إتفاق إنسحاب الإرهابيين من حلب، أم “نهاية الحرب في سوريا”
8 ديسمبر,2016
تقاريـــر
973 زيارة
الوقت – التعاون العسكري الروسي مع الجيش السوري وكذلك الدعم الإستشاري الايراني خلال الشهور الماضية من أجل تحرير مدينة حلب اقترب من أن يعطي ثماره، وذلك مع تحرير جزء كبير من شرق هذه المدينة من يد الجماعات الارهابية.
وقد أدى تقدم القوات السورية في الحرب ضد الارهابيين الى اعلان وزير الخارجية الروسي في لقائه مع نظيره الامريكي في روما عن احتمال حصول اتفاق بين واشنطن وموسكو لإنسحاب الجماعات المسلحة من حلب.
التكهنات حول موافقة البيت الابيض على هذا الاتفاق عززت من احتمال حدوث عدة سيناريوهات في سوريا لكن ورغم ذلك قال احد قيادات الجماعات المسلحة في حلب انهم لن يوافقوا على الخروج من مدينة حلب حتى اذا تفاوض الامريكيون مع الروس وانهم يفضلون الاستمرار في الحرب.
ويأتي هذا في وقت قالت فيه صحيفة غارديان البريطانية ان امريكا وبريطانيا درستا احتمال ارسال شحنات الدعم عن طريق الجو الى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في حلب، والملفت في الأمر ان 200 نائب بريطاني اعربوا عن دعمهم لهذه الخطة.
ويمكن اعتبار الموافقة الامريكية على خروج الجماعات المسلحة من حلب بمثابة ضربة كبيرة توجه للارهابيين في سوريا رغم قول المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان واشنطن لايمكنها ان تؤكد الان حصول مفاوضات مع موسكو والتوصل الى اتفاق لانسحاب الجماعات المسلحة من مدينة حلب السورية، لكنه أكد حصول اتفاق لعقد مفاوضات تقنية حول المقترح الروسي بين خبراء عسكريين للطرفين خلال الاسبوع الجاري.
ان هذه التصريحات تظهر امكانية قبول الامريكيين للخطة الروسية وهذا الأمر يتوقف على المفاوضات الثنائية والامتيازات التي تؤخذ وتعطى، فباراك اوباما عليه ان يغادر البيت الابيض بعد أقل من شهرين وسيحل محله دونالد ترامب الذي لديه مواقف متناقضة ومخالفة لسياسات اوباما ولذلك يبدو ان البيت الابيض يرغب في حل الأزمة السورية عبر إبرام اتفاق لكي يسجل انجازا لصالح الجمهوريين وهو انتهاء الحرب مع ارهابيي الشرق الأوسط.
لكن وفي نفس الوقت يأمل أوباما في ان يحافظ على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط عبر الإتفاق على حلب ويترك تأثيرا أيضا على الأزمة الأوكرانية وشرق أوروبا لأن ترامب يقول في شعاراته ان ما قام به الديمقراطيون ساق العالم نحو الحرب العالمية الثالثة وزيادة التكاليف العسكرية الأمريكية في الخارج، واذا استطاع البيت الأبيض التوصل الى نتيجة في المفاوضات مع روسيا فسيبقى زمام المبادرة في يد الديمقراطيين أي حزب اوباما، لكن هذا يثير سخط السعوديين الواسع لأن الرياض تحملت اعباء لوجستية وسياسية ومالية كبيرة خلال السنوات الـ 6 الماضية لاسقاط الأسد على يد الإرهابيين لكن المراقبين لا يعتقدون ان الامريكيين سيفوتون هذه الفرصة لعقد صفقة مع الروس ولذلك هناك احتمال قوي بأن توقف امريكا دعمها لارهابيي حلب.
وفي هذا السياق ايضا نجد ان الروس يؤكدون على تنفيذ القرار الدولي رقم 2254 وبدء المفاوضات حول العملية السياسية في سوريا دون قيد أو شرط ويقولون ان طلب إزاحة الرئيس السوري عن سدة الحكم أمر لايمكن القبول به. ان الروس قد استخدموا حق الفيتو ايضا ضد مشروع قرار قدمته اسبانيا ومصر ونيوزيلندا في مجلس الأمن لإحلال وقف اطلاق النار لمدة 7 أيام في حلب ليؤكد الروس انهم لايريدون أي وقف للمعارك الجارية للقضاء على ارهابيي حلب.
ولذلك يمكن القول ان هناك احتمال لبدء مفاوضات السلام حول سوريا بمشاركة المعارضة ومن دون شروط مسبقة وهذا يمكن ان يشكل بداية لرسم الهيكلية السياسية الجديدة في سوريا خاصة اذا علمنا بأن المحور العربي التركي لاتمتلك أية خطة لاستمرار ارسال الدعم الى المعارضة، وان الغربيين باتوا مجبرين على التراجع عن طلب تنحي الأسد ووضعوا على جدول أعمالهم إنهاء الحرب في حلب وبدء المفاوضات السياسية بهدف الحصول على الحد الأدنى من المكاسب.
2016-12-08