الرئيسية / تقاريـــر / الحشد الشعبي دماء رسمت خارطة جديدة للعراق – حسن الخفاجي

الحشد الشعبي دماء رسمت خارطة جديدة للعراق – حسن الخفاجي

 الحشد الشعبي تجسيد حي لاتفاق الوطنية والوعي بأعلى درجاته والتضحية. رسم الحشد صورة رائعة لمواطنين يتطوعون دفاعا عن الوطن في أوقات شدته ومحنته. الكثير من العراقيين والعرب يعملون علنا وسرا ضد الحشد الشعبي وهو دائما هدفا لسهامهم . أعداء الحشد الشعبي ومناهضوه هم أصحاب فكرة تقسيم العراق ، لأنه أجهز على طموحاتهم وأصاب هدفهم بمقتل ، وهناك مرضى التعصب الطائفي والقومي والتوسعيون وأصحاب الغايات التي تتعارض والقيم الوطنية الرفيعة.
الحشد الشعبي لوحة رائعة رسمت بدماء طاهرة ولونتها تضحيات كبيرة ، هذا لا يمنع من أن تكون في اللوحة بعض الخدوش ، في الحروب لا عصمة من خطأ ، الأخطاء تحصل من أفراد وتبقى هذه الأخطاء ممارسات فردية لو قيست بعظمة وتضحيات وانجازات الحشد الشعبي . احد كبار القادة العسكريين الغربيين قال ذات يوم ما معناه: عندما تقع الحرب في ارض ما وتدوس بساطيل العسكر مكانا ما فلا تبحثوا عن صور ورديّة .عندما يتحد أعداء ومناهضو الحشد الشعبي من الداخل والخارج ويمتلك هؤلاء الأعداء المال والإعلام فلا بد وان يرسم هؤلاء لهذا الحشد صورة قاتمة ، وقد يتأثر بعض المتلقين الأبرياء بهذا الضجيج المثار ضد الحشد .
على قيادة الحشد الشعبي وقادة فصائلة الرئيسية الاهتمام بالجانب الإعلامي كي تنقل الصورة واضحة وكي يواكب الإعلام المنجزات العظيمة للحشد ، وعليهم أيضا دون غيرهم تقع مسؤولية محاسبة المسيئين للحشد ممن ينتمون إليه وعرضهم على الشاشات كي يبرأ الحشد من أفعالهم .
أغلبية الحشد الشعبي تمثلها فصائل إسلامية ، استجابة لفتوى دينية ، يضاف إليهم جماعات عشائرية التحقوا للدفاع عن مناطقهم. استغرب من أن تظل باقي الفصائل الوطنية ، التي عرفت بتضحياتها العظيمة فداء لحرية وكرامة الوطن بعيدة عن الالتحاق بهذه المهمة الوطنية .
هل يصعب على هذه الشريحة الوطنية تشكيل قوة من شبابها لتقاتل الدواعش تحت قيادة الجيش العراقي !؟ . أن بُعدها وابتعادها عن هذه المهمة الوطنية لغاية ألآن هو مبعث تساؤل كبير حيّر محبيهم !.
قيادات وتشكيلات وأحزاب وجماهير التحالف المدني الديمقراطي مطالبة بتشكيل فوج من ألف مقاتل على الأقل ليسهموا بالدفاع عن الوطن ، لتكون تضحياتهم هذه جسرا وامتدادا لتضحياتهم السابقة في الدفاع عن العراق ، الذي فدوه بخيرة قادتهم وشبابهم وبزهرة أعمارهم.
اعرف إننا نعيش في بلد يسير باتجاه باتجاه الديمقراطية وصناديق الانتخاب هي من تحدد من يحكم وان جرى على هذه الممارسة وهي طفلة رضيعة بعض التجاوز، لكن الإطار العام للعملية السياسية ما زال سليما، لكن قلة وعي الناخب العراقي جعله عرضة لتقبل إعلام طائفي وقومي ومناطقي ضيق، هذا الإعلام حدد خيارات الناخب وأعاد اغلب الناخبين تدوير ذات الوجوه الكسيحة، لان الفساد و الفشل طبع مرحلة سياسية كاملة لذلك أصبح من الضروري ان يكون الإصلاح جراحيا. لا ادعو للانقلابات ولا لتغيير قواعد اللعبة الديمقراطية ، لكني أتوسم في الحشد ملامح قوة التغييرالشعبي القادمة الحاسمة بعدما ينظفوا العراق من الدواعش.
أرى في الحشد الشعبي القوة الشعبية الضاغطة بالوسائل السلمية بالتظاهر تارة وبالاعتصام تارة وبالضغط الشعبي أخرى ، هذه أدوات التغيير الجراحي لظاهرة الفساد والسرقات .
ما نحتاجه ان يكون الحشد الشعبي قوة التغيير القادمة ، التي يتمناها العراقيون، بذلك يكون الحشد حاجة دائمة إلى أن يطأ قطار الديمقراطية سكته، كي يصل بالعراق إلى محطة الأمان، لذلك يصبح تنوع مكونات الحشد الشعبي ضرورة وطنية. بخلاف ذلك علينا الانتظار طويلا كي ننعم بالتغيير والديمقراطية الحقيقية.

“هل تساوي أيام في الحياة نعيم الموت في سبيل الوطن ” نابليون

شاهد أيضاً

مركز السيدة زينب الطبي يستخدم احدث الاجهزة المختصة في مجال فحص العيون

استخدم مركز السيدة زينب (عليها السلام) الطبي التابع لقسم الشؤون الطبية في العتبة الحسينية المقدسة ...