أهاشم تيم جل منك ارتكابها * حرام بغير المرهفات عتابها
هي القرحة الأولى التي مض داؤها * بأحشاك حتى ليس يبرى انشعابها
لقد أوجعت منك القلوب بلسعها * عقارب ضغن أعقبتها دبابها
إلى الان يبرى سمها منك مهجة * بإبرتها قد شق عنها حجابها
كأن لم يكن ضدا سواه مقاوما * حياتك مقصورا عليها ذهابها
لها العذر لم تسلم لباري نفوسها * فتلوى لمن ولي عليها رقابها
ولا صدقت يوما بما في كتابه * فتخشى الذي يحصي عليها كتابها
ولو أمنت بالله لم يغد في الورى * بأمرة مولى المؤمنين خطابها
علت فوق أعواد الرسول لبيعة * بها من ثقيل الوزر طال احتقابها ( 72 )
تقلب بين المسلمين أناملا * تريك عن الاسلام كيف انقلابها
أعد نظرا نحو الخلافة أيما * أحق بأن تضفو عليه ثيابها
أمن هو نفس للنبي ؟ أم التي * له كان داءا سلمها واقترابها
ومن دحرج الأعداء عنه ؟ أم التي * له دحرجت تحت الظلام دبابها
يقولون بالاجماع ولي أمرها * ضئيل بني تيم لينفى ارتيابها
وهل مدخلا للرشد أبقى ، وفيه من * مدينة علم الله قد سد بابها
بلى عدلت عن عيبة العلم واقتدت * بمن ملئت من كل عيب عيابها
ولم لم يكن عبد من الله لم تنل * – ولا لعقة مما تحلت – كلابها
فلله ما جرت سقيفة غيها * على مرشديها يوم جل مصابها
بها ضربت غصبا على ملك أحمد * بكف عدى واستمر اغتصابها
إلى حيث بالأمر استبدت أمية * فأسفر عن وجه الضلال نقابها
وأبدت حقود الجاهلية بعدما * – لخوف من الاسلام – طال احتجابها
وسلت سيوفا أطمأ الله حدها * فأضحى دم الهادين وهو شرابها
فقل لنزار سومي الخيل إنها * تحن إلى كر الطراد عرابها
لها إن وهبت الأرض يوما أرتكها * قد انحط خلف الخافقين ترابها
حرام على عينيك مضمة الكرى * فان ليالي الهم طال حسابها
فلا نوم حتى توقد الحرب منكم * بملومة شهباء يذكي شهابها
تساقى بأفواه الضبا من أمية * مدام نجيع والرؤس حبابها
كأن بأيديها الضبا وبنودها * إلى مهج الابطال تهوى حرابها
فراخ المنايا في الوكور لرقها * قد التقطت حب القلوب عقابها
عجبت لكم أن لا تجيش نفوسكم * وأن لا يقي المرهفات قرابها
وهذي بنو عصارة الخمر أصبحت * على منبر الهادي يطن ذبابها
رقدت وهبت منك تطلب وترها * إلى أن شفى الحقد القديم طلابها
نضت من سواد الثكل ما قد كسوتها * وأصبحن حمرا من دماك ثيابها
أفي كل يوم منك صدر ابن غابة * تبيت عليه رابضات ذيابها
يمزق أحشاء الإمامة ظفرها * عنادا ويدمى من دم الوحي نابها
لك الله من موتورة هان غلبها * وعهدي بها صعب المرام غلابها
كأن من بني صخر سيوفك لم تكن * مقام جفون العين قام ذبابها
و حتى كأن لم تنتثر في صدورها * أنابيب سمر لم تخنك حرابها
أفي الحق أن تحوي صفايا تراثكم * أكف عن الاسلام طال انجذابها
وتذهب في الاحياء هدرا دماؤكم * ويبطل حتى عند حرب طلابها
هبوا ما على رقش الأفاعي غضاضة * إذا سل منها ذات يوم إهابها
فهل تصفح الأفعى إذا ما تلاقيا * على ترة كف السليم ونابها
أيخرجها من مستكن وجارها ( 73 ) * ويصفو له بالرغم منها لصابها ( 74 )
ويطرقها حتى يدمي صماخها * بكف له أثرن قدما نيابها
وتنساب عنه لم تساور بنانه * بنهش ولم يعطب حشاه لعابها
فما تلك من شأن الأفاعي فلم غدت * بها مضر الحمراء ترضى غضابها
أصبرا وأعراف السوابق لم يكن * من الدم في ليل الكفاح اختضابها
أصبرا ولم ترفع من النقع ضلة * يحيل بياض المشرقين ضبابها
أصبرا وسمر الخط لا متقصد * قناها ولم تندق طعنا حرابها
أصبرا وبيض الهند لم يثن حدها * ضراب يرد الشوس تدمي رقابها
وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم * عليها الفلا اسودت وضاقت رحابها
وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم * يهد الجبال الرسيات انتحابها
حواسر بين القوم لم تلق حاجبا * لها الله حسرى أين منها حجابها ؟ !
كجمر الغضا أكبادهن من الظما * بقفر لعاب الشمس فيه شرابها
تردد أنفاسا حرارا وتنثني * لها عبرات ليس يثني انصبابها
فهاتيك يحرقن الغوادي وهذه * ينوب مناب الغاديات انسكابها
هواتف من عليا قريش ( 75 ) بعصبة * قضوا كسيوف الهند فل ذبابها
مضوا حيث لا الاقدام طائشة الخطأ * ولا رجح الأحلام خفت هضابها
تطارحهم بالعتب شجوا وإنما * دما فجر الصخر الأصم عتابها
تنادي بصوت زلزل الأرض في الورى * شجى ضعفه حتى لخيف انقلابها
أفتيان فهر أين عن فتياتكم * حميتكم والأسد لم يحم غابها
أفتيان فهر أين عن فتياتكم * حفيظتكم في الحرب ان صر تابها
أتصفر من رعب ولم تنض بيضكم * فيحمر من سود المنايا إهابها
وتقهرها حرب على سلب بردها * وأرجلها بغيا يباح انتهابها
وتتركها قسرا ببيداء من لظى * هواجرها كادت تذوب هضابها
على حين لا خدر تقيل بكسره * عن الشمس حيث الأرض يغلي ترابها
فوادح أجرى مقلة الأرض والسما * دما صبغت وجه الصعيد مصابها
فيا من هم الهادون والصفوة التي * عن الله قربا قاب قوسين قابها
عليكم سلام الله ما ديم الحيا * مرتها صبا ريح فدر سحابها