الرئيسية / من / طرائف الحكم / من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب

من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب

ما العمل؟

 

بيان الثورة والحرب بلغة الفنّ

في الحقيقة، الثورة من الحوادث الّتي لا يمكن بيانها على الإطلاق إلاّ بلغة الفنّ. فعلى سبيل المثال، كيف يمكن لشخص أن يصوّر في تأريخ ما، وضع سجون النظام البهلوي؟ هذا الأمر غير متيسّر في الكتابة التاريخية على الإطلاق، وليس لأحد طول بال على قراءة هذه الأمور في كتب التاريخ. وبغير القصّة والشعر – وبالأخصّ في القصّة – لا يمكن تبيان هذه الأمور. وهكذا أحداث الثورة، لا تُبيّن سوى في القصّة والأعمال الفنية. لذا، كان ينبغي لقصّة الثورة أن تُكتب.

 

يمكنكم الآن أن تكتبوا قصّة الثورة, وينبغي عليكم الآن أن تكتبوها. لا يصحّ أن تُكتب قصّة الثورة في الأزمنة اللاحقة. مثلما أقول لكم إنّ قصّة الحرب أيضاً يجب أن تُكتب الآن. في زمن الحرب يمكن لذكريات الحرب أن تُكتب، وهو ما قد فعلتموه، لكنّ قصّة الحرب أمر آخر. فالفنّان الّذي يريد أن يؤلّف قصّة من هذه الحادثة، يجب أن يكون مطّلعاً على الأجواء حتّى يمكنه الإفادة من العناصر كافّة… وهذه هي، أساساً، خاصّية العمل الفنّي. ينبغي عليه أن يقتفي في هذه القصّة آثار وبصمات كلّ قضايا الثورة. تحدث حادثة في زقاق ما، تحدث حادثة في بيت ما, لكنّ هذه لوحة مصغّرة عن تلك الحادثة الكبرى الّتي حدثت في كلّ أنحاء البلاد[1].

 

اجعلوا من النقاط المتألّقة مواضيع للأعمال الفنيّة

ينبغي أن تُجعل قضايا الثورة المختلفة والحائزة على أهميّة كبيرة موضوعات لأعمالنا الفنيّة. أحياناً يرى الإنسان أنّ كاتب القصّة، أو كاتب المسرحية، أو صانع الفيلم اليوم، عوض أن يلتفت إلى مسائل الثورة الأساسية ويخرجها بقالب فنّي، تراه يقتفي المسائل الثانوية أو المضرّة أحياناً، الّتي لا ينبغي أن تُطرح من الأساس. فملاحظة عيوب وأوجاع الثورة، وتكبيرها وتظهيرها، وصبغها بالطابع القصصي وعرضها، لا يقدّم أيّ خدمة للثورة. إنّ نقاط قوّة الثورة وتألّقها أكثر من نقاط الضعف والنقص والحرمان. لا يمكنكم أن تجدوا أيّة ثورة خالية من المتاعب والآلام والمشقّات. فحالات التحوّل لا تخلو من هذه الأمور. ينبغي للروح الفنيّة الموجودة اليوم، سواء كانت شعراً، أم فيلماً، أم مسرحيةً، أن تعثر على أدقّ المسائل الممكنة في هذه الثورة، وأكثرها إنسانية، وسموّاً ورقياً، وتخرجها إلى حيّز عمل منظّم, وهذا ممكن تماماً[2].

 

الآخرون قاموا بهذا العمل

قلت يوماً لأحد الكتّاب الجيّدين، اذهب إلى أحد المراكز الصحيّة التابعة لمؤسّسة الجرحى، اذهب وارتدِ اللباس الأبيض كالممرّضين، واخدم في ذلك المركز الصحّي، وأنا أحصّل لك إذناً. اذهب وامكث هناك لمدّة شهر, فرّغ وعاء الجريح، أطعمه بيدك، اجمع ملاءته، وتعرّف على معاناته ومشاكله، وتعرّف من هو الجريح. أنا وأنت لا نعرف من هو الجريح وماذا يعاني. إنّنا نرى جسد الجريح، لكن كيف لنا أن نعرف أحاسيسه!. قلت، اذهب وتعرّف على

 

الجريح بتلك النظرة الفنّية، ومن ثمّ ارجع واكتب رواية حول مشاعر الجريح وأحاسيسه، وخفّف بهذه القصّة آلامه وبلسم جراحه كما فعل الآخرون، مثل ذلك الكتاب[3] الّذي كتبه الروس[4].

 

مهما فعلنا وأنفقنا فليس بالكثير

كنت أقرأ مؤخّراً مقابلة مع السيّدين بهبودي وسرهنگي. هذان السيّدان يريان أنّه يجب توثيق أحداث مرحلة الدفاع المقدّس، وتبيينها، والاستشهاد بها، حتّى تُنتج الآثار الفنية على أساسها، وهذا صحيح تماماً. باعتقادي مهما استثمرنا وعملنا على فترة الدفاع المقدّس، فليس بكثير, ذلك أنّ القابليات الفنيّة والأدبية للبلاد من أجل تبيين هذه المرحلة كبيرة جدّاً، وواسعة وعميقة، ولم يُستفد منها إلى الآن الاستفادة المطلوبة واللائقة. بالطبع، أُلّفت كتب جيّدة، لكن ينبغي لهذا الفرع التخصّصي أن يستمرّ… إنّني واقعاً أقدّر جهود السادة، وأُصرّ حتماً على الاستمرار في هذا المجال وهذه السلسلة، وعلى متابعة مكتب أدب وفن المقاومة أعماله بشغف وجدّيّة أكثر إن شاء الله، وكذلك متابعة الأصدقاء الفنّانين الّذين ألّفوا في هذه السنوات آثاراً، هي – بحق وإنصاف – آثارٌ قيّمة. بعض الأصدقاء أيضاً – وللإنصاف – قد تطوّروا. عندما أقارن القصّة أو الخاطرة الّتي كتبها بعض الأصدقاء الفنّانين اليوم، بالآثار الّتي كانت قبل 18 سنة، أرى فرقاً شاسعاً، أي أنّهم واقعاً قد تطوّروا. والآثار الفنيّة الّتي يقدّمها هؤلاء اليوم ذات قيمةٍ عالية[5].

 

إظهار ما لا يراه حتّى الشهود

لقد رأيت بأمّ العين حوادث، ربّما تعجز العين المادية عن إدراكها, لكنّني عندما أعاود مشاهدة تلك الحوادث، بعد أن حرّرتموها أنتم الفنّانون، فبيّنتموها إمّا في قالب المسرح، أو بلغة القصّة، أرى كم كانت حوادث عجيبة، وأبدأ بإدراكها من جديد. لذا، باعتقادي أنّ دور الفنّان المسلم دورٌ هامّ جدّاً[6].

 

جعبتنا خالية من القصّة

إذا كان نصف ما تنشرونه قصصاً فقط, وكانت قصصاً جيّدة، فلا إشكال في ذلك. إنّنا وللأسف من هذه الناحية، متأخّرون جدّاً جدّاً. من الأشياء الّتي أتحسّر عليها دوماً هي أنّنا ….

 

 

https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...