كامل الزيارات – جعفر بن محمد بن قولويه 11
10 ساعات مضت
كلامكم نور
11 زيارة
الباب (11) زيارة قبر أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله)
، وكيف يزار، والدعاء عند ذلك [93] 1 – حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدي، قال: حدثني أبي علي مهدي بن صدقة الرقي، قال: حدثني علي بن موسى، قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن أبيه جعفر (عليه السلام)، قال:
زار زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ووقف على القبر، فبكي ثم قال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده، اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره، والزم أعداءك الحجة في قتلهم إياك، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه.
اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة (1) أوليائك، محبوبة في ارضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك،
1 – الصفوة: الخالصة.
(٩٢)
مفارقة لا خلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك.
ثم وضع خده على القبر، وقال:
اللهم ان قلوب المخبتين إليك والهة (1)، وسبل الراغبين إليك شارعة، واعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة، وأصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتحة، ودعوة من ناجاك مستجابة.
وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والا عانة لمن استعان بك موجودة، والإغاثة لمن استغاث بك مبذولة، وعداتك (2) لعبادك منجزة.
وزلل من استقالك (3) مقالة، واعمال العاملين لديك محفوظة، وأرزاقك إلى الخلائق (4) من لدنك نازلة، وعوائد المزيد لهم متواترة (5)، وذنوب المستغفرين مغفورة، وحوائج خلقك عندك مقضية، وجوائز السائلين عندك موفرة (6)، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وموائد
1 – المخبتين: الخاشعين، والهة: متحيرة من شدة الوجد.
2 – عداتك: وعودك.
3 – استقالك: طلب صفحك.
4 – أرزاق الخلائق (خ ل).
5 – متواترة: متتابعة.
6 – موفورة (خ ل).
(٩٣)
المستطعمين معدة، ومناهل الظمأ (1) مترعة (2).
اللهم فاستجب دعائي، واقبل ثنائي، وأعطني جزائي، واجمع بيني وبين أوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، انك ولي نعمائي، ومنتهى رجائي، وغاية مناي في منقلبي ومثواي.
أنت إلهي وسيدي ومولاي اغفر لأوليائنا، وكف عنا أعداءنا، واشغلهم عن اذانا، واظهر كلمة الحق واجعلها العليا، وادحض (3) كلمة الباطل واجعلها السفلى، انك على كل شي قدير (4).
[94] 2 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله فيما ذكر من
١ – زيادة: لديك (خ ل).
٢ – اترعه: ملاه.
٣ – ادحض: أبطل وأزال.
٤ – عنه البحار ١٠٠: ٢٦٤.
أورد بهذا اللفظ وبغيره: الشيخ في مصباحه: ٦٨٢ برواية جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام)، وابن المشهدي في المزار الكبير: ٢٨٥، والسيد في مصباحه: ٥٨٣، والشهيد في مزاره: ٩٥، والكفعمي في مصباحه: ٤٨٠ وفي البلد الأمين: ٤٩٥ جميعا عن الباقر، عن أبيه (عليهما السلام).
ذكره ابن طاووس في فرحة الغري باسناده: ٤٠ و ٤٣.
ذكره السيد بن طاووس في الاقبال ٢: ٢٧٣ كما في فرحة الغري، باسناده عن كتاب المسرة من كتاب مزار ابن أبي قرة.
وأخرجه في الوسائل ١٠: ٣٠٦، البحار ١٠٠: ٢٦٤، ١٠٢: ١٧٤ عن المصادر.
أقول: قال السيد في الاقبال بعد ذكر الدعاء: (وقد زاره مولانا الصادق (عليه السلام) بنحو هذه الألفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوف الإطالة)، وقريب منه ما ذكره السيد عبد الكريم بن أحمد ابن طاووس في فرحة الغري.
(٩٤)
كتابه الذي سماه كتاب الجامع، روي عن أبي الحسن (عليه السلام) انه كان يقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام):
السلام عليك يا ولي الله، اشهد انك أنت أول مظلوم، وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتليك بأنواع العذاب، وجدد عليه العذاب.
جئتك عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك ومن ظلمك، ألقى على ذلك ربي إن شاء الله.
يا ولي الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلي ربك، يا مولاي فان لك عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها وشفاعة، وقد قال الله تعالى: ﴿ولا يشفعون إلا لمن ارتضى﴾ (1) (2) [95] 3 – ويقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضا:
الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته ومعرفة رسوله صلى الله عليه وآله ومن فرض الله طاعته، رحمة منه لي وتطولا منه علي بالا يمان، الحمد لله الذي سيرني في بلاده، وحملني على دوابه، وطوي لي البعيد ودفع عني المكروه، حتى أدخلني حرم أخي رسوله وأرانيه في عافية.
١ – الأنبياء: ٢٨.
2 – يأتي ذكره في آخر الباب ونذكر هناك بعض الكلام فيه.
(٩٥)
2025-12-25