الرئيسية / شخصيات أسلامية / حياة الإمام المهدي عليه السلام

حياة الإمام المهدي عليه السلام

” لا إله إلا الله “.
لقد غذاه بهذه الكلمات التي هي سر الوجود وأنشودة الأنبياء، وقد ملأت قلبه، وسرت في عواطفه ومشاعره، ونطق الوليد كما نطق قبله عيسى بن مريم نطق عليه السلام بالآية الكريمة:
* (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) *.
لقد ولد ولي الله وحجته على عباده بهذه الصورة من الخفاء والكتمان خوفا عليه من السلطة العاتية، التي كانت تراقبه كأشد ما تكون المراقبة لتقضي عليه.
وتناولت السيدة حكيمة الوليد المبارك فقبلته وقالت: ” شممت منه رائحة طيبة ما شممت قط أطيب منها “، وأخذه الإمام من يدها ثانية وقال:
” أستودعك الذي استودع أم موسى، كن في دعة الله وستره وكنفه، وجواره.. “.
وخاطب الإمام عمته قائلا:
” رديه إلى أمه، واكتمي خبر هذا المولود، ولا تخبري به أحدا حتى يبلغ الكتاب أجله.. ” (1).
إطعام عام:
وأمر الإمام الحسن الزكي عليه السلام بعد ولادة وليده المبارك بشراء كميات كثيرة من اللحم والخبز فوزعت على فقراء (سامراء) (2) كما عق عنه بسبعين كبشا، وبعث بأربعة منها إلى صاحبه إبراهيم، وكتب إليه بعد البسملة:
(1) البحار 13 / 7.
(2) البحار 13 / 3.
(٢٢)

” هذه عن ابني محمد المهدي، كل منها وأطعم من وجدت من شيعتنا ” (1).
تباشر الشيعة بولادته:
وتباشرت الشيعة بولادة إمامها حجة الله على خلقه الإمام المنتظر عليه السلام وغمرتهم موجات من الفرح والسرور بولادته وكان من الذين بشروا به حمزة بن أبي الفتح فقد قيل له: البشرى ولد البارحة مولود لأبي محمد وأمر بكتمانه فقال: وما اسمه فقيل له سمي بمحمد وكني بجعفر ” (2).
التهاني بولادته:
وعمت الفرحة الكبرى بولادة الإمام عليه السلام جميع الأوساط الشيعة وقد انبرى جمع من الأعلام والأخبار إلى الإمام الزكي الحسن عليه السلام فهنأوه بولادة وليده وكان ممن هنأه الحسن بن الحسين العلوي قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي فهنأته بولادة ابنه القائم (3) ب‍ (سر من رأى) ولا زالت الشيعة في جميع عصورها يهنئ بعضهم بعضا بعيد ولادته الأغر وقد انبرى شعراؤهم إلى إظهار فرحهم بعيد ميلاده يقول الشيخ محمد السماوي:
يا ليلة قد أسفرت عن مولد * طرب الزمان به وطاب الحين وتبلجت طرق العلى وتبينت * آي الهدى وأضاء منه الدين وتوطد الإسلام والإيمان * والتبيان والإمكان والتمكين وتباشر (البيت الحرام) و (طيبة) * ومعاقل من بعدها وحصون وضح الهدى وبدا ضمير النشأة * الأولى وأظهر سرها المخزون وتفايض الجود الذي من أجله * قام الوجود وكون التكوين يهنئ النبوة والإمامة قائم * بالحق مرفوع المنار مكين
(١) البحار ١٣ / ١٠.
(٢) البحار ١٣ / ٤ والصحيح أنه كني بأبي جعفر.
(٣) البحار ١٣ / ٦ الغيبة للطوسي (س 138).
(٢٣)

ويبلغ الآمال بدر طالع * للناظرين ومطلع ميمون ملك عليه من المهابة حاجب * لكنه لسماحة مقرون (1) وممن نظم بهذه المناسبة الشاعر الملهم الشيخ كاظم آل نوح قال في قصيدة له:
بليلة نصف شعبان علينا * أطل البشر وهو لها قرين وللشرك التليد هوت صروح * وللكفر الطريف وهت حصون بمولده استحال الكون نورا * قبيل الفجر وانجلت الدجون أذل الله فيه كل دين * كما قد عز للإسلام دين (2) تسميته:
أما اسمه الشريف فهو كاسم جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، منقذ البشرية من الضلال وكذلك ينقذها حفيده وآخر أوصيائه الاثني عشر عليهم السلام وقد اتفق المؤرخون والرواة أن الذي سماه بهذا الاسم هو جده الرسول صلى الله عليه وآله. (3) ألقابه:
وقد لقب الإمام عليه السلام بألقاب كريمة كان منها ما يلي:
1 – المهدي وهو من أكثر ألقابه ذيوعا وانتشارا لقب بذلك لأنه يهدي إلى الحق أو إلى كل أمر خفي (1) وقد أضفي هذا اللقب الكريم على النبي صلى الله عليه وآله يقول حسان بن ثابت في رثائه له:
(١) منن الرحمن ٢ / ٢٣٣.
(٢) منن الرحمن ٢ / ٢٣٥.
(٣) عقد الدرر.
(4) البحار 13 / 10.
(٢٤)

شاهد أيضاً

ترامب وإسرائيل تحول حقيقي أم مسرحية سياسية؟

ترامب وإسرائيل تحول حقيقي أم مسرحية سياسية؟ حيدري نظر سؤالك عميق ويندرج ضمن التحليل السياسي ...