أکد نائب الامین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم، أن التکفیریین مشروع عدائی للبشریة ولیس لسوریا ولبنان والعراق فقط. وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) أنه قال الشیخ قاسم فی احتفال تربوی بالضاحیة الجنوبیة مساء أمس الجمعة: «نحن نری کیف تتنقل أعمالهم من مکان إلی مکان، وبصماتهم سرعان ما تنتقل وتقوم بعملها التخریبی. هناک من قال فی لبنان مرات ومرات بأن تدخلنا فی سوریا استجلب هؤلاء التکفیریین إلی لبنان، مع العلم أن الأزمة السوریة هی التی استجلبت التکفیریین إلی سوریا ولبنان ومصر وباقی المناطق، وسنسمع یوماً بعد یوم أنهم انتقلوا إلی مناطق أخری».
وأکد نائب الامین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم، أن «التکفیریین مشروع عدائی للبشریة ولیس لسوریا ولبنان والعراق فقط»، معتبراً أن التفجیرات الانتحاریة فی لبنان تستهدف التخریب وتعدیل المسار السیاسی، مطالباً فریق «14 آذار» بألا یبرروا للتکفیریین جرائمهم واعتداءاتهم .
وأکد أن الأزمة السوریة هی التی جاءت بمشاکل کثیرة إلی لبنان والمنطقة، ومنها أربع مشاکل کبیرة، «الأولی أن فریقاً فی لبنان راهن علی متغیرات فی سوریا فربط موقفه السیاسی فی کل القضایا بإمکان تغییر المعادلة العسکریة بین النظام والمعارضة المسلحة، وعطل المؤسسات الداخلیة فی لبنان وأخر تشکیل الحکومة تسعة أشهر، وساق خطاباً تحریضیاً فتنویاً أثر فی الساحة، وعطل عمل المجلس النیابی، ونری الیوم أن المؤسسات بشکل عام معطلة فی لبنان، وبالتالی الحیاة بالإجمال معطلة فی لبنان بسبب هذه المراهنة».
وأضاف: «المشکلة الثانیة تفاقم الأزمة الاجتماعیة بسبب کثرة عدد النازحین، وعدم تعاون الدول الکبری والعربیة مع نتائج هذه الأزمة، مما ولد حالات من الفقر والصعوبات المعیشیة والأزمات الانسانیة، وانعکس هذا الأمر علی الاقتصاد اللبنانی بسبب تکلفة هذا النزوح. المشکلة الثالثة ازدیاد عدد الجرائم الأخلاقیة والاجتماعیة والسرقات والإشکالات التی تقع فی بلدات وقری عدیدة، بل بدأنا نری بیانات تصدر من هنا وهناک لها طابع عنصری فی بعض الأحیان بسبب تلک الأزمات التی تولدت واحدة بعد الأخری جراء الأزمة السوریة. المشکلة الرابعة الخلل الأمنی الذی ضرب الواقع اللبنانی، بسبب انکشاف الحدود اللبنانیة السوریة، ووجود من یهرِّب السلاح والمسلحین ویوفر الإمکانات الکافیة للقیام بعمل تخریبی، سواء تمثل بسرقة السیارات أو الجرائم الفردیة أو الجماعیة أو السیارات المفخخة أو العملیات الانتحاریة».
وقال الشیخ قاسم: «من هنا علینا أن نصارح الناس بأن حل الأزمة السوریة یساعد علی حل تداعیاتها فی لبنان، وأن الذهاب إلی الحل السیاسی هو الطریق الطبیعی للتخلُّص من هذه المجموعات العابرة للدول والقارات، والتی أتت لتنفیذ مشاریع لا علاقة لها بالشعب السوری ولا بمصالحه. وهنا أقول للجماعة التی تبرر دائماً لهذه الأعمال، وتدعی ادعاءات فارغة من المحتوی، لا تبرروا للتکفیر وللجریمة والعدوان کی لا تهیئوا البیئة السیاسیة الآمنة، وکی لا تهیئوا الظروف الموضوعیة للمزید من هذه الأعمال المستنکرة».
وأضاف: «إذا کان هناک أحد یظن أن التکفیر له صدیق وعدو فهو واهم، فالتکفیر لیس له إلا أعداء، ومن ظنوا أنهم أصدقاء للتکفیریین سیتلوَّعون بنیرانهم یوماً بعد یوم، لأن هؤلاء لیس لهم لا صدیق ولا مشروع یمکن أن یتآلف معه أحد، ونحن نری بعض المناطق التی تعانی من نتائج هذه الأزمة، بالله علیکم قولوا لی ما هی الأسباب الموضوعیة بالدلیل والبرهان للأزمة التی لا تنتهی فی طرابلس؟ ومن یقاتل من؟ ومن یطلق النار علی من؟ هناک عبث وفوضی».
وجدد الشیخ قاسم تمسک حزب الله بمطلب تشکیل الحکومة السیاسیة الجامعة التی هی «مصلحة لبنان لأنه لا یمکن لأحد أن یلغیَ أحداً، ولا یمکن أن نعالج شؤوننا فی لبنان إلا إذا تکاتفنا علی اختلافنا»، داعیًا إلی «حسن التألیف لتکون الحکومة جامعة مانعة وفعالة فی آنٍ معاً، فقد وصلنا إلی المراحل النهائیة، لکن نأمل أن یکون الإخراج مناسباً وملائماً مع هذه الأهداف الشریفة