ادى الانتصار الباهر في مدينة الموصل الى اصابة الدواعش المتخفين بين النازحين بحالة الهستيريا والتوسل بالاهالي للتستر عليهم، بينما لجأ قادتهم المحاصرون في تلعفر والحويجة الى دفع رشاوى بمبالغ كبيرة لمهربين لينقلوهم الى خارج العراق ضمن هجرة عكسية لهؤلاء الارهابيين. جاء هذا تزامنا مع بدء الاستعدادات لمعركة تحرير تلعفر المرتقبة ومع تصاعد نشاطات قطعات الحشد الشعبي لشل تحركات فلولهم المهزومة في عموم بادية غرب نينوى وصولا للحدود السورية.
هجرة الإرهابيين العكسية وبحسب مصادر استخبارية فان ارهابيي داعش المتخفين بين العوائل النازحة اصيبوا بالهستريا خوفا من الامساك بهم من قبل القوات الأمنية فاخذوا يترجون الأهالي بالتستر عليهم لحين هروبهم من الموصل الى مدينة الرقة السورية، الا ان الاهالي رفضوا التستر على تلك العصابات الإجرامية بسبب ما حل بهم من الويلات والاضطهاد وقاموا بالإبلاغ على كل من كان ينتمي إلى تلك المجاميع التكفيرية ووصلوا حد الإبلاغ حتى عن أبنائهم الذين تعاونوا مع تلك العصابات.
وكشف مصدر محلي عن ان أسعار تهريب متزعمي داعش الأجانب بدأت ترتفع بصورة مفاجئة حيث وصلت الى اكثر من 20 ألف دولار لضمان هروبهم من قضاء تلعفر (60 كم غرب الموصل) ومن قضاء الحويجة (55 كم جنوب غرب كركوك).. لاسيما بعد هزيمتهم النكراء في ابرز معاقلهم الموصل ومحاصرة بقايا فلولهم في مناطق محدودة. ولفت الى حدوث هجرة عكسية لهؤلاء الارهابيين من العراق صوب دول الجوار الا انهم لا يستطيعون الخروج دون وجود مهربين مختصين في هذا المجال.
تهريب قادة أجانب كما جاء هذا الانهيار بين صفوف الدواعش، اثر اعلان قائد عمليات (قادمون يا نينوى) الفريق الركن عبدالأمير يار الله، قبل ايام قرب انطلاق معركة تحرير قضاء تلعفر. وكذلك تأكيد القائد بجهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، ان قوات الجهاز وقطعات من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ستُشارك في هذه المعركة، وان هذه القوات تواصل استعدادها تمهيدا لبدء اقتحام تلعفر، بينما واصل سلاح الطيران العراقي دك مقراتهم الرئيسة بالمدينة بضربات دقيقة.
مذكرا ان الاهداف المتبقية لانهاء تواجد الدواعش في عموم العراق هي مدن راوة وعانة والقائم الواقعة اقصى غرب الانبار والحويجة. الى ذلك نقلت مراسلة الصباح عن العقيد في شرطة نينوى، خالد الجواري، قوله امس الاربعاء: ان 60 داعشيا بينهم قياديون اجانب جرى تهريبهم من قبل بعض ضعاف النفوس مقابل اموال طائلة بالعملة الصعبة، مضيفا ان هؤلاء الارهابيين المرعوبين يقدمون على الهروب من قضاء تلعفر المحاصر من قبل قوات الحشد الشعبي منذ اشهر عدة، لشعورهم بالخوف والخطر الداهم بمجرد سماعهم بقرب موعد انطلاق عملية تحرير القضاء. ولفت الجواري الى ان صفوف الدواعش وقيادييهم من اجانب وعرب اصيبت بالفوضى والتخبط داخل تلعفر، مشيرا الى ان الفارين معظمهم غرباء ويحاولون الهروب باتجاه دول الجوار.
العصابات تعدم عناصرها في الوقت نفسه ابلغ العميد في شرطة نينوى محمد الجبوري، في حديث لمراسلتنا، ان عصابات داعش نفذت حملة اعدامات طالت عناصرها وعشرات المعتقلين لديها في ناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر، موضحا ان حملة الاعدامات شملت عناصر تلك العصابات الذين يحاولون الهروب من الناحية وتسليمهم انفسهم الى قوات الشرطة المحلية المرابطة غرب الموصل. واضاف ان العصابات الارهابية اعدمت ايضا نحو 30 سجينا من المدنيين العزل المحتجزين لديها من اهالي العياضية على خلفية قرب اقتحام الناحية من قبل القوات المحررة.
واشار العميد الجبوري الى ان هذه العصابات اقدمت ايضا على اعدام 14من عناصرها بعد القبض عليهم في محاولة هروب فاشلة من الناحية باتجاه دول الجوار مع عوائلهم، منبها الى ان صفوف فلول داعش اصيبت بالانهيار والتخبط مع قرب معركة تحرير تلعفر والمناطق التابعة له كآخر معاقل داعش في عموم نينوى تمهيدا لاعلان المحافظة محررة بالكامل. ومن الموصل اكد النقيب في شرطة نينوى، احمد العبيدي، لمراسلة الصباح، ان الشرطة المحلية اعتقلت ثماني داعشيات بموجب معلومات استخباراتية اوصلها المواطنون النازحون بينما كن مختبئات بمنزل صغير في حي المصارف شمالي ساحل الموصل الايسر، وان تحقيقا معهن اثبت انهن كن يعملن بما يسمى (ديوان الحسبة) الخاص بمعاقبة النساء وجلدهن في مراكز التوقيف وبعدها تم عرضهن على القضاء العراقي بالمحافظة.