الرئيسية / شخصيات أسلامية / الامام محمد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ

الامام محمد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ

(98)
لقول الله في التيمم : ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) (1) واتّفق معي على ذلك قوم .
وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك ؟ قالوا : لاَنّ الله لما قال : ( وأيديكم إلى المرافق ) (2) في الغسل دلّ ذلك على أن حدّ اليد هو المرفق ، قال : فالتفت إلى محمد بن علي عليه السلام ، فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر ؟ فقال : قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلّموا به ، أيّ شيء عندك ؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين . قال : أقسمت عليك بالله لمّا أخبرت بما عندك فيه ، فقال : أما إذا أقسمت عليَّ بالله إنّي أقول إنّهم أخطأوا فيه السنة ، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الاَصابع ، فيترك الكف . قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين (3) . فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : ( وأن المساجد لله ) (4) يعني به هذه الاَعضاء السبعة التي يسجد عليها ( فلا تدعوا مع الله أحداً ) وما كان لله لم يقطع ، قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الاَصابع دون الكفّ ، قال ابن أبي دؤاد : قامت قيامتي وتمنيّت أني لم أك
____________
1) سورة النساء : 4 | 43 .
2) سورة المائدة : 5 | 6 .
3) صحيح البخاري 1 : 280 | 776 و 777 باب السجود على سبعة أعظم أخرجه عن ابن عباس . والجامع الصحيح 1 : 446 | 231 (491) أخرجه عن العباس بن عبدالمطلب . وكذا الاَحاديث 227 ـ 230 . وسنن ابن ماجة 1 : 282 | 884 و 885 .
4) و 5) سورة الجن : 72 | 18 .
(99)
حيّاً (1) .
فلسان الرواية يبيّن أن الخليفة أعدّ مسبقاً لذلك المجلس جمعاً غفيراً من الفقهاء للحكم في هذه المسألة ، ويبدو أيضاً أنه اختارهم على مختلف المشارب والاتجاهات الفقهية والفكرية؛ لاَنّ الوقت آنذاك كان وقت كلام ومساجلات وتعدد في الآراء الفقهية .
دوره في تفسير القرآن:
من نافلة القول إن الاَئمة من أهل البيت النبوي الطاهر عليهم السلام ، هم الراسخون في العلم ، المفسرون للقرآن الكريم كما أنزله الله وأراده حقيقة ، وهم وحدهم العالمون بتأويله ، والدليل على ظاهره وباطنه . وليس بدعاً من القول إذا سلّمنا بأنهم عدل القرآن؛ للنبوي الصحيح المروي في المدوّنات الحديثية لدى الفريقين سواء بسواء ، ذلك هو حديث : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » (2) .
إذا علمت هذا ، فينبغي بمن هو عدل الكتاب وقرينه ، أن يكون عالماً بكل آياته ، ومحيطاً بجميع أسراره ومحكمه ومتشابهه ، ناسخه ومنسوخه ، وهكذا كان أهل البيت عليهم السلام قرآناً ناطقاً يهدي للتي هي أقوم ، ويبشّر
____________
1) تفسير العياشي 1 : 319 ـ 320 | 109 طبع طهران بتحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتي .
2) الحديث روي في العديد من المصادر التي لا يمكن حصرها هنا نذكر منها : صحيح مسلم 4 : 1873 | 2408 . ومسند أحمد 5 : 189 . وسنن الدارمي 2 : 431 ـ 432 . ومصنّف ابن أبي شيبة 11 : 452 | 11725 . وصحيح الترمذي 5 : 662 | 3786 . وللمزيد راجع : دفاع عن الكافي | ثامر العميدي 1 : 144 ـ 153 ففيه تفاصيل عن ألفاظ الحديث وطرقه ودلالاته ومصادره .
(100)
المؤمنين بخط ولايتهم بأن لهم قدم صدق عند مليك مقتدر .
وعلى الرغم من أن ما وصل إلينا عن الاَئمة الميامين عليهم السلام بشأن القرآن الكريم وتفسيره لا يشكل إلاّ نزراً يسيراً لما يمتلكون من حصيلة علمية ، وثراء فكري ليس لهما حدود ، إلاّ أن المتصدي لتفسير القرآن الكريم لا يمكنه الاستغناء عن تفسيرهم عليهم السلام لما فيه من سمات أصيلة لفهم كتاب الله ، أبرزها تفسير القرآن بالقرآن ، والقول بسلامة القرآن من التحريف وغيرها من المبادىَ الاَساسية لادراك معاني الكتاب الكريم .
وإمامنا الجواد عليه السلام هو واحد من تلك الكوكبة ، لا يمكن الاستغناء عما وصلنا عنه في التفسير بحال ، وهو كثير جداً لو استُخرج من مظانه ، وجُمع شتاته .
ومن أمثلة تفسيره عليه السلام ، ما نقله الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لاَبي جعفر عليه السلام سائلاً عن معنى : ( لا تُدرِكُهُ الاَبصَارُ وهو يُدرِكُ الاَبصارَ ) (1) .
فقال عليه السلام : « يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟ ! » (2) .
ونقل شيخ الطائفة في تهذيبه ، بسنده عن السيد ( عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام أنّه قال : سألته عمّا أُهلّ
____________
1) سورة الاَنعام : 6 | 103 .
2) اُصول الكافي 1 : 99 | 11 .
(101)
لغير الله . قال : « ما ذُبح لصنم أو وثن أو شجر ، حرّم الله ذلك كما حرّم الميتة والدم ولحم الخنزير ( فَمن اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ فلا إثمَ عليه ) (1) أن يأكل الميتة » . قال : فقلت له : يابن رسول الله ، متى تحلّ للمضطر الميتة ؟ فقال : « حدّثني أبي عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل فقيل له : يا رسول الله إنا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة ، فمتى تحلُّ لنا الميتة ؟ قال : ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفوا بقلاً ، فشأنكم بهذا » .
قال عبدالعظيم : فقلت له : يابن رسول الله فما معنى قوله عزَّ وجلَّ : ( فَمنِ اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ ) ؟ قال : « العادي : السارق ، والباغي : الذي يبغي الصيد بطراً ولهواً؛ ليعود به على عياله ، ليس لهما أن يأكلا الميتة إذا اضطرّا ، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار ، وليس لهما أن يقصّرا في صوم ولا صلاة في سفر » .
قال : قلت له : فقول الله تعالى : ( والمنخَنِقَةُ والموقُوذَةُ والمتردِّيةُ والنَّطيحَةُ وما أكلَ السَّبُعُ إلاَّ ما ذكَّيتُم ) (2) . قال : « المنخنقة : التي انخنقت بأخناقها حتى تموت . والموقوذة : التي مرضت ووقذها المرض حتى لم تكن بها حركة . والمتردّية : التي تتردّى من مكان مرتفع إلى أسفل أو تتردّى من جبل أو في بئر فتموت . والنطيحة : التي تنطحها بهيمة اُخرى فتموت . وما أكل السبع منه فمات . وما ذُبح على حجر أو على صنم ، إلاّ ما أُدركت ذكاته فذُكيّ » .
قلت : ( وأن تستقسمُوا بالاَزلامِ ) ؟ قال : « كانوا في الجاهلية يشترون بعيراً فيما بين عشرة أنفس ، ويستقسمون عليه بالقداح ، وكانت عشرة ، سبعة
____________
1) سورة المائدة : 5 | 3 .
2) سورة البقرة : 2 | 173 .
(102)
لهم أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها . أما التي لها أنصباء : فالفذّ ، والتوأم ، والنافس ، والحِلس ، والمسبل ، والمعلّى ، والرقيب (1) . وأما التي لا أنصباء لها : فالسفح ، والمنيح ، والوغد . وكانوا يجيلون السهام بين عشرة ، فمن خرج باسمه سهم من التي لا أنصباء لها أُلزم ثلث ثمن البعير ، فلا يزالون كذلك حتى تقع السهام التي لا أنصباء لها إلى ثلاثة ، فيُلزم ثمن البعير ، ثم ينحرونه ويأكل السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئاً ، ولم يطعموا منه الثلاثة شيئاً . فلما جاء الاِسلام حرّم الله تعالى ذكره ذلك فيما حرّم ، وقال : ( وأن تستَقسِمُوا بالاَزلامِ ذلِكُم فسقٌ) يعني حراماً » (2) .
دوره في ترسيخ العقائد الاِسلامية :
في هذا المقطع التاريخي الذي عاصره الاِمام الجواد عليه السلام كانت حمّى ظهور المذاهب الكلامية والعقائدية تأخذ بالانتشار هنا وهناك ، يساعد على ذلك توجه الحاكم نفسه إلى اللعب بالورقة المذهبية من جهة وظهور طبقة من وعّاظ السلاطين نظّمت نفسها وكيّفتها على نمط خاص للدخول في اكمام السلطان والعيش تحت آباطه ، قانعين بما ينالهم من نتانة الموقع ، والاِذلال والصغار ، مقابل أن لا يُحرموا من بذخ القصور ، ودعة العيش ، وفاخر الثياب ، وبدر الدراهم .
وتموج الاُمّة في ضلال تيارات عقيدية وفكرية عديدة فمن مشبّهة إلى معطّلة إلى مجبرة إلى غير ذلك من العقائد الباطلة والدعاوى المنحرفة ، التي أثيرت في عصره عليه السلام ، مما لا تتسع له صفحاتنا هذه ، وكان للاِمام الجواد عليه السلام
____________
1) وقيل في ترتيبها غير ذلك .
2) تهذيب الاَحكام 9 : 83 | 354 .
(103)
دور بارز في ترسيخ العقائد الاِسلامية والدفاع عنها ، وتصحيح معتقدات الناس مما قد يخطر في أذهانهم من تصورات خاطئة حول اُصول الاعتقاد .
التوحيد والصفات:
فعندما يُسئل من قبل عبدالرحمن بن أبي نجران عن التوحيد حين قال له : أتوهّم شيئاً ؟
أجابه الاِمام عليه السلام من فوره : « نعم ، غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء ، ولا تدركه الاَوهام .
كيف تُدركه الاَوهام وهو خلاف ما يُعقل ، وخلاف ما يُتصوّر في الاَوهام ؟ إنّما يتوهّم شيء غير معقول ولا محدود » (1) .
ويُسأل الاِمام عليه السلام أيضاً عن الباري تبارك وتعالى أنه يجوز أن يقال له : إنّه شيء ؟
(قال : « نعم ، يُخرجه من الحدين : حدّ التعطيل ، وحدّ التشبيه » ) (2) .
وفي الكافي أيضاً أن عبدالرحمن بن أبي نجران كتب إلى أبي جعفر عليه السلام أو سأله قائلاً : (جعلني الله فداك ، نعبد الرحمن الرحيم الواحد الاَحد الصمد ؟
فقال : « إنّ من عبد الاِسم دون المسمّى بالاَسماء أشرك وكفر وجحد ، ولم يعبد شيئاً ، بل اعبُد الله الواحد الاَحد الصمد المسمّى بهذه الاَسماء ، دون
____________
1) اُصول الكافي 1 : 82 | 1 باب إطلاق القول بأنه شيء من كتاب التوحيد .
2) اُصول الكافي 1 : 82 | 2 . وراجع : التوحيد | الصدوق : 107 .
(104)
الاَسماء . إنّ الاَسماء صفات وصف بها نفسه » ) (1) .
وفي إطار الاَسماء والصفات لله تبارك وتعالى ، يسأله داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري عن معنى الواحد . فيجيبه الاِمام عليه السلام قائلاً : « إجماع الاَلسن عليه بالوحدانية ، كقوله تعالى : ( ولئن سألتَهُم من خَلَقَهُم ليقولُنَّ الله ) » (2) .
وروى داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري أنّ رجلاً ناظر الاِمام الجواد عليه السلام في أسماء الله تعالى وصفاته ، فقال : ( كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل فقال : أخبرني عن الربِّ تبارك وتعالى ، له أسماء وصفات في كتابه ؟ وأسماؤه وصفاته هي هو ؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : « إنّ لهذا الكلام وجهين :
إن كنت تقول : هي هو ، أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك .
وإن كنت تقول : هذه الصفات والاَسماء لم تزل فإنّ ( لم تزل ) محتمل معنيين : فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم .
وإن كنت تقول : لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله ولا خلق ، ثم خلقها ـ أي الاَسماء ـ وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ، ويعبدونه وهي ذكره .
وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل ، والاَسماء والصفات مخلوقات . والمعاني والمعنيُّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّئ ، فلا يقال : الله مؤتلف ، ولا : الله
____________
1) اُصول الكافي 1 : 87 | 3 باب المعبود من كتاب التوحيد .
2) اُصول الكافي 1 : 118 | 12 . والآية من سورة الزخرف : 43 | 87 .
(105)
قليل ، ولا كثير ، ولكنه القديم في ذاته؛ لاَنّ ما سوى الواحد متجزّئ ، والله واحد لا متجزئ ، ولا متوهّم بالقلة والكثرة ، وكلّ متجزئ أو متوهَّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالٌّ على خالقٍ له .
فقولك : ( إنّ الله قدير ) ، خبّرت أنه لا يعجزه شيء فنفيت بالكلمة العجز ، وجعلت العجز سواه . وكذلك قولك : ( عالم ) ، إنّما نفيت بالكلمة الجهل ، وجعلت الجهل سواه . وإذا أفنى الله الاَشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ، ولا يزال من لم يزل عالماً » .
فقال الرجل : فكيف سمّينا ربّنا سميعاً ؟
فقال الاِمام : « لاَنّه لا يخفى عليه ما يُدرك بالاَسماع ، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس ، وكذلك سميناه بصيراً؛ لاَنّه لا يخفى عليه ما يُدرك بالاَبصار . من لون أو شخص أو غير ذلك ، ولم نصفه ببصر لحظة العين .
وكذلك سمّيناه لطيفاً لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك ، وموضع النشوء منها ، والعقل والشهوة للسفاد والحدب على نسلها ، وإقام بعضها على بعض ، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والاَودية والقفار . فعلمنا أنّ خالقها لطيف بلا كيف ، وإنّما الكيفية للمخلوق المكيّف .
وكذلك سمّينا ربّنا قوياً لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة ، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان ، وما كان ناقصاً كان غير قديم ، وما كان غير قديم كان عاجزاً .
فربّنا تبارك وتعالى لا شبه له ولا ضدّ ، ولا ندّ ، ولا كيف ، ولا نهاية ، ولا
(106)
تبصار بصر . ومحرّم على القلوب أن تُمثّله ، وعلى الاَوهام أن تحدّه ، وعلى الضمائر أن تكوّنه جلّ وعزّ عن أداة خلقه ، وسمات بريّته ، وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً » ) (1) .
الفرق المنحرفة:
في رجال الكشي عن علي بن مهزيار قال : ( سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول ـ وقد ذُكر عنده أبو الخطّاب (2) ـ : « لعن الله أبا الخطّاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكّين في لعنه ، ولعن من وقف فيه ، وشك فيه . . . » (3) .
وبالاِضافة إلى لعن الاِمام عليه السلام لاَبي الخطّاب وأصحابه ، فإنّه عليه السلام وقف موقفاً حاسماً من الفرقة الواقفية وغيرها . فقد أورد الكشي بسنده عن محمد بن رجاء الحنّاط ، عن محمد بن علي الرضا عليه السلام أنّه قال : « الواقفة حمير الشيعة » .
____________
1) اُصول الكافي 1 : 116 | 7 . وراجع : التوحيد | الصدوق : 193 .
2) أبو الخطّاب : هو محمد بن أبي زينب مقلاص الاَسدي الكوفي الاَجدع . كان في بادئ أمره من أصحاب الاِمام الصادق عليه السلام ، ثم انحرف عن خط أهل البيت عليهم السلام ، بل وعن الدين ، فأخذ ينسب أباطيله وعقائده الفاسدة إلى الاِمام الصادق عليه السلام كذباً وزوراً ، وتبعه عدد من المضلّلين والنفعيين حتى شكّلوا فرقة سمّيت فيما بعد بالخطّابية . من عقائدهم زعموا أن الصلاة والصيام والتكاليف الاُخرى ، والخمر والزنا والسرقة وغيرها هي أسماء رجال ، والآيات القرآنية الآمرة بأداء تلك الاَعمال والناهية عنها ، إنّما هي آمرة بمحبة أولئك الرجال أو النهي عن محبتهم فقط . كما أظهروا كثيراً من البدع والضلالات والاِباحات ، حتى وصل بهم الاَمر إلى الدعوة إلى نبوّة أبي الخطاب . بعث إليهم والي المدينة جيشاً ـ بعد أن استفحل أمرهم ـ فقاتلوهم حتى أبادوهم عن آخرهم إلاّ رجلاً واحداً منهم نجا من القتل .
3) اختيار معرفة الرجال : 528 | 1012 .
(107)
ثم تلا قوله تعالى : ( إنْ هُم إلاّ كالاَنعام بل هُم أضَلُّ سبيلاً ) (1) .
كما تجلّى موقفه الحاسم هذا في نهيه عن التعامل مع الفطحية والواقفة ولم يجوّز الصلاة خلف أحدهم (2) .

شاهد أيضاً

إلى متى غزة تحت النار، الا يصحوا العالم من ظلم فلسطين قرابة سبعين سنة

حيدري نظر سؤالك يلامس جرحًا عميقًا في الضمير الإنساني، وقد عبّر عنه ملايين من الناس ...