ذكر الكاتب والصحفي البريطاني “بيتر أوبورن” أنّ: “وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سارع لإدانة سجن المعارض الروسي أليكسي نافالني، بينما لم توجّه واشنطن أي إدانات لمحاكمة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، والتي وصفها بالسياسيّة”.

09/08/2023

ففي مقالة، نُشرت على موقع “Middle East Eye”، أضاف الكاتب أنّ: “خان هو على الأرجح السّياسي الأقل فسادًا في تاريخ باكستان المعاصر”، مردفًا أنّ: “ذلك لا يهمّ الولايات المتّحدة وبريطانيا، واللتين لطالما فضلتا الحكّام الدكتاتوريين الذين يخدمون مصالحها”. وسمّى، في هذا السّياق، قادة باكستانيين سابقين مثل محمد ضياء الحقّ وبرويز مشرف”.  وتابع : “التاريخ يثبت أنّ الولايات المتّحدة تعادي أي زعيم سياسي باكستاني لديه تفويض ديمقراطي”، ولفت إلى أنّ: “خان تحدّى نظام الحزبين “الفاسد” في بلاده، وتمسك بمبادئه، وهو ما أدّى إلى استياء أميركي حياله”. 

كما تطرق الكاتب إلى خوض “خان” معركة ضد “الحرب الأميركيّة على الإرهاب”، إذ أدان الضربات التي شُنّت بواسطة المسيّرات، وأكد أهميّة سلطة القانون. وأضاف الكاتب أنّ: “خان دفع ثمن مواقفه”، لافتًا إلى أنّ “جذور الموضوع تعود إلى سقوط كابل في آب/أغسطس، في العام 2021، حين دخل بمواجهة مع واشنطن حول تجميد الأرصدة التابعة للدولة الأفغانيّة وحول رغبة أميركا باستخدام الأجواء الباكستانيّة”.

في هذا التحوّل أكّد الكاتب أنّ: “خان تحوّل إلى شخصيّة مستهدفة منذ ذلك الحين؛ لأنّه رفض المطالب الأميركية”، مؤكدًا أنّ “امتناع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن إدانة سجنه يصل إلى حدّ التواطؤ”. وفي الوقت الذي أشاد فيه الكاتب بالجيش الباكستاني، لفت إلى وقوفه وراء “سقوط” خان، مشددًا على أنّ الأخير هو السّياسي الأكثر شعبية في باكستان في المرحلة الراهنة. 

وبناء عليه، حذّر “أوبورن” من أنّ الفائز بالانتخابات التي ستجري مع خروج “خان” من المشهد لن يحظى بأي شرعيّة سياسيّة، وسيعدّ حاكمًا تابعًا للولايات المتحدة. وأضاف أن: “خان انضم إلى الزعماء الديمقراطيين الذين تجرأوا على الولايات المتحدة باتباع سياسة خارجية مستقلة”. وذكر، في هذا السياق، علي بوتو وهو أول زعيم باكستاني انتخب ديمقراطيًا، مشيرًا الى أنّ الأخير تحدّى الولايات المتحدة من خلال إنشاء تكتل من دول عدم الانحياز، وقد سُجن وقُتل في النهاية.

.

يمكنكم الانضمام إلى الولاية الاخبارية على تلكرام