أثارت التعيينات الاخيرة التي اصدرها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز حول مختلف المواقع الرئيسة في المملكة الكثير من الاسئلة حول ابعاد هذه التعيينات وانعكاساتها على مستقبل المملكة.
وقد قضت القرارات بقبول استقالة ولي العهد مقرن بن عبد العزيز وتعيين محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد وعادل الجبير وزير للخارجية بدل الوزير سعدو الفيصل الذي امضى 40 سنة في الوزارة ، اضافة لتعيينات اخرى وزارية وادارية، كما ان هناك توقعات بحصول تغييرات اخرى واهمها اقالة متعب بن عبد الله من مسؤوليته في قيادة الحرس الوطني.
وجاءت هذه التعيينات في ظل الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن وبعد الاعلان عن اكتشاف شبكات جديدة لتنظيم داعش في السعودية وقبل اسبوعين من لقاء القمة بين قادة دول الخليج (الفارسي) والرئيس الاميركي باراك اوباما في كمب دافيد وبعد اسابيع قليلة من توقيع الاتفاق المبدئي حول الملف النووي الايراني وقبل شهرين من التوقيع النهائي للاتفاق.
ويشير معظم المطلعين على الوضع السعودي ان التعيينات الجديدة ادت لتعزيز دور السديريين في الحكم وانهاء عمل فريق الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وعززت دور الفريق المتعاون مع الادارة الاميركية في الحكم مما سيساعد في تعزيز العلاقة مع الادارة الاميركية في المرحلة المقبلة.
وفي حين تروّج الاوساط المؤيدة للسعودية ان هذه التعيينات ستساعد في ضخ دم الشباب في القيادة السعودية مما سيعزز دور السعودية في المرحلة المقبلة، فان الاوساط المعارضة للسعودية تتحدث عن صراعات داخلية وعن مواجهة السعودية لتحديات عديدة وان ذلك سيمهد لنهاية الحكم السعودي وانهيار المملكة ولا سيما بعد الحرب على اليمن.
لكن الشيء المؤكد بعد هذه القرارات اننا امام واقع سعودي جديد وان التغيير في السعودية يزداد وان هناك دورا سعوديا في المنطقة والعالم العربي والاسلامي يختلف عن الدور السابق ، فالسعودية لم تعد تتحرك من خلف الكواليس بل تعمل بشكل مباشر وعلني وهي تدير وتخوض المعارك مباشرة وتنتقل من الدبلوماسية الصامتة الى الدبلوماسية الناطقة والمتحركة لمواجهة التحديات، وابرز دليل دور السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري وتحركاته المختلفة وكذلك ما كان يقوم به السفير السعودي في اميركا عادل الجبير من نشاطات قبل تعيينه وزيرا للخارجية.
اذن نحن أمام وضع سعودي جديد يحظى بدعم ورعاية مباشرة من الادارة الاميركية مما يعني اننا سنكون امام تطورات جديدة ولا سيما منذ الان وحتى توقيع الاتفاق النهائي حول الملف النووي الايراني وبعد توقيع الاتفاق.
فهل السعودية تتجه نحو تعزيز دورها في المنطقة أو إنها في الطريق الى الهزيمة والانهيار؟ هذا ما ستجيبنا عنه الايام القادمة ان شاء الله ، ولله الملك من قبل ومن بعد.