الرئيسية / اخبار العلماء / الامام الخامنئي : وحدة المسلمين وفلسطين والإسلام المحمدي الأصيل أهم أولوياتنا في يومنا الراهن

الامام الخامنئي : وحدة المسلمين وفلسطين والإسلام المحمدي الأصيل أهم أولوياتنا في يومنا الراهن

وجه ولي أمر المسلمين سماحة اية الله العظمى الامام الخامنئي نداء الى ضيوف الرحمن ، دعا فيه حجاج بيت الله الحرام إلى التمييز بين “الإسلام المحمدي” و “الإسلام الأمريكي” و طالب حماس و الجهاد الاسلامي بـ “مزيد من العزم” وشدد على أن هدف المجموعات “الإرهابية” هو توفير الأمن لـ «إسرائيل» ، ، مؤكدا أن مسألة وحدة المسلمين ، و فلسطين ، و الإسلام المحمدي الأصيل ، هي من أهم موضوعاتنا و أولوياتنا في يومنا الراهن .

 
 حذر أبناء الامة الاسلامیة من ان العدو المخادع یستهدف جر المقاومة للانحراف عبر إشعاله نیران الحروب الأهلیة ، و قال : ان تجهیز المجامیع الإرهابیة و التکفیریة وأمثالها یأتی ضمن هذه السیاسة الغادرة .

 

 

کما حذر من الإسلام الأمریکی الذی یتقمّص العمالة للأجانب ومعاداة الأمة الإسلامیة بزی الإسلام ، مشددا على ان الإسلام الذی یشعل نیران الفرقة بین المسلمین ،

 

 

ویشن الحرب علیهم بدلاً من مکافحة الصهیونیة ویتحد مع أمریکا لیس بإسلام . و فیما یلی نص النداء الذی تمت قراءته الیوم الجمعة فی مراسم البراءة من المشرکین التی اقیمت فی صحراء عرفات بحمشارکة حشود کبیرة من حجاج بیت الله الحرام :

 

بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله رب العالمین وصلى الله على محمد وآله الطاهرین
تحیة شوق وسلام تکریم لکم أیها السعداء الذین لبیتم دعوة القرآن الکریم وسارعتم لضیافة بیت الله الحرام

 
وأول الحدیث هو ان تقدروا هذه النعمة الکبرى حق قدرها ، و أن تجهدوا للاقتراب من أهداف هذه الفرضة الفریدة عبر التأمل فی أبعادها الفردیة والاجتماعیة والروحیة والعالمیة ، و أن تتضرعوا الى المضیّف الرحیم القدیر أن یعینکم على ذلك .

 
و أنا معکم – قلباً و لساناً – أسال الربّ الغفور و المنّان أن یتمّ نعمته علیکم ، و یمنّ علیکم بأداء حجّ کامل ، کما منّ علیکم بالتوفیق الرحال الى حجّ بیته الکریم ، وأن یتقبل منکم بکرمه ویعیدکم سالمین غانمین الى دیارکم إن شاء الله تعالى .

 

 
إنّ الاهتمام بقضایا العالم الإسلامی فی هذه الفرصة المغتنمة لهذه المناسك الغنیّة الفریدة ، و النظرة الرفیعة الشاملة لما هو أهم وأرقى فی سلّم أولویات الموضوعات ذات الصلة بالأمة الإسلامیة هو فی مقدمة واجبات الحجاج وآدابهم الى جانب التطهیر والبناء المعنوی والروحی الذی هو اسمى وأعمق معطیات الحج .

 

 
إن مسألة وحدة المسلمین وحلّ العقد المفرّقة بین أجزاء الأمة الإسلامیة من جملة هذه الموضوعات الهامة ذات الأولویة فی یومنا الراهن . و الحج مظهر الوحدة والتلاحم وساحة الإخاء والتعاضد .

 

 

وعلى الجمیع أن یتلقوا درس الترکیز على المشترکات و إزالة الخلافات . فالسیاسات الإستعماریة وضعت بیدها الآثمة منذ القدم مهمة التفرقة فی قائمة أعمالها لتحقق مقاصدها الخبیثة. وبعد أن تبین للشعوب الإسلامیة الیوم بوضوح عِداء جبهة الإستکبار والصهیونیة بفضل الصحوة الإسلامیة واتخذت منها الموقف اللازم ،

 

 

نلاحظ ان سیاسة بث التفرقة بین المسلمین قد ازدادات شدّة وعنفا . إن العدو المخادع یستهدف جرّ مقاومتهم وجهادهم الى الإنحراف ، عبر إشعاله نیران الحروب الأهلیة بین المسلمین ، کی یبقى العدوّ الصهیونی و عملاء الإستکبار ،

 

و هم الأعداء الحقیقیون ، فی هامش من الأمن ، و لاشک أنّ تجهیز المجامیع الإرهابیة والتکفیریة وأمثالها فی بلدان منطقة غرب آسیا یأتی فی سیاق هذه السیاسة الغادرة ، وهذا هو تحذیر لنا جمیعاً ، یستدعی أن نضع الیوم مسألة وحدة المسلمین على رأس قائمة واجباتنا الوطنیة والدولیة .

 
والموضوع المهم الآخر ، قضیة فلسطین . فبعد مرور 65 عاما على قیام کیان الاحتلال الصهیونی الغاصب ، و المنعطفات المختلفة التی مرّت بهذه القضیة الهامة والحساسة ، خاصة الحوادث الدامیة فی السنوات الأخیرة ، فإن حقیقتین قد اتضحتا للجمیع .

 

الأولى : أن الکیان الصهیونی وحماته المجرمین لا یعرفون حداً لفظاظتهم وقسوتهم ووحشیتهم وسحقهم لکل المعاییر الإنسانیة والأخلاقیة. انهم یبیحون لأنفسهم کل جریمة و إبادة جماعیة وتدمیر وقتلٍ للأطفال والنساء والأبریاء العزل ، بل بامکانهم ارتکاب کل اعتداء وظلم ،

 

ثم تراهم یفخرون بما ارتکبوه . و لعل المشاهد المبکیة فی حرب الخمسین یوماً على غزّة ، هی آخر نموذج من هذه الجرائم التاریخیة التی تکررت مرارا خلال نصف القرن الأخیر . والحقیقة الثانیة هی إن هذه المجازر و المآسی لم تستطع أن تحقق هدف قادة الکیان الغاصب و حماته .

 

 

و خلافاً لما کان یجول فی اذهان لاعبی الساحة السیاسیة الخبثاء من آمال حمقاء بشأن سطوة الکیان الصهیونی و منعته ، فإن هذا الکیان یقترب یوماً بعد اخر من الانهیار والإضمحلال والزوال . وما مقاومة غزّة المحاصرة والوحیدة لمدة 50 یوما أمام کل ما جلبه الکیان الصهیونی من قوّة الى الساحة ، وما حدث فی النهایة من فشل وتراجع لهذا الکیان واستسلامه أمام شروط المقاومة ، الا هو مشهد واشح لهذا الضعف والهزال والانهیار .

 

 
و هذا یدعو الى تعزیز الامل فی الشعب الفلسطینی أکثر من أی وقت مضى ، وأن یضاعف المناضلون من الجهاد الاسلامی و حماس من سعیهم و عزمهم وارادتهم ، و أن تتابع الضفة الغربیة مسیرة العزّ الدائمة بقوة و صلابة أکثر ، وأن تطالب الشعوب المسلمة حکوماتها اتخاذ مواقف مساندة حقیقیة وجادّة من قضیة فلسطین ،

 

 

وأن تقطع الدول الإسلامیة بصدق خطوات على هذا الطریق . والموضوع الثالث المهم و ذو الأولویة ، هو ما ینبغی للناشطین المخلصین فی العالم الإسلامی أن یفرقوا بنظرة واعیة بین الإسلام المحمدی الأصیل والإسلام الأمریکی ، و أن یحذروا ، و یحذّروا من الخلط بین هذا وذاک . ولقد إهتم إمامنا الراحل لأول مرّة بالتمییز بین المقولتین ، و أدخل ذلک فی القاموس السیاسی للعالم الإسلامی .

 

 
فالإسلام الأصیل هو إسلام النقاء والمعنویة ، وإسلام التقوى والسیادة الشعبیة، إسلام أشداء على الکفار رحماء بینهم . اما الإسلام الأمریکی فهو من تقمّص العمالة للأجانب ومعاداة الأمة الإسلامیة بزی الإسلام !!

 

 
إن الإسلام الذی یشعل نیران التفرقة بین المسلمین، و یضعُ الثقة بأعداء الله بدلا من الثقة بالوعد الإلهی ، و یشن الحرب على الأخوة المسلمین بدلاً من مکافحة الصهیونیة والإستکبار ، و یتحد مع أمریکا المستکبرة ضد شعبه أو الشعوب الأخرى .. لیس بإسلام ، بل إنه نفاق خطر مُهلک یجب أن یکافحه کل مسلم صادق .

 

 

إن نظرة مقرونة بالبصیرة وعمق التفکیر توضّح هذه القضایا والموضوعات الهامة فی واقع العالم الإسلامی لکل باحث عن الحق ، و تحدّد الواجبات والتکالیف الراهنة بلا غموض .

 
إن موسم الحج ومناسکه و شعائره فرصة مغتنمة لإکتساب هذه البصیرة ، ومن المؤمل أن تحظُوا – أنتم أیها الحجاج السعداء – بهذه الموهبة الإلهیة بصورة کاملة .
أستودعکم الله العظیم جمیعاً ، وأساله تعالى لکم قبول الطاعات.

 

 
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
السید علی الخامنئی
5 ذی الحجة 1435 هجریة وقمریة
8 مهر 1393 هجریة شمسیة

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...