة لدرء هذا الخطر المُحدّق بالأمّة العربيّة بشكلٍ عامٍ، وبالشعب الفلسطينيّ بشكلٍ خاصٍ، وبما أنّ سلطة “أوسلو -ستان”، التي تعتبر التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال مُقدّساً، غير قادرة أو بالأحرى لا تُريد لوحدها الدفاع عن القدس وعن المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، فإنّ الأمر بات أكثر إلحاحاً من ذي قبل.

ولكي نكون على بينّة من الأمور يجب التشديد على أنّ الأعذار مرفوضة جملةً وتفصيلاً، فالقدس العربيّة هي منطقة محتلّة، وبالتالي يسمح القانون الدوليّ للأثرياء العرب باستثمار الأموال فيها وإنقاذها من براثن الصهيونيّة، التي كشّرت عن أنيابها وما زالت تصول وتجول في القدس المحتلة من دون حسيبٍ أوْ رقيبٍ.

وعندما قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، إنّ جميع رؤساء الحكومات في “إسرائيل” منذ عدوان الخامس من حزيران عام 1967، قاموا بالبناء في القدس العربيّة، فللأسف الشديد نجد أنفسنا مكرهين على القول الفصل إنّ أقواله صحيحة مئة في المئة، أيْ أننّا نحن العرب من المحيط إلى الخليج، نُواكب ونُتابع عملية سلب القدس من أيدينا من دون أنْ نُحرّك ساكناً؟

هل تقبلون يا عرب وهل توافقون يا مسلمون على أنْ تكون رأس حربة الإمبريالية العالمية، الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها، باراك أوباما، في خط الدفاع الأول عن القدس، وتحاول أنْ تمنع الإسرائيليين من مواصلة انتهاك حرمات مساجدنا وكنائسنا؟ ألا تعتقدون أنّ هذا الأمر هو من رابع المُستحيلات؟ برّبّكم وبدينكم: هل تنقصنا الخامات أو الطاقات أو الثروات لكي نمنح الآخرين فرصة مواصلة السيطرة على القرار العربيّ الرسميّ والشعبيّ؟

إنّه فعلاً من المشاهد السوريالية أو العبثية، أو الاثنين معاً، أنْ تقف الشعوب العربيّة، كالأنظمة التي تحكمها بالحديد والنار، موقف المحايد في أهم قضية من قضايانا. ومن السذاجة بمكان أنْ نعتقد بأنّ هناك أزمة حقيقية بين واشنطن وتل أبيب حول البناء في القدس المحتلّة. إنّ ما يجري اليوم هو خلاف بين صديقين حميمين، سرعان ما سيجد طريقه إلى الحل، إنّه خلاف على سلّم الأولويات وليس على الجوهر، وبالتالي حان الوقت لأنْ تتضافر الجهود، جهود الأثرياء العرب من أجل المساهمة في الدفاع عن القدس وعن الأقصى وعن القيامة، لأنّه إذا فقدنا القدس لن نتمكّن من إعادتها، أمّا إذا أردنا شراء فريق كرة قدم هنا أو هناك، فإنّ الأمر سيبقى قائماً أبداً، والمفارقة أننّا نضطر لتوظيف مسألة الاستثمار في القدس، ونُقارنها بكرة القدم، فهل هذه علامات الآخرة؟

والشيء بالشيء يُذكر المُبادرة العربيّة، وهي سعودية الأصل، تنازلت عن حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين، الذي شُردّوا من ديارهم في النكبة المنكودة. أصحيحٌ أنّ فلسطين ليست نكبة العرب، بلْ العرب هم نكبة فلسطين؟! يا أيُّها الناطقون بالضاد صرفتم وما زلتم تصرفون مئات المليارات من أجل تدمير آخر معقل للقوميّة العربيّة، سوريّا، مع علمكم التّام بأنّ القضاء على هذا البلد العربيّ هو ضمان استمرارية الكيان الصهيونيّ وعربدته في المنطقة، فهل تحالفكم المُعلن وغير المُعلن معه، يضُم القدس أيضاً؟ هل تعملون على إخراج نظرية بن غوريون إلى حيّز التنفيذ، وهو الذي أرسى مقولته “المأثورة” إنّ قوّة “إسرائيل” لا تكمن في ترسانتها النوويّة، بل في تدمير الجيوش المصريّة، العراقيّة والسوريّة؟

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...