عن الوضع الراهن في المنطقة . كتب ابن البلد

الخميس ٧ اذار ٢٠٢٤

اذا كانت الدول العظمى والكبرى وعلى رأسهم بريطانيا سابقا ، والولايات المتحده الأمريكية حاليا ،
كانت ترسم مصير دول الكرة الأرضية مسبقا لقرن كامل ،
فإنها اليوم مربكة ضائعة ..
تنظر الى يومها وتجهل غدها ..
وذلك لسبب واحد حديث هو ،
قيام الجمهورية الإسلامية في إيران وانشاء محور المقاومة .

وتأكدوا لولا ان حزب الله في لبنان ليس قويا ومؤثرا وفاعلا على خطر بقاء ووجود إسرائيل في المنطقة ،
ووجود اليمن في باب المندب ومساندة دول محور المقاومة لهما ،
لما رأيتم هذا الحشد العالمي في نصرة ودعم الكيان الغاصب ضد غزة وضد قيام فلسطين من جديد ،
ولما تحول الأعراب والمسلمين والمسيحيين المتصهينين من اعداء للصهيونية الى اصدقاء لها ..
وبالتالي كان خروج الإسلام والمسيحية الذي ترونه اليوم من دورهما ، نشر المحبة والسلام الى الظلم والجور ..
فكان حقا على الله ان يعيد الامور الى نصابها ..
بمعجزة … سنراها قريبا ..

سقوط اسرائيل ، يعني سقوط أميركا في المنطقة وخروج حاكمية أحادية العالم منها ، وخروج أوروبا من الخيرات التي تنعم فيها من دولنا ، وبالتالي سقوط كل الأنظمة العربية العميلة المطبعة والمعترفة والمدافعة عن الشر المطلق في المنطقة اسرائيل ..

الى قصيري النظر والبصيرة ، حتى لا نقول الخونة والعملاء ..
الى الذين يروجون بوجوب عدم ربط لبنان بحرب غزة ، واو ان لبنان ليس مجبرا ان يدفع الضريبة وحده عن فلسطين ،
او يخوض حربا مع اسرائيل نيابة عن ملياري مسلم .. وإلى آخره ..
وان العين لا تقاوم المخرز
والجيش الذي لا يقهر
والقرارات الدولية .. وكذبة حل الدولتين ، وصفقة القرن .
ومجتمع الأمم المتحدة وفصوله وبنوده السابع والتاسع وقوات الفصل ..
والتهديد والوعيد والاغراءات والخداع ..
فكل هذا
لم يردع العدو الصهيوني عن جرائمه ..
فبعد فشل استفراد لبنان في حرب ٢٠٠٦ وسوريا ٢٠١١ وغزة ٢٠١٤
والتمهيد لسحق المقاومة .
كان إنتصار لبنان لعدم سقوط سوريا ، ولولا سقطت سوريا لسقطت المنطقة ، وبسقوط غزة سيسقط لبنان وسيتم تدميره ويلحق بغزة ..

فكان حري على المقاومة وحدة الساحات ، وفتح الحرب لصد العدوان الكبير ، واستنزاف واستباق واستيعاب الهجوم الذي قررت امريكا فيه القضاء على المقاومة ..

اما انتخاب بايدن او ترامب على رأس البيت الابيض ، لا يغير بشكل السياسة الامريكية الخارجية .

هذه كانت سياسة أمريكا ، من بوش الاب الى اليوم وإلى الغد ، شرق أوسط جديد خالي من المقاومة .

فالدول الغربية تبلّغت من “إسرائيل” أن الأخيرة حدّدت مهلة حتى 15 آذار الجاري موعداً للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان ، وإلا فإنها مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية إلى “حرب واسعة النطاق” وأميركا بصدد وقف الحرب في لبنان لتضمن اجتياح رفح بأقل الخسائر ،
فتنهي غزة لتلتفت الى غزو لبنان .

يعني المحور الامريكي بحاجة إلى النصر كما المحور المقاومة ،
وكلاهما ، الحرب بالنسبة لهما ، اما حياة واما موت ..
ويعلم الامريكي ان محور المقاومة مستعد للحرب ،
لذلك يهدد ويُغري ، لكن من دون ضمانات ، ويعلم ان الإسرائيلي سيغدر بلبنان عند الإنتهاء من غزة ..

يبقى ماذا ستختار الولايات المتحدة الأمريكية لجم اسرائيل والحفاظ على وجودها وجود أوروبا في المنطقة ،
ام الدخول في المجهول ..

أما ماذا عند المقاومة ..
الكلمة رهن الميدان .. ولا شيء آخر ..