الرئيسية / كلامكم نور / وصايا الرسول لزوج البتول – السيد على الحُسيني الصدر

وصايا الرسول لزوج البتول – السيد على الحُسيني الصدر

 يا عليُّ ، تسعةُ أشياء تورث النِسيان (152) ، أكلُ التفاحِ الحامض ، وأكلُ الكُزْبُرة (153) ،ومنها أن يُظهر الصلاح ويكون في الباطن فاسقاً ، ومنها أن يدّعي الإيمان ولم يعمل بمقتضاه ولم يتّصف بالصفات التي ينبغي أن يكون المؤمن عليها فكان باطنه مخالفاً لظاهره وكأنّ هذا المعنى الأخير هو المراد هنا في مثل هذا الحديث ..
    وأفاد الشيخ الطريحي (1) ، أنّ المنافق مأخوذ من النَّفْق وهو السرب في الأرض خفية ، وقيل ، مأخوذ من نافَقَ اليربوع ، إذا طُلب من النافقاء خرج من القاصعاء وبالعكس ، وهما جُحرتا اليربوع.
    (152) النسيان ، بكسر النون ضدّ الذُكْر والحفظ .. وهي الحالة التي تعرض على الإنسان فلا يضبط ما استودع.
    (153) الكُزْبُرة ، بضمّ الكاف وسكون الزاء وضمّ الباء ، وقد تفتح الكاف والباء ، عربية أو معربة من كزبرناء بالسرياينة وهي بالفارسية « گشنيز » ، كما قاله في القرابادين (2) ، ذاكراً أنّ الإكثار منها يورث النسيان وإختلاط الذهن ، بل في المعتمد ، أنّ بذرها أيضاً إذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن فينبغي أن يُحترز من إدمانه والإستكثار منه (3).
    وقال العلاّمة المجلسي ، أنّه إختلف الأطباء في طبعها فقيل بارد .. ، وقيل إنّها مركّبة القوى ، وذكروا لها فوائد كثيرة شرباً وضماداً ، لكن ذكروا أنّ إدمانها 1 ـ مجمع البحرين ، مادّة نفق ، ص 446.
2 ـ القرابادين ، ص 358.
3 ـ المعتمد ، ص 423.

والجُبُن (154) ، وسؤُر الفأرة ، وقراءةُ كتابةِ القبور ، والمشيُ بين امرأتين ، وطرحُ القُمّلة (155) ، والحجامةُ في النُقرة (156) ،

والإكثار منها يخلِّط الذهن ، ويظلم العين ، ويجفِّف المني ، ويسكِّن الباه ، ويورث النسيان ، ولا يبعد حمل الأخبار المستفاد منها الذمّ على الإكثار (1).
    (154) في المصباح ، أنّ الجبن المأكول فيه ثلاث لغات رواها أبو عبيدة عن يونس بن حبيب سماعاً ، عن العرب أجودها سكون الباء ـ أي مع ضمّ الجيم ـ ، والثانية ضمّها للاتباع ، والثالثة وهي أقلّها التثقيل .. ومنهم من يجعل التثقيل من ضرورة الشعر (2).
    وفي القرابادين (3) ، ذكر له فوائد ومضارّ وأفاد أنّه يصلحه الجوز ..
    بل في الحديث عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال ، « الجبن والجوز إذا اجتمعا في كلّ واحد منهما شفاء ، وإن افترقا كان في كلّ واحد منهما داء ».
    وعنه ( عليه السلام ) في الجبن ، « هو ضارّ بالغداة ، نافع بالعشيّ » (4).
    (155) الطرح ، بفتح الطاء وسكون الراء هو الرمي يقال ، طرحته أي رميته ، والقُمَّل بضمّ القاف وتشديد الميم المفتوحة هو الحيوان المعروف ، وفُسِّر بطرح القمل والقاءه حيّاً على الأرض.
    (156) النقرة ، بضمّ النون وسكون القاف هي الحفرة خلف الرأس تقرب من أصل الرقبة. 1 ـ بحار الأنوار ، ج 66 ، ص 244.
2 ـ المصباح المنير ، مادّة جَبَنَ.
3 ـ القرابادين ، ص 152.
4 ـ طبّ الأئمّة للسيّد الشبّر ، ص 190.

والبول في الماءِ الراكد (157).

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...