الرئيسية / شخصيات أسلامية / العلماء ورثة الانبياء

العلماء ورثة الانبياء

حبيب بن أوس الطائي العاملي الشامي
الشاعر الشهير الذي أخمل في زمانه خمسمائة شاعر كلهم مجيد .
كان تولده سنة مائة وتسعين ، وقيل سنة 188 ، وقيل سنة 192 ، وتوفي
سنة 228 ، وقيل 231 ، وقيل 222 بالموصل 1 ) .
وذكر ابن الغضائري أنه توفي في أيام الامام أبى جعفر الجواد ( 2 . وفيه
نظر ، لان وفاة الإمام عليه السلام سنة عشرين ومائتين ، والكلمة متفقة على أن
وفاة أبى تمام بعدها ، فوفاة الجواد ” ع ” في أيام أبى تمام لا العكس على كل
حال .
وذكر له في الأصل ترجمة حسنة 1 ) . ويظهر من ابن الغضائري ( 2 أنه وجد
له قصيدة يذكر فيها الأئمة إلى الجواد عليهم السلام ، قال : انه توفي في أيامه 3 ) .
وقد عرفت التأمل فيما ذكر .
ونص الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب في كتاب المناقب أنه وجد شعر
أبى تمام في الأئمة عليهم السلام الاثني عشر إلى المهدي عليه السلام ( 4 .
وقال أبو الفتح محمد بن إسحاق بن أبي يعقوب النديم المعروف بابن
النديم في كتابه المعروف بالفهرست : أبو تمام حبيب بن أوس الطائي ، وله
من الكتب كتاب ” الحماسة ” ، كتاب ” الاختيار من شعر ( الشعراء ” ، كتاب
” الاختيار من شعر ) القبائل ” ، كتاب ” الفحول ” . قال : لم يزل شعره غير
مؤلف ، يكون ( نحو ) مائتي ورقة إلى أيام الصولي ، فإنه عمله على الحروف
نحو ثلاثمائة ورقة ، وعمله علي بن حمزة الأصفهاني أيضا فجود فيه ، على غير
الحروف بل على الأنواع 5 ) .
أقول : وهو المطبوع المتداول اليوم بين أيدي الناس ، وفيه قصيدته الرائية
التي يقول فيها :
ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء لا فيها حجاب ولا ستر
أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينهاهم نكر
يمد بضبعيه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر
يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر
فكان له جهر باثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر
ومنها :
فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر
ومن قبله أخلفتم لوصيه * بداهية دهياء ليس لها قدر
فجئتم بها بكرا عوانا ولم يكن * لها قبلها مثلا عوان ولا بكر
أخوه إذا عد الفخار وصهره * فلا مثله أخ ولا مثله صهر
وشد به أزر النبي محمد * كما شد من موسى بهارونه الازر
طغى من عليها واستبدوا برأيهم * قولهم الا أقلهم الكفر
منها يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام
أحجة رب العالمين ووارث ال‍ * نبي ألا عهد وفي ولا أصر
إلى أن قال :
لكم ذخركم ان النبي ورهطه * وجيلهم ذخري إذا التمس الذخر
جعلت هواي الفاطميين زلفة * إلى خالقي ما دمت أو دام لي عمر
وهي ثلاث وسبعون بيتا
وكان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع . وكان صار
إلى مصر في أول صباه ، ثم قدم بغداد أيام المعتصم وأقام عنده وقدمه على غيره .
قال ابن رشيق في العمدة : وليس في المولدين أشهر أسماء من الحسن
ثم الحبيب والبحتري ، ويقال انهما أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر كلها مجيد .
قلت : الثلاثة من الشيعة . والحمد لله 1 ) .

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...