وصف تقرير لراديو «اوستن» الاوروبي ، الزيارة المليونية لاحياء مراسم ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين عليهم السلام ، بانها “اضخم المسيرات الدينية و السياسية في العالم ولا نظير لها ، و اكد ان منظمات سرية عالمية – صهيونية تتحكم بوسائل الاعلام الغربية ، فرضت حظرا على تغطية هذه الزيارة العالمية ، معتبرا تجاهل مثل هذا الحدث العالمي بمشاركة اكثر من ۲۲ مليون شخص من اكثر من ۸۰ دولة في العالم ، يعد “خطيئة اعلامية” .
وقال تقریر رادیو “اوستن” الاوروبی الذی یبث من النرویج : ان هذه الخطیئة التی ترتکبها وسائل الاعلام الغربیة لم تات من فراغ بل ثمة عوامل وراء عملیة الحظر على تغطیة ما یسمیه الشیعة “زیارة الاربعین” ، و من غیر المستبعد ان هناک قوى سیاسیة ودینیة فی الغرب تمتلك زمام التاثیر فی توجیه الرای العام العالمی من خلال هیمنتها على ادارة ماکنة الاعلام العالمی ، تقف وراء هذا التجاهل فی تغطیة مناسبة اربعین مقتل الحسین بن علی حفید رسول الاسلام و عدد من عائلته و اصحابه فی کربلاء على ید الخلیفة الاموی یزید بن معاویة الذی یتفق جمیع المسلمین باستثناء الوهابیة ، على انه حاکم قاتل متورط بقتل عائلة الرسول محمد ص .
و تابع التقریر : ان المشاهد التی تابعها فریق الرادیو من قنوات فضائیة شیعیة تبث من العراق ، على الانترنت بحضور مترجمین عرب ، اظهرت ان ما یشهده العراق الان هو حدث دینی لا نظیر له فی العالم یفوق حشود المشارکین فیه باعداد کبیرة ، ایام الحج فی مکة المکرمة بالعربیة السعودیة الذی یجتمع فیه المسلمون لاداء ” الحج ” وهو واجب دینی على کل مسلم یمتلك قدرة تحمل التکالیف المالیة للحج .
ونبه تقریر رادیو اوستن الى ان “دخول الایرانیین باعداد کبیرة الى العراق للمشارکة فی زیارة الاربعین هذا العام ، له دلالات سیاسیة اکثر من الدلالات الدینیة خاصة و انهم دخلوا بعد اعلان وزیر الداخلیة العراقی رفع تاشیرة الدخول على القادمین للعراق للمشارکة فی زیارة الاربعین لجمیع الجنسیات فی العالم ، فدخول الایرانیین بهذه الاعداد الکبیرة ، تحمل رسائل سیاسیة وامنیة الى واشنطن والدول الغربیة الاخرى والى دول المنطقة ، على ان الایرانیین الذین سارعوا لمساعدة العراقیین فی وقف هجمات تنظیم داعش على المدن العراقیة ورفع الخطر عن بغداد والمدن المقدسة فی کربلاء والنجف وسامراء ، هم على اهبة الاستعداد للتنسیق مع السلطات العراقیة و ارسال قواتهم خلال ساعات لتلاحق داعش والارهابیین فی العراق والقضاء علیهم على غرار ما تقوم به ایران فی سوریا فی دعم نظام الرئیس الاسد فی مواجهة داعش وجبهة النصرة” .
و شدد تقریر رادیو اوستن الاوروبی على ان الدول الغربیة على راسها امریکا وبریطانیا ، اما ان تکون قد اصیبت بعمى الوان او اصیبت بالغباء ، بتجاهل الدلالات الخطیرة لاصرارها على دعم مواقف حمقاء ومعادیة للدول الحلیفة لها فی المنطقة وفی مقدمتها السعودیة ودول الخلیج (الفارسی) الاخرى ، التی تمارس عملیات مخابراتیة بخلفیات مذهبیة وهابیة متطرفة لمحاربة الشیعة فی المنطقة وخاصة فی العراق فیما اثبتت ایران انها حلیفة وفیة لهم وحاضرة عند الازمات الامنیة لدعمهم ومساندتهم وخاصة بعد سیطرة داعش على الموصل وتکریت ومناطق من سامراء وجرف الصخر، کما تساند ایران العرب السنة فی حماس والجهاد الاسلامی منذ عشرین عاما وباتت موضع ثقتهم واعتمادهم .
واشار تقریر رادیو اوستن ان النظام السعودی الوهابی الایدیولوجیة ، لیس لوحده من الخائفین من هذه الزیارة لاحیاء ذکرى امام ثائر یعلم العراقیین والشیعة على الاستشهاد ، و انما ترى «اسرائیل» ان ما یجری فی العراق یشکل خطرا استراتیجیا لامنها بالرغم من محاولة اخفاء هذه المشاعر ، وبالرغم مما تشهده الدول العربیة المجاورة لها من انهیار امنی وحروب داخلیة ، الا ان تل ابیب تتحوف من ان یتحول العراق الى دولة لحزب الله على غرار حزب الله اللبنانی خاصة فی تزاید ثقة العراقیین بدعم الایرانیین لهم واستعدادهم لتزوید بما یحتاجونه من سلاح وخبرات واعتدة وربما حتى تکنلوجیا صناعة الصواریخ “.
واضاف التقریر : ” على واشنطن وبریطانیا ان تسارعا الى تغییراستراتیجتهما فی المنطقة و خاصة فی العراق ، و محاولة کسب صداقة الاغلبیة الشیعیة ومد الجسور مع ایران للتوصل الى تفاهمات معها لانهاء العقوبات علیها والتنسیق معها لواجهة الارهاب ، والا فان الغرب سیشهد فی یوم ما فی المستقبل المنظور انبثاق قوة عسکریة جدیدة فی العراق قوامها الحشد الشعبی ومنظمات المقاومة الاسلامیة بالاضافة الى الجیش العراقی والى جوارها قوات ایرانیة لمواجهة اثار السیاسة الحمقاء لحلفائنا السعودیین والقطریین والاماراتیین فی العراق بدعم بقایا البعثیین والاصرار على اعادة ضباط الحرس الجمهوری الى السلطة من خلال ما کشف عنه اسامة النجیفی نائب الرئیس العراقی الذی اکد ان ” الحرس الوطنی الذی سیتم تشکیله من العرب السنة وقوامه 100 الف جندی سیشرف علیه ضباط سابقون فی جیش صدام ” وهذا ما یثیر الاغلبیة الشیعیة فی العراق ” .
وحذر رادیو اوستن من ان ” تشکیل هذا الجیش السنی الجدید باشراف ضباط المخابرات الامریکیة والبریطانیة والاردنیة، ربما سیتحول الى مبرر للاغلبیة الشیعیة فی العراق الى الغاءاشراک العرب السنة فی العملیة السیاسیة وتشکیل الحکومة لوحدهم وفق قاعدة الاغلبیة السیاسیة ، والاغلبیة الشیعیة تمتلک بنفس الوقت، القدرة على تحشید اکثر من ملیونی جندی فی القوات الشعبیة اذا دعا المرجع الدینی السید السیستانی الى حمل السلاح مرة اخرى ضد هذا الجیش البعثی السنی ، کما سارع الى اصدار فتواه لمواجهة داعش فی الموصل بعد تهدیده بمهاجمة کربلاء والنجف وسامراء لتفجیر قبور ائمتهم هناك .
واذا حدثت کل هذه التطور فان المنطقة ستکون امام جغرافیه سیاسیة جدیدة قوامه ایران والعراق ولیس ببعید ان ینهار النظام السعودی امام ایة جبهة مواجهة قد تنفتح مع السعودیة التی یتعبرها العراقیون العدو الاول للشیعة فی العراق والمنطقة والتی تدعم العملیات الارهابیة فی العراق کما یرى العراقیون منذ سقوط نظام صدام عام 2003 وحتى الان متمثلا فی اتهامات رسمیة امنیة عراقیة وضبط اعترفات من ارهابیین سعودیین بانهم على علاقة بجهاز المخابرات السعودیة “.