الرئيسية / تقاريـــر / لماذا تخطط أمريكا لهجمات إرهابية في سوريا؟

لماذا تخطط أمريكا لهجمات إرهابية في سوريا؟

دلالات تعيين حسام آلا مندوباً لسوريا لدى الجامعة العربية؟

أهداف أمريكا من نشر صواريخ “هيمارس” شرق سوريا؟

الوقت_في الفترة الماضية، حذرت “المخابرات الخارجية” الروسية من أن الولايات المتحدة تستعد لتنفيذ هجمات إرهابية على أماكن مزدحمة ومؤسسات حكومية في سوريا، في الوقت الذي باتت فيه الولايات المتحدة طرفاً غير موثوق به بالنسبة للجميع، بسبب تصرفاتها الطائشة وسياساتها الخبيثة، ناهيك عن تاريخها الدمويّ والقذر في تدمير الدول وحصار الشعوب واغتيال السلام -باعتراف مسؤوليها-، وهو سيناريو يشير إلى خطط واشنطن الجديدة للمنطقة وربما يظهر تأثيرها في تعزيز قوة خلايا الإرهاب النائمة، فهي التي أسست ونظمت وسلحت تنظيم “داعش” الإرهابيّ وقامت بزرعه في المنطقة، وسهلت ويسرت لجميع الإرهابيين والمجرمين والمنحرفين فكريّاً وأخلاقيّاً الانضمام لهذا التنظيم، وساعدتهم بقوة في التغلغل داخل الأراضي العراقيّة والسوريّة، بهدف إثارة الفوضى وتفتيت الجيوش النظاميّة واستنزافها، وبعد فشل التنظيم الإرهابيّ رغم عملياته الاجراميّة الكثيرة وتمدده لسنوات على الارض وسيطرته على العديد من المدن، تقوم واشنطن بتنفيذ السيناريو الذي وضعته أجهزة المخابرات لتحقق مؤامراتها في تدمير الدول التي تعتبر معادية لها وللكيان الصهيونيّ المجرم فتنهب خيراتها وتحاصر شعبها وتحاول القضاء على دورها.

هجمات إرهابيّة أمريكيّة

تحذيرات جدية أطلقتها روسيا عنوانها الرئيس “أمريكا تريد تنفيذ هجمات إرهابية في سوريا”، وبحسب تقارير إعلامية فإن موسكو أعلنت أن الأمريكيين يستعدون لهجمات إرهابية ضد الأماكن المزدحمة والمؤسسات الحكومية في سوريا، في ظل استمرار احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من سوريا بالتزامن مع العقوبات الشاملة التي تفرضها واشنطن على دمشق، ووفقاً لوكالة سبوتنيك للأنباء، قالت وكالة المخابرات الخارجية الروسية في بيانها: “تخطط أجهزة المخابرات الأمريكية مرة أخرى لاستخدام المتطرفين الإسلاميين كأداة منتظمة لتنفيذ خططهم التخريبية في سوريا”، في ظل التحذيرات السوريّة المستمرة بانسحاب المحتلين بشكل فوريّ من الأراضي السوريّة، وخاصة مع تعاظم المواجهة بين قوات جبهة المقاومة والولايات المتحدة أكثر من ذي قبل مع تزايد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على القواعد الأمريكية في شرق سوريا خلال العام الماضي.

وفي غضون ذلك، تفيد بعض المصادر بزيادة التحركات العسكرية الأمريكية المشبوهة في قواعد الاحتلال في البادية السورية، ويشير البعض إلى أنّ الأهداف الأمريكيّة هدفها الأول تقوية فلول “داعش” الإرهابيّ والجماعات المتطرفة، وذلك يدل على نقاط مهمة، فهذه المنطقة الشاسعة التي تحتلها واشنطن غير مأهولة تقريبًا وأصبحت ملاذًا آمنًا للإرهابيين في السنوات الأخيرة، ويقال إن إرهابيي تنظيم “الدولة الإسلامية” استخدموا هذه المنطقة لشن هجمات مؤقتة على المدن والقرى المحيطة بهذه الصحراء، وكانت هذه المنطقة نفسها المصدر الرئيسي لنشاط تنظيم داعش للسيطرة على أجزاء كثيرة منها مدينة تدمر التاريخية، ما يعني أن اختيار هذه المنطقة لم يكن عشوائيّاً أبداً، ولكنه هادف للغاية.

وبالتزامن مع تمكن العراق وسوريا من مواجهة الجماعات الإرهابية وتحقيق نجاح نسبي في السنوات الأخيرة، وباعتبار أن الاستقرار في هذه الدول سيهدد استمرار الوجود غير الشرعيّ للجنود الأمريكيين، يبدو أن واشنطن تبحث عن طريقة لزرع الانفلات الأمنيّ لصالح التنظيمات الإرهابيّة تلك ومن لها أفضل من البعبع الذي صنعته “داعش”، وإنّه لا يمكن الوثوق بأيّ خطوة أمريكيّة في هذا الخصوص فهي التي فرضت عقوبات اقتصاديّة على العديد من المسؤولين السوريين منذ بداية الأزمة، والتي دعت على لسان الرئيس السابق باراك أوباما الرئيس السوري بشار الأسد إلى قيادة عملية الانتقال أو الانسحاب، والتي تنقل سفيرها في دمشق، روبرت فورد، دون إذن رسميّ في محافظة حماة وشارك بإحدى مظاهراتها بعد أشهر على بدء لهيب ما أُطلق عليه “الربيع العربيّ” في البلاد، ناهيك عن الدعم العسكريّ والاستخباراتيّ والعقوبات الكثيرة لإسقاط دمشق، وقد تلا تلك التدخلات دعوات كثيرة لرحيل الرئيس السوريّ في تدخل أمريكيّ سافر ومعهود ضد العواصم التي ترفض الخنوع للإملاءات الأمريكيّة والصهيونيّة.

وفي الوقت الذي تُظهر فيه الولايات المتحدة أنّها لا ترغب بوجود عاصمة معادية للكيان الإرهابيّ الذي يحتل الأراضي السوريّة واللبنانيّة والفلسطينيّة، ويقتل الأبرياء ويدمر منازلهم ويطردهم من ديارهم، تؤكد أنّ قوات الاحتلال الأمريكيّ لن تخرج من شمال شرق سوريا، وستواصل العمل مع ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية” الانفصاليّة، حيث لا تزال فلول داعش في العراق وسوريا على تواصل مع الأمريكيين، حيث يمكن أن تواجه سوريا أزمة جديدة بالاستناد إلى حقيقة أن المئات من عناصر داعش الخطرين ربما يتمكنون بسهولة أكبر بمساعدة واشنطن من تنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي السورية، لأن الأمريكيين لهم نفوذ كبير على الدواعش باعترافهم، ويمكنهم إذا لزم الأمر تهريب عناصر داعش من السجون، ولا يمكننا أن ننسى تجربة إطلاق سراح زعيم داعش أبو بكر البغدادي من سجن بوكا عام 2009، الشيء الذي أدى حسب كثيرين إلى نشوء داعش الإرهابيّ.

تحذير روسيّ شديد

بشدّة، حذرت وكالة المخابرات الروسية من أن الولايات المتحدة تستخدم “متطرفين إسلاميين” لتنفيذ هجمات إرهابية على “أماكن مأهولة بالسكان ومتاجر ومؤسسات حكومية” في سوريا، وهذه المناطق من بين أهداف الهجمات، وقد اختارت أمريكا سوريا لممارسة قواتها فيها بالتعارون مع المتطرفين تحركات مشبوهة ربما تصل لأعمال إرهابية أشد خطورة مما سبق، حيث يمكنهم بمساعدة واشنطن تنفيذ خططهم بأمان وسرعة، بينما يتم تدريب إرهابيي داعش في هذا المجال، باعتباره تنظيم أمريكيّ، وقد اعترف المسؤولون السابقون في هذا البلد مرات عديدة أنهم أسسوا هذه المجموعة التكفيرية للإطاحة بالحكومة السورية وبنفقات مالية على بعض العواصم ومساعدات الأسلحة الغربية من أجل تحقيق الهدف الأكبر، أيّ “الشرق الأوسط الجديد”.

ووفقاً لجهاز المخابرات الخارجية الروسي فإن السيطرة على مثل هذه الأعمال الإرهابية تتم مباشرة من القاعدة العسكرية الأمريكية الموجودة في التنف، وهي قاعدة تقع في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث يتم تدريب “العشرات من مقاتلي داعش”، على الرغم من أنّ سلطات البيت الأبيض زعمت مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة أنها اغتالت كبار قادة داعش من أجل تقديم أنفسهم على أنهم أعداء للإرهابيين بهذه المزاعم، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل واضح على ما إذا كان الأمريكيون قد استهدفوا بالفعل قادة هذه المجموعة التكفيريّة، حيث إن الوثائق في هذا السياق هي تصريحات جوفاء لمسؤولين أمريكيين، كما شكلت الولايات المتحدة عندما كان تنظيم “داعش” منتشرًا في سوريا والعراق، تحالفًا استعراضيًا زعم أنه يريد تدمير جذور داعش، لكن مقاتلي هذا البلد وطائراته المسيرة، بدلًا من مواجهة داعش، قتلوا المدنيين السوريين والعراقيين وجعلوا دماء الأبرياء تسيل لسنوات ومازالت مستمرة، لذلك فإن ادعاء قتل قيادات “داعش” ليس أكثر من كذبة، تتم بهدف خداع الرأي العام من أجل تبرئة أميركا من الاتهامات بدعم هذه الكيان الإرهابيّ.

وأضاف هذا الجهاز الاستخباري الروسي البارز إن الهجمات بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية تستهدف بشكل أساسي محافظتي السويداء ودرعا الجنوبيتين، وكذلك على الطريق السريع الاستراتيجي بين مدينتي تدمر ودير الزور، ما يعني أن الادعاء بتدمير داعش التكفيري يوفر للأمريكيين التلميح إلى أن هذه المجموعة قد ضعفت ولا تشكل أي خطر على المنطقة، حيث لا تركز حكومتا العراق وسوريا على التعامل مع تهديدات هذه المجموعة الإرهابيّة، و في حال استعادة داعش للسيطرة بشكل مفاجئ سيجعلون الحكومتين العراقية والسورية غير قادرتين على التعامل معه بشكل سريع وعرقلة إيجاد حل واعتماد استراتيجية فورية للتعامل مع التكفيريين، لأن داعش أظهر قدرته على تجنيد جنود في العراق وسوريا في أقصر وقت ممكن إذا توافرت الظروف، وهذه القضية يمكن أن تشكل تهديدًا لأمن العراقيين والسوريين على حد سواء، ولقد أظهرت قوى المقاومة العراقية والسوريّة عملياً أنها لن تستسلم لخداع الأمريكيين المتفائل بداعش، ولهذا السبب فهي دائماً على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديدات مفاجئة.

ويأتي تحذير موسكو من الهجمات الإرهابية الصادرة عن المخابرات الأمريكية بتوجيه من قاعدة التنف العسكرية على الرغم من طلبات الحكومة السورية في وقف استمرار احتلال الجيش الأمريكي لأجزاء من أراضي هذا البلد تحت ذريعة “الحرب ضد داعش، فمنذ عام 2011 ، في أعقاب ما أطلق عليه “الربيع العربي” ، تتدخل الحكومات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية في الشؤون السورية، وفي الوقت الذي تقدم فيه دعمًا شاملاً للمعارضة السورية، فقد فرضت عقوبات شديدة على هذا البلد الواقع في غرب آسيا، ومن الضروريّ التذكير بأنّ الولايات المتحدة تسرق قمح ونفط الشعب السوريّ وتدعم مشاريع التقسيم والإرهاب والتجويع، رغم الأوضاع المعيشيّة والاقتصاديّة الصعبة التي يعيشها السوريون والتي لا يمكن وصفها إلا بـ “حرب لقمة العيش”، في وقت تفرض فيه واشنطن –صاحبة هراء حقوق الإنسان والديمقراطية- أشدّ العقوبات والحصار على السوريين والذي يذيقهم الويلات، فيما ينجو من ذلك المناطق التي يديرها عملاء واشنطن أي المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السوريّة وبالأخص مناطق ما تُسمى “الإدارة الذاتية”، حيث تؤكّد دمشق كل مدّة أنّ ثرواتها تُسرق أمام الجميع وغلباً ما تتجه نحو الأراضي العراقيّة برفقة مدرعات عسكريّة تابعة لجيش الاحتلال الأمريكيّ.

خلاصة القول، لا ترغب الولايات المتحدة بوضع أمني مستقر في سوريا إلا وفقاً لمصالحها القذرة، حيث إن الهدف الأمريكيّ في منطقتنا لم يتغير يوماً، لكن ليس بالاستناد إلى وجهة النظر الأمريكيّة، فالوقائع تغيرت لكن السياسة الأمريكيّة تبقى نفسها، كيف لا؟ وواشنطن عملت كل ما بوسعها لإسقاط الحكومة السوريّة المقاومة من خلال دعم التنظيمات الإرهابيّة بشكل لا محدود بالتعاون مع دول معروفة، ولكن الآن وبعد أكثر من 10 سنوات من الانتصارات التي حققها الجيش السوريّ وداعموه من الحلفاء وبالأخص محور المقاومة، وعقب الانتصار الساحق الذي حققه الرئيس الأسد في في اجتماع الجامعة العربية، تيقن الأمريكيون أنّ حصن دمشق منيع أكثر مما تخيلوا، لهذا فإن الإجراءات التي يقوم بها الأمريكيون هذه الأيام في أراضي سوريا تهدف إلى تعطيل الترتيبات الأمنية في المنطقة وجعل هذه الدولة غير آمنة أبداً، على الرغم من مزاعم مسؤولي البيت الأبيض بإرساء الاستقرار والأمن.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...