أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن لا تفاوض حول صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وكيان الاحتلال حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بشكل كامل، مشددًا على أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تقود المعركة بحكمة واقتدار ومسؤولية، وتواجه الاحتلال من مسافة الصفر، وتثخن في جنوده وضبّاطه، وتصل صواريخها إلى قلب الكيان الصهيوني.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم الاثنين 18-12-2023 في العاصمة اللبنانية بيروت مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، عدّد حمدان المجازر والجرائم الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بدعم وبسلاح أميركي، واستهدف فيها المدارس والمستشفيات
وقال حمدان: “خلال 73 يومًا من هذا العدوان الغاشم، ارتقى قرابة 19 ألف شهيد، وأكثر من 52 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، ودمّر كلّ مقومات الحياة الإنسانية، من مبانٍ سكنية ومرافق خدمية، ولا يزال هذا الاحتلال النازي يعتقل المئات من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة، بينهم نساء، ويمارس بحقّهم أبشع صنوف التعذيب الوحشي، حيث ارتقى عددٌ منهم شهداء، ولا يزال العشرات رهن الاعتقال في معسكرات سديه تيمان قرب بئر السبع، ومعسكر عنتوت قرب القدس”.
واعتبر أن “الاحتلال يريد جعل غزة مكانًا غير صالح للعيش، ليسهل عليه مخطط التهجير والنزوح من أرضه، ونقول له ولداعميه: خسئتم! شعبنا باقٍ في أرضه، لأنَّه ببساطة صاحب الأرض وصاحب الحق، ووهم التهجير مستمد من ثقافة المجتمع اللقيط الذي بنته دولة الاحتلال جالبة الغزاة من كل بلد لتسكنهم في أرض محتلة لا ينتمون لها، وكلّما ساءت ظروف حياتهم يلجؤون إلى الهجرة العكسية والعودة إلى بلدانهم الأصلية كما فعل مئات الآلاف من الصهاينة منذ بدء طوفان الأقصى، وإسقاط التجربة على شعبنا الفلسطيني هو قياس غبي غير مستبعد عن عقلية المحتل، لم يراع أهم فارق بيننا وبينهم.. أننا أهل الأرض منذ آلاف السنين وأنَّهم الطارئون الذاهبون قريبًا إلى مزابل التاريخ”.
وأكد أن “هذا العدوان النازي لم يقتصر على قطاع غزَّة، فقد تواصل إرهاب جيشه النازي في كل مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، من خلال الاقتحامات والاعتقالات وجرائم القتل وتجريف الأراضي واستهداف حاضنة المقاومة والثائرين من كتائب المقاومة، حيث اعتقل منذ السابع من أكتوبر 4575 مواطنًا، وارتقى نحو 300 شهيد.
وشدد حمدان على أن “هذه الجرائم والمجازر المروّعة يرتكبها جيش الاحتلال النازي بدعم أمريكي كامل، تجعل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شريكًا رئيسيًا في سفك الدم الفلسطيني وقتل الأطفال والنساء وتدمير كل مقوّمات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة”.
ولفت إلى أن “هذا الجيش النازي بقصفه العشوائي الهمجي، لا يستهدف إلاّ المدنيين العزّل، بشكل مُمنهج ومتعمّد، ولا يفرّق بين كبير أو صغير، بين جريح أو مريض، بين مسلم أو مسيحي، إذ إنَّ نحو 75 ٪ من الشهداء والجرحى هم من الأطفال والنساء، كما أنَّ هذا الاحتلال خلال الأيام الماضية، قتل سيّدتين مسيحيتين في دير الراهبات بغزَّة، وقتل دبلوماسيًا فرنسيًا فلسطينيًا بقصف منزله في مدينة غزَّة”.
ودعا حمدان الأمم المتحدة، وأمينها العام أنطونيو غوتيريش إلى” تحمّل مسؤوليته، والاستمرار في ممارسة كل الضغوط لوقف العدوان وجرائم الحرب النازية التي ترتكب ضد شعبنا، والعمل مع الدول الرّافضة لهذا العدوان للضغط على الإدارة الأمريكية في عدم استخدام الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن الدولي”.
وطالب الأمم المتحدة وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم بـ”التحرّك العاجل للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير المعتقلين من غزَّة، ووقف جرائم الإعدام الميداني والإخفاء القسري بحقهم، والعمل على الإفراج الفوري عنهم، ونحمّل الاحتلال مسؤولية حياتهم وسلامتهم”.
وجدّد حمدان الدعوة لقادة وزعماء الأمة العربية والإسلامية إلى “كسر الفيتو الصهيو أميركي والتوجّه إلى قطاع غزَّة، شمالًا وجنوبًا، في وفود رسمية وشعبية، تحمل معها كل المواد الإغاثية والطبية والوقود والغاز، وإنقاذ حياة أكثر من مليوني مواطن فلسطيني يموتون قصفًا وجوعًا وبردًا وعطشًا، وهم الآن بلا مأوى ولا علاج ولا دواء”.
وقال حمدان، إن الاحتلال فشل في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية على أرض غزَّة، معتبرًا أن نشره صورة اكتشافه نفقًا طويلًا لكتائب القسّام بعد 72 يومًا، “جاء متأخرًا، وما نشره لهذه الصورة إلا للتغطية على فشله الذريع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأمام خسائره الفظيعة في جنوده وضبّاطه وعتاده العسكري التي سترتفع كلّما استمر عدوانه”.
وأكد أنَّ المقاومة الفلسطينية وفي مقدّمتها كتائب القسّام، لا تزال تقود المعركة بحكمة واقتدار ومسؤولية، وتواجه الاحتلال من مسافة الصفر، وتثخن في جنوده وضبّاطه، وتصل صواريخها إلى قلب الكيان الصهيوني.
ولفت إلى أن “صمود شعبنا الأسطوري وثباته على أرضه، وأنَّ ضربات المقاومة المتواصلة ضد جنود الاحتلال وضبّاطه هي من أفشلت كلّ مخططات الاحتلال في التهجير، وهي من ستفشل وتحبط أهداف عدوانه ضدّ قطاع غزَّة”.
واعتبر أن استمرار الإدارة الأميركية في تحميل الحركة مسؤولية خرق التهدئة السابقة، واستئناف الاحتلال حربه العدوانية، يأتي في سياق تبنّي الرواية الصهيونية الكاذبة التي لم تعد تنطلي على أحد.
وأوضح “أنَّ وجود الاحتلال، وحربه الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، منذ أكثر من سبعة عقود، هو السبب، فمقاومة ونضال شعبنا مستمر ما دام هذا الاحتلال جاثمًا على أرضنا”.
وجدّد حمدان التأكيد أنه “لا تفاوض حول صفقة تبادل الأسرى حتى يتوقف العدوان الصهيوني بشكل كامل، وفي المقابل، نحن منفتحون أمام أيّ مبادرة تهدف إلى وقف العدوان، تصلنا من الإخوة الأشقاء في قطر ومصر، وسنتعامل معها بما يتوافق مع صمود وتضحيات شعبنا ورؤية مقاومتنا”.
وأضاف: “لقد فشل الاحتلال فشلًا ذريعًا في تسويق روايته الكاذبة أمام الرّأي العام العالمي، فحتى وفق ما نشره الإعلام الصهيوني نفسه، فإنَّ أغلبية منشورات مواقع التواصل ومقالات وسائل الإعلام الدولية الكبرى ضد الاحتلال الصهيوني، فـ 83% من منشورات الإنترنت المتعلقة بالحرب هي ضدّ الاحتلال و9% فقط لصالحه”.
وتابع: “هذا الفشل سبقه فشل سياسي ودبلوماسي، فهناك 153 دولة صوّتت ضد العدوان الصهيوني في الأمم المتحدة، ما سيزيد من عزلة هذا الكيان الصهيوني، ويعمّق أزمة الإدارة الأميركية في الدفاع عن هذا الكيان النازي، وتبنّي روايته الكاذبة، والتمسّك بحبل ادّعاءاته السخيفة”.
ونوّه بالمظاهرات والمسيرات الجماهيرية التي خرجت في المدن والعواصم العربية والإسلامية والأوروبية والأميركية، والمعبّرة عن دعم غزَّة وفلسطين، والرّافضة لجرائم الاحتلال، ووقف هذه الحرب، والتنديد بدعم الإدارة الأميركية لها، داعيًا إلى مواصلتها وتصعيدها حتى يتوقف هذا العدوان النازي.
إقرأ المزيد ,,
مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى
إقرأ المزيد ,,
الإمام الخامنئي: طوفان الأقصى تمكنت من تعطيل السياسات الأميركية في المنطقة
لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية
فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر
.