ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٨١ – ٣٠٠
القيامة: ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلوه على ربكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم.
العمل العمل، ثم النهاية النهاية. والإستقامة الإستقامة، ثم الصبر الصبر، والورع الورع. إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، وإن لكم علماً فاهتدوا بعلمكم. وإن للإسلام غاية فانتهوا إلى غايتكم. واخرجوا إلى الله بما افترض عليكم من حقه، وبين لكم من وظائفه. أنا شاهد لكم، وحجيج يوم القيامة عنكم).
الأسئلة
١ ـ هذان نموذجان من خطب وكلمات وردت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) في وصف القرآن ومدحه، بينما لم نجد أي كلام في وصف القرآن ومدحه لأبي بكر، ولا لعمر، ولا لعثمان! فما هو السبب؟!
المســألة: ٧٢
القرآن كان مجموعاً من عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومشكلة جمعه افتعلها عمر!
تقول رواية الدولة إن القرآن لم يكن مجموعاً كله في (مصحف) في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل كان موزعاً سوراً وآيات عند هذا وذاك، على (العسب والرقاع واللخاف وصدور الرجال) (البخاري:٨/ ١١٩)
وتقول رواية أهل البيت (عليهم السلام) إن القرآن كان مجموعاً من عهدالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن شئ إسمه مشكلة جمع القرآن موجوداً، بل الدولة افتعلتها! (والدولة هنا تعني عمر) الذي لم يقبل اعتماد نسخة القرآن التي جاء بها علي (عليه السلام) لتكون النسخة الرسمية للمسلمين، كما رفض طلب الأنصار أن تعتمد الدولة نسخة أبيّ بن كعب، كما رفض بقية نسخ القراء الأربعة الذين رووا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر المسلمين أن يأخذوا القرآن منهم: (أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد بن ثابت).
لقد اعتبر عمر أن جمع القرآن من حق الدولة وحدها، وشكل لجنة ثلاثية لجمعه: أبو بكر وعمر وزيد بن ثابت، وبقي يجمع فيه ومات قبل أن ينشره!!
وفي خلافة عثمان تفاقمت مشكلة الفراغ القرآني، بسبب أن عمر اخترع الأحرف السبعة وسع القراءات! فتفاوتت قراءات الناس وكادت تقع معركة بين المسلمين المشاركين في فتح أرمينية، فأصر الصحابة على عثمان حتى اعتمد نسخة القرآن
الفعلية، وأحرق صحف عمر وغيرها من النسخ!
والأدلة على صدق مقولة أهل البيت (عليهم السلام) ورد مقولة الدولة، كثيرة:
١ ـ سأل روْح بن عبد الرحيم الإمام الصادق (عليه السلام)، عن شراء المصاحف وبيعها فقال: (إنما كان يوضع الورق عند المنبر، وكان ما بين المنبر والحائط قدر ما تمر الشاة أو رجل منحرف، فكان الرجل يأتي ويكتب من ذلك، ثم إنهم اشتروا بعد ذلك.
قلت: فما ترى في ذلك؟ قال لي: أشتري أحب إليَّ من أن أبيعه، قلت: فما ترى أن أعطي على كتابته أجراً؟ قال: لا بأس، ولكن هكذا كانوا يصنعون). (الكافي:٥/١٢١ ونحوه تهذيب الأحكام: ٦/٣٦٦)
ويؤيده ما رواه مسلم:٢/٥٩، عن سلمة بن الأكوع أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله (ص) كان يتحرى ذلك المكان، وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة).
ورواه البخاري لكنه لم يذكر مكان المصحف، قال:١/١٢٧: (يزيد بن أبي عبيد قال كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة؟ قال فإني رأيت النبي (ص) يتحرى الصلاة عندها).
وقال ابن ماجة:١/٤٥٩: (كان يأتي إلى سبحة الضحى فيعمد إلى الأسطوانة دون المصحف، فيصلي قريباً منها). (وروى أحمد:٤/٤٩ رواية البخاري. وفي:٤/٥٤ رواية مسلم. والبيهقي:٢/٢٧١و:٥/٢٤٧رواية البخاري).
وروى الحاكم:٢/٦١١: (عن زيد بن ثابت قال
كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وفيه الدليل الواضح أن القرآن إنما جمع في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)). انتهى.
وهي شهادة مهمة تدل على أن أبا بكر لم يجمع القرآن، وأن عمر لم يجمع القرآن! وأن عثمان إنما كتب القرآن المجموع!
وروى البيهقي:٦/١٦: (عن ابن عباس قال كانت المصاحف لا تباع، كان الرجل يأتي بورقه عند النبي (ص) فيقوم الرجل فيحتسب فيكتب ثم يقوم آخر فيكتب، حتى يفرغ من المصحف!). انتهى.
فقد كان الورق موجوداً إذن، وكانت نسخ القرآن منتشرة!
فأين ما تصوره روايات الدولة من توزع القرآن وعدم جمعه، وانعدام الورق، وأن وسائل الكتابة كانت على الأحجار الرقاق والعظام والخشب؟!
٢ ـ أن حفصة استكتبت مولى عمر نسخة من القرآن:
قال في مجمع الزوائد:٦/٣٢٠و:٧/١٥٤: (عن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدث أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي (ص) قال فاستكتبتني حفصة مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأملها عليك كما حفظتها من رسول الله (ص). قال فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها فيها فقالت: أكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين. رواه أبو يعلى
ورجاله ثقات). انتهى.
فالحديث في الموضعين موثق، والكاتب فيه غلام عمر، والمكتوب له بنت عمر، وهو يدل على أن كتابة نسخة من القرآن لم تكن تحتاج إلى أكثر من تكليف كاتب لينسخها عن نسخته هو، أو عن إحدى النسخ الكثيرة الموجودة في أيدي الناس!
فأين روايات الدولة الموثقات والصحيحات عن توزع القرآن بين العسب والرقاق واللخاف وصدور الرجال!
وأين الجلوس على باب المسجد وسؤال الناس عن آيات القرآن لجمعها ونسخها في مصحف!
بل أين النسخة التي كان يجمعها عمر ويودعها عند بنته حفصة؟! أم أنها نسخة تختلف عن قرآننا الفعلي، ولذلك أحرقها مروان؟!
فأي قرآن كان غير مجموع ويحتاج في جمعه إلى جهود أبو بكر وعمر وكاتبهما اليهودي زيد بن ثابت؟!
٣ ـ أن القرآن كان بأيدي الناس كاملاً:
ففي كنز العمال:٢/٣٣٢: (عن أبي الأسود أن عمر بن الخطاب وجد مع رجل مصحفاً قد كتبه بقلم دقيق فقال: ما هذا؟ فقال: القرآن كله! فكره ذلك وضربه وقال: عظموا كتاب الله).
٤ ـ استحباب قراءة القرآن في المصحف حتى لمن يحفظه:
وهو حكم شرعي بلغه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للمسلمين، ويدل على وجود المصحف في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم)! ففي مجمع الزوائد:٧/١٦٥: (باب القراءة في المصحف وغيره)!
روى فيه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك ألفي درجة). (راجع أيضاً المدونة الكبرى:١/٢٢٤، والمغني:١/٦١٣)
وفي البخاري:١/١٧٠: (وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف).
وفي مصنف ابن أبي شيبة:٧/١٩١: (عن ليث قال: رأيت طلحة يقرأ في المصحف).
٥ ـ أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أجاز بيع المصاحف على كراهة!
قال ابن قدامة في المغني:٤/٢٧٧: (والصحابة أباحوا شراء المصاحف وكرهوا بيعها، وإن أعطى صاحب العمل هدية أو أكرمه من غير إجارة جاز، وبه قال الشافعي لما روي عن أنس عن النبي (ص) أنه قال: إذا كان إكراماً فلا بأس)!
وقال النووي في المجموع:٩/٢٥٢: (وعن عمر أنه كان يمر بأصحاب المصاحف فيقول بئس التجارة. وبإسناد صحيح عن عبد الله بن شقيق التابعي المجمع على جلالته وتوثيقه قال: كان أصحاب رسول الله (ص) يكرهون بيع المصاحف).
٦ ـ استحباب توريث المصحف:
ففي مجمع الزوائد:١/٦٧: (عن أنس، قال رسول الله (ص) سبعة يجري للعبد أجرهن من بعد موته وهو في قبره: من علم علماً، أو كرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته).
هذه الأدلة ويوجد غيرها كثير، تكفي لإثبات أنه لم تكن توجد مشكلة عند المسلمين اسمها جمع القرآن! ولكن روايات السلطة
تريد منا أن نغمض عيوننا عن وجود نسخ القرآن وشياعها في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعهد أبي بكر وعمر، مع أن الإسلام بلغ مناطق واسعة من الشرق والغرب، وكانت الرغبة والتعطش لسماع القرآن وتعلمه موجة عارمة في شعوب البلاد المفتوحة حتى عند أولئك الذين لايعرفون العربية، وكان في كل مدينة وربما كل قرية من يقرأ ويكتب، ويريد نسخة من القرآن المنزل على النبي الجديد (صلى الله عليه وآله وسلم)!
الأسئلة
١ ـ كيف تغمضون عيونكم عن هذه الأحاديث والنصوص الصحيحة، وتقبلون نصوصاً تقول إن القرآن كان يواجه خطر الضياع لأنه كان مكتوباً بشكل بدائي ساذج على العظام وصفائح الحجارة وسعف النخل، فنهضت الدولة وشمرت عزيمتها لإنقاذ كتاب الله من الضياع والإندثار، وشكلت لجنة عتيدة بذلت جهوداً مضنية في جمعه، حتى أنها استعطت آياته وسوره من الناس على باب المسجد؟!
(عن هشام بن عروة قال: لما استحر القتل بالقراء فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: أقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه). (كنز العمال:٢/٥٧٣ عن ابن أبي داود في المصاحف ونحوه عن ابن سعد).
٢ ـ أنظروا الى هذا التناقض المكعب في رواياتكم عن جمع القرآن، الذي عجز علماؤكم عن حله، لأنهم لايمكنهم حله بدون رد ادعاءات أبي بكر وعمر وزيد بن ثابت!
– رويتم وروينا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.. وهذا يعني أن القرآن كان مجموعاً في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن واجب الأمة أن تأخذه وتأخذ تفسيره من العترة.
– كما رويتم بأحاديث صحيحة أن بعض الصحابة وأولهم علي (عليه السلام) جمعوا القرآن في عهد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
– ثم نقضتم ذلك فرويتم بأحاديث صحيحة أيضاً أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر المسلمين أن يأخذوا القرآن من أربعة: ابن مسعود، وأبي بن كعب، وسالم ومعاذ. فلا من العترة أخذتم، ولا من هؤلاء الأربعة؟!
– ثم نقضتم ذلك فرويتم أن القرآن لم يكن مجموعاً، وأن أبا بكر وعمر جمعاه من السعف واللخم، والقحوف، وصدور الرجال..الخ.!
– ثم نقضتم ذلك بأن القرآن لم يكن مجموعاً في عهد أبي بكر ولا عمر، حتى جمعه عثمان في أواخر خلافته، وهو هذا القرآن!
– ثم نقضتم ذلك فقلتم إن أبا بكر شكل لجنة لجمع القرآن من ثلاثة أشخاص: أبي بكر وعمر وزيد بن ثابت، وأن هذه اللجنة عملت طوال خلافة أبي بكر وخلافة عمر، بضع عشرة سنة ولم يظهر منها نتيجة!
– ثم نقضتم ذلك فقلتم إن اللجنة العتيدة كانت تجمع القرآن وتضعه أمانة عند حفصة، وأن قرآن عثمان كتب من صحف حفصة!
– ثم نقضتم ذلك أيضاً فرويتم أن حفصة لم تعط الصحف لعثمان وبقي مصراً على أخذها، وبقيت مصرة على منعه حتى ماتت، وبعد دفنها رجع مروان مع أخيها عبد الله بن عمر إلى بيتها وأخذ تلك الصحف وأحرقها!
٣- ألا تدل هذ التناقضات على أن مسألة جمع القرآن كانت مسألة سياسية ولو كانت مسألة فنية لانحلت في شهر واحد؟! فما هي المسألة السياسية إلا أن عمر
المســألة: ٧٣
وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن التي يرويها السنة والشيعة
صح عند السنة والشيعة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى أمته بأن تتمسك بعده بالقرآن والعترة، ومعناه أنه أوجب على المسلمين أن يحبوهم ويطيعوهم ويأخذوا منهم القرآن ومعالم دينهم!
وذلك في حديث الثقلين الذي أكده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مراراً وصحت روايته عند الطرفين، وهو حاكم على كل وصية أخرى.
فمن نصوصه ما رواه أحمد:٣/١٧: (عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض. وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا بمَ تخلفوني فيهما؟!). انتهى. وقد بلغت مصادر هذا الحديث من الكثرة وتعدد الطرق في المصادر، أن أحد علماء الهند ألف في جمع أسانيده كتاب (عبقات الأنوار) من عدة مجلدات.
وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن التي يرويها السنة
وصح عندهم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شهد لعدة أشخاص من صحابته بأنهم حفاظ القرآن، وأمر المسلمين بأن يأخذوا القرآن منهم!
روى البخاري:٦/١٠٢: (عن مسروق ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال لا أزال أحبه، سمعت النبي (ص) يقول: خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبيّ بن كعب). (ونحوه في:٤/
٢٢٨،ورواه مسلم: ٧/ ١٤٨ و١٤٩، وأحمد:٢/١٦٣و١٩٠و١٩١، وغيرهم كثير).
وفي مجمع الزوائد:٩/٥٢: (وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (ص): خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد ومعاذ وأبيّ وسالم، ولقد هممت أن أبعثهم في الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين في بني إسرائيل).
بأي الوصيتين عمل عمر؟!
بموجب الوصية النبوية كان على أبي بكر وعمر أن يأخذا القرآن من علي (عليه السلام) أو يكتباه عن نسخة أي واحد من هؤلاء الأربعة، ويعمما نسخته على بلاد المسلمين. وقد روت المصادر أن المسلمون طالبوا عمر بتبني مصحف أهل البيت (عليهم السلام) أو أحد مصاحف هؤلاء الأربعة، ولكنه نهاهم! وقال لا أسمح أن يقوم بذلك أحد، أنا أقوم بجمع القرآن!
قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة:٢/٧٠٥: (حدثنا هارون بن عمر الدمشقي قال حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن أبيه قال: جاءت الأنصار إلى عمرفقالوا: نجمع القرآن في مصحف واحد فقال: إنكم أقوام في ألسنتكم لحن، وإني أكره أن تحدثوا في القرآن لحناً. فأبى عليهم)!!
وقال ابن أبي شيبة في مصنفه:٧/١٥١: (حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمة قال أخبرني سالم أن زيد بن ثابت استشار عمر في جمع القرآن فأبى عليه فقال: أنتم قوم تلحنون، واستشار عثمان فأذن له).
إن من عجائب عمر أنه لم يأخذ القرآن لامن العترة، ولامن الأربعة الذين شهدوا لهم، بل خالفهم وآذاهم ورد عليهم، في القرآن وغيره!
لقد رفض خليفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العمل بوصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جهاراً نهاراً في القرآن ومنع الدولة طوال عهد أبي بكر، وطوال عهده أن تتبنى نسخته الشرعية!
والعجيب أن الذي رفع في وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شعار (كتاب الله حسبنا) ولم يرض أن يكتب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمته كتاباً يؤمنها من الضلال! أبقى الدولة نحو ربع قرن بعد وفاة نبيها بلا نسخة قرآن رسمية!
كما أبقاها بلا نسخة رسمية مدونة من الحديث النبوي!
بل منع الصحابة من مجرد رواية الحديث عن نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم)!
قال عمر إنه هو سيجمع القرآن! وشكل لجنة لجمعه في عهد أبي بكر مؤلفة من أبي بكر وعمر وزيد بن ثابت! وعملت اللجنة العتيدة طوال خلافة أبي بكر وطوال خلافة عمر، وكانت نتيجة عملها صحف عمر التي كانت مودعة عند حفصة! والتي رفضت حفصة أن تعطيها لعثمان حتى أخذها مروان يوم وفاتها وأحرقها!!
قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة:٣/١٠٠٣: (عن ابن شهاب قال حدثني أنس قال: لما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن المصاحف ليمزقها وخشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضاً فمنعتها إياه…. قال الزهري: فحدثني سالم قال: لما توفيت حفصة