الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 53 لماذا دفن الامام علي (ع) سرا ؟

ليالي بيشاور – 53 لماذا دفن الامام علي (ع) سرا ؟

مفتريات ابن عبد ربه

قلت : ما كنت أحب أن أخوض هذا البحث وأسوق الحديث في هذا الميدان ، ولكنك اضطررتني إلى ذلك ، فأبين الآن لمحة للحاضرين حتى يعرفوا كيف ينسب علماؤكم إلينا ما ليس فينا !!

فأقول : أحد كبار علمائكم ، المشهور بالأدب واللغة ، هو شهاب الدين أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي المالكي ، المتوفي سنة328 هجرية ، ففي كتابه العقد الفريد 269/1: يعبر عن الشيعة الموحدين المؤمنين ، بأنهم يهود هذه الأمة ، ثم إنه كما يتهجم على اليهود والنصارى ويبدي عداءه لهم ، يتهجّم على شيعة آل محمد (ص) ويظهر لهم البغض والعداء .

ومن جملة مفترياته وأباطيله على الشيعة ، يقول :

الشيعة لا يعتقدون بالطلاق الثلاث ، كاليهود …

الشيعة لا يلتزمون بعدة الطلاق !

والحال أن أكثر الحاضرين من أهل السنة في المجلس يعاشرون الشيعة ويتزاورون معهم يشهدون بخلاف هذا العالم المعاند الضالّ المضلّ .

وأنتم إن كان عندكم أدنى اطلاع على فقه الشيعة فستعرفون بطلان كلام ابن عبد ربه ، وإن لم يكن عندكم اطلاع فخذوا أي كتاب شئتم من فقه الشيعة واقرءوها حتى تعرفوا أحكامنا حول مسألة الطلاق الثلاث وعدة الطلاق .

ثم إن عمل الشيعة في كل مكان بمسائل الطلاق والتزامهم بالعدة ، أكبر دليل على بطلان كلام ابن عبد ربه .

ويقول هذا المفتري أيضا : إن الشيعة كاليهود ، يعادون جبرئيل ، لأن في اعتقادهم أنه أنزل الوحي على محمد بدل أن ينزله على علي بن أبي طالب !

” الشيعة الحاضرون كلهم ضحكوا من هذا الكلام “

فتوجهت إلى العامة الحاضرين وقلت لهم : انظروا هؤلاء الشيعة كلهم ضحكوا من هذا الكلام السخيف وسخروا منه ، فكيف يعتقدون به ؟!

فلو كان ابن عبد ربه يطالع كتب الشيعة ويحقق في معتقداتهم ما كان يتكلم بهذا الكلام المهين ، وما كان اليوم يظهر جهله للحاضرين ، أو يحكم عليه بأنه من المغرضين ، وفي قلبه داء دفين ، يريد أن يفرق بين المسلمين !!

أما نحن الشيعة فنعتقد أن محمدا المصطفى هو خاتم الأنبياء ، بل نصدق الحديث النبوي الشريف : ” كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ” فهو نبي مبعوث من عند رب العالمين ، اختاره ، واصطفاه ، واجتباه ، وأرسله للناس أجمعين ، ونعتقد بأن جبرئيل هو أمين وحي الله ، وهو معصوم ومصون عن الخطأ والسهو والاشتباه .

ونعتقد أن الإمام علي (ع) منصوب بأمر الله تعالى في مقام الولاية والإمامة ، فهو خليفة النبي (ص) بلا فصل ، نصبه رسول الله (ص) بأمر الله عز وجل يوم الغدير .

ويقول ابن عبد ربه الضال المضل : ومن وجوه الشبه بين الشيعة واليهود ، أنهم لا يعملون بسنة النبي (ص) ، فهم عندما يتلاقون لا يسلّمون ، بل يقولون : السام عليكم !

” ضحك الشيعة الحاضرون ، ضحكا عاليا ”

فوجهت كلامي إلى العامة ، وقلت : وإن معاشرتكم مع الشيعة في هذا البلد وتحيتهم معكم وفيما بينهم ، بتحية الإسلام : ” السلام عليكم ” ينفي مزاعم هذا الإنسان وأباطيله .

ويستمر ابن عبد ربه في أكاذيبه ومفترياته على شيعة آل محمد (ص) فيقول : إن الشيعة كاليهود ، يحلون قتل المسلمين ونهب أموالهم !!

أقول : إنكم تعيشون مع الشيعة في بلد واحد وتشاهدون معاملتهم الحسنة معكم ومع غيركم .

فنحن الشيعة لا نحل دماء وأموال أهل الكتاب ( غير المحاربين ) فكيف نحل دماء وأموال إخواننا المسلمين من أهل السنة والجماعة ؟!

وإن حق الناس عندنا من أهم الحقوق ، وقتل النفس من أعظم الذنوب وأكبر حوب !

هذه بعض مزاعم وأباطيل أحد علمائكم ضد الشيعة .

والوقت لا يسمح لأكشف لكم أكثر مما ذكرت من كلماته الواهية السخيفة .

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني45

32)وهذا كله على تقدير تحقق الإساءة إليك من الغير ، وإلا فعلى تقدير أنك ظالم ...