حياة الإمام المهدي عليه السلام
4 ساعات مضت
شخصيات أسلامية
8 زيارة
حملها بالإمام عليه السلام (1).
الثناء عليها:
وأثرت عن أئمة الهدى عليهم السلام كوكبة من الأحاديث في الثناء على هذه السيدة الزكية والإشادة بها ومن بينها هذه الأخبار:
1 – خطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد انتهائه من حرب الخوارج في (النهروان) وقد أدلى في خطابه ببعض الملاحم وعرض عليه السلام موضوع خروج الإمام المهدي عليه السلام وقد أثنى على السيدة الكريمة أمه قال:
” يا بن خيرة الإماء، متى تنتظر؟ أبشر بنصر قريب من رب رحيم ” (2) 2 – روى أبو بصير قال: قلت لأبي عبد الله: يا بن رسول الله، من القائم منكم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيه المبطلون ثم يظهره الله عز وجل فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها (3).
3 – روى محمد بن عصام بسنده عن أبي بصير عن الإمام أبي جعفر أو الإمام أبي عبد الله عليهما السلام أنه قال: بالقائم علامتان: شامة في رأسه وشامة بين كتفيه مثل ورقة الآس ابن سبية وابن خيرة الإماء (4).
وكثير من أمثال هذه الأحاديث قد أثرت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وهي تشيد بمكانة هذه السيدة الكريمة ولا يضر بسمو منزلتها أنها أمة فقد هدم الإسلام الحواجز بين البشر واعتبر التمايز بالتقوى وطاعة الله تعالى لا بغيرها.
(1) مرآة الزمان.
(2) ينابيع المودة.
(3) كمال الدين.
(4) غيبة النعماني.
(١٩)
مشرق النور:
وأشرقت سماء الدنيا بالوليد العظيم والمصلح الأكبر الذي يعيد للإسلام بهجته ونعمته على الناس وينقذ الإنسان من ظلمات الجور والطغيان وكان من عظيم ألطاف الله عليه وعنايته به أن أخفى حمله وولادته كما أخفى ولادة نبيه موسى بن عمران فقد روى المؤرخون أن الإمام الزكي الحسن العسكري عليه السلام دعا عمته السيدة الجليلة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام وهي من العلويات العابدات التي تضارع جدتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام في عفتها وطهارتها فلما مثلت عنده قابلها الإمام بمزيد من الحفاوة والتكريم وقال لها:
” يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي، فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه، خليفتي من بعدي… ” وغمرت السيدة حكيمة موجات من الفرح والسرور والتفتت إلى الإمام قائلة: ” جعلت فداك يا سيدي الخلف ممن؟… ” فقال لها الإمام:
” من سوسن… ” (1) ونظرت السيدة حكيمة إلى سوسن فلم تر عليها أثرا للحمل فقالت للإمام ” إنها غير حامل “، فتبسم عليه السلام وقال لها.
” إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل فإن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى (2) وقامت السيدة حكيمة من عند الإمام فلما حان وقت صلاة المغرب والعشاء أدت الصلاتين ثم تناولت
(1) البحار 13 / 5.
(2) البحار 13 / 10.
(٢٠)
الإفطار مع السيدة سوسن، وبعد ذلك عمدت إلى فراشها فنامت، ثم استيقظت ونظرت إلى سوسن فلم تر عليها أثر الولادة ولما حل الهزيع الأخير من الليل، نهضت فأدت صلاة الليل، وحينما بلغت الركعة الأخيرة وهي صلاة الوتر، وثبت السيدة سوسن وهي فزعة فأدت صلاة الليل، وبعد الفراغ منها أحست بالطلق، وبادرت نحوها السيدة حكيمة قائلة:
” هل تحسين شيئا “.
فأجابتها بفزع واضطراب:
” إني لأجد أمرا شديدا.. “.
وقابلتها السيدة حكيمة بعطف وحنان قائلة:
” لا خوف عليك إن شاء الله.. “.
ولم يمض قليل من الوقت حتى ولدت سوسن وليدها العظيم، الذي سيطهر الأرض من رجس الطغاة وجور المستبدين، ويقيم حكم الله في الأرض.
وفرح الإمام الحسن الزكي كأشد ما يكون الفرح بوليده المبارك، وجعل يرد مقالة الظالمين من حكام بني العباس الذين زعموا أنهم سيقتلونه ويحرمونه من النسل، قائلا: ” زعم الظلمة أنهم يقتلوني ليقطعوا هذا النسل، فكيف رأوا قدرة الله… ” (1).
مراسيم الولادة:
وحملت السيدة حكيمة الوليد العظيم إلى أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام فاستقبله بمزيد من الابتهاج والسرور، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فكان أول صوت يخترق سمعه.
” الله أكبر “.
(1) البحار 13 / 10.
(٢١)

2025-04-24