الرئيسية / القرآن الكريم / مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 16

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 16

8 – مواقف قرآنية وحالات مرضية:
تؤدي الانفعالات النفسية الشديدة لتغيرات عضوية في الجسد وكثيرا ما تكون العاطفة أكبر محرك لزيادة المرض. وبعض هذه التغيرات العضوية قد تكون غير قابلة للشفاء، وعودتها للحالة الطبيعية فوق طاقة الانسان ونذكر بعض الأمثلة:
– قوله تعالى: (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) [المزمل:
17] فالخوف الشديد المفاجئ قد يسبب تغير لون الشعر إلى الأبيض. وكذلك يحدث البهق في الجلد. والبول السكري نتيجة افراز الادرينالين والستيروئيدات.
– وقوله: (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) [الحج: 2] إن حوادث اسقاط الحامل لجنينها كثيرة نتيجة الخوف والرهبة من أمور الدنيا هذه فكيف الخوف من عذاب الله يوم الحشر؟! – وقوله:
(الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) ففي حالة التوتر النفسي قد تتقلص العضلات التي تنصب الاشعار ويقشعر الجلد ومتى زال هذا الانفعال تسترخي هذه العضلات ويلين الجلد. – وقوله:
(فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير) [الأحزاب: 19] تشترك بحركات العينين عضلات وأعصاب متعددة ويحدث الاضطراب بهذه الحركات حين الخوف لما يصحبه من اضطراب في المفرزات الهرمونية كالادرينالين والنورادرينالين.
9 – فوكزه:
قال تعالى: يصف مقتل الإسرائيلي على يد سيدنا موسى: (فوكزه موسى
(٦٤)
فقضى عليه) [القصص: 15] هذه السرعة بوصف الموت قد توحي بأن آلية الوفاة كانت بالنهي القلبي بواسطة منعكس العصب العاشر Vagus reflex والله أعلم بمراده.
10 – التشوهات:
جاء في سورة الأحزاب: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) [الأحزاب: 4] ما أكثر التشوهات لكن لم يحدث أن وجد رجلا بقلبين في جوفه.
صدقت الآية هذه الناحية رغم أن المدلول الأصلي الذي تشير إليه الآية هو المعنى المجازي. فالانسان لا يملك أن يتجه إلى أكثر من أفق واحد. ولا أن يتبع أكثر من منهج واحد وإلا نافق واضطربت خطاه (1).
11 – الروح:
قال تعالى: (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) [الاسراء: 85].
كلمات خالدات! فما زالت مسألة الروح، وستظل غامضة مجهولة مهما تقدمت الأساليب والوسائل العلمية حتى أيقن العلماء بحق صدق هذه الكلمات: (قل الروح من أمر ربى) وكلما اكتشفوا علوما جديدة تفتح امامهم أبواب واسعة: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
12 – الاجهاض وقتل النفس:
قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا) (الاسراء: 31].
من وسائل قتل الذرية الاجهاض المتعمد والذي يسمى بالاجهاض الجنائي ILLegalabortion ويتم هذا الاجهاض بوسائل كثيرة ومؤذية تؤدي لأضرار بالغة أهمها:

(١) في ظلال القرآن سيد قطب.
(٦٥)
1 – موت الام ويحدث إما بشكل:
أ – فوري: بسبب صمامة هوائية أو غازية ” صابون ” أو نتيجة النزف والصدمة أو بالنهي العصبي الفرجي الناجم عن توسيع العنق المفاجئ عند مريضة غير مخدرة.
ب – تالي: وتمتد فترته بين (24 – 72) ساعة وأسبابه الانتان الحاد خصوصا بعصيات coli: E أو النزف المديد التالي لتمزق الرحم.
ج – متأخر: بسبب التهاب النسيج الخلوي الحوضي. أو تقيح الدم، أو التهاب الوريد، أو صمامة رئوية.
2 – انثقاب الأحشاء.
3 – النزف والالتهاب.
4 – التسمم بالأدوية.
5 – احتباس بقايا جنينية تسبب النزف وتزيد الانتان.
6 – رضوض عنق الرحم.
13 – البرص:
قال تعالى: (وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني) [المائدة: 110] قد تكون الحكمة من تخصيص هذه المرضين هو أن الطب عاجز عن علاجهما وإن ابراء السيد المسيح عليه السلام للمصابين بهما بإذن الله معجزة له عليه الصلاة والسلام. إن مريض البرص يبدو قلقا لأنه يعلم أن هذا المرض يقاوم العلاج لكنه عندما يقرأ القرآن ويمر على هذه الآية يتذكر قناعته بان الله قادر على شفائه فتطمئن نفسه وتنشرح أساريره ويبدل نفسيته الحزينة الكئيبة بأخرى فرحة مسرورة وهذه
(٦٦)

شاهد أيضاً

أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

كتاب أطائب الكلم في بيان صلة الرحم من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة (1) ...