91 ـــــــــــ أبوفاطمة العيداني ــــــــــــــــ
في عام1957م، وفي قضاء أبي الخصيب الواقع جنوب مدينة البصرة الفيحاء، ولد طعمة العيداني، وسط أسرة مؤمنة طيبة، فارتشف منها الإيمان والأخلاق الحسنة.
ترعرع واشتد عوده في تلك الأجواء بين بساتين الكروم والنخيل الباسقات على شواطئ شط العرب — كل ذلك كان له الأثر على روحيته وشخصيته، فكان ذا نفس شفافة، وحس مرهف.
أنهى المرحلة الابتدائية في مدينته، ثم أڪمل المتوسطة عام1973م، ، أُستدعي إلى الخدمة الإلزامية في2/5/1976م وتسرح بتاريخ26/5/1980م، وفي تلك الفترة حاول ممارسة حياته المدنية، ولكن النظام المجرم المعتدي لم يمهله، بعد أن شنَّ حربه الظالمة على الجمهورية الإسلامية في22/9/1980م، فاستدعي مع عشرات الآلاف من شباب العراق بعد يومين من اندلاعها لخدمة الاحتياط في الجيش، فالتحق بتاريخ24/9/1980م، وكان مجبرا على المشاركة، فقد عمد النظام إلى سجن أسرة كل من يترك الجبهة ويرفض الحرب، كما أن المجرمين يعدمون كل من يقع في قبضتهم من الجنود الرافضين للمشاركة في تلك المحرقة بحجة التخاذل.
في تلك الحقبة العصيبة التي مرّت على أبناء العراق، كان يتحين الفرص للخلاص من أُتون تلك الحرب الطاحنة، والتي أُريد منها ضرب الإسلام في المنطقة، وفي تاريخ4/4/1981م تخلص العيداني بعدما وقع في أسر قوات الجمهورية الإسلامية ليستنشق عبير الحرية، ويحصل على شرف المشاركة مع المجاهدين في مقاتلة النظام الشوفيني الذي قتل الأخيار وانتهك الحرمات.
في تاريخ17/12/1986م، التحق أبوفاطمة بصفوف المجاهدين، لتكون أول مشاركة له على مشارف مدينته البصرة، وكان ضمن فوج جعفر الطيار، ثم انتقل إلى شمال الوطن ليدافع عن المظلومين من أبناء كردستان، فشارك في عمليات كفري التي نفّذها المجاهدون ضد أجهزة النظام ومؤسساته القمعية، فكان يحث المجاهدين على مواصلة الدرب، وكان يقول لهم (إن الجنة تحت ظلال السيوف، والعزة والكرامة في الجهاد وطريق ذات الشوكة).
كان المجاهدون يشاركون أهالي القرى الكردية أحزانهم ومعاناتهم، وكانوا يجسّدون الأخلاق الإسلامية العالية، لهذا أحبهم أهالي كردستان واعتزوا بهم.
شغل أبوفاطمة مسؤولية إمرة فصيل في إحدى سرايا فوج أبي الفضل، وقام ذلك الفوج مع فوجي أبي الخير وأبي طارق بشن هجوم على معسكر سنگاو التابع لمحافظة السليمانية، ودُمّر العدو ومُزَّق شر مُمزَّق، وعلى تلك الرُبى سقط أبوفاطمة العيداني شهيدا بتاريخ23/2/1988م، إثر انفجار لغم زرعه البعثيون حول مقراتهم ورباياهم ظنا منهم أن حصونهم تمنع المجاهدين من الوصول إليهم، فرحل أبوفاطمة إلى جوار ربه شهيدا، حيث الروح والريحان وجنات النعيم، ودفن في مقبرة الشهداء في قرهداغ — مدينة السليمانية.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا
الشهيد العيداني مع مجموعة من المجاهدين في السليمانية ـــ قره داغ