عندما هبطت طائرة الإمام الخمينى في مطار مهرباد في إيران عام 1979 معلنة إنتصار الثورة الإسلامية ، كان و اضحاَ أن هذه الثورة المباركة جاءت في الوقت المناسب ، أو كما يقولون : جاءت في موعد مع القدر لإنقاذ القضية الفلسطينية قبل دفنها في أرض التيه والنسيان بعد أن تم إستخراج تصاريح الدفن الرسمية في معسكر داود ، أو ( كامب ديفيد ) حيث أمريكا الشيطان الأكبر ، هذه الدولة التى سقت شعوب الأرض من خمرها الذى عصرته من دماء الشعوب المستضعفة ، وبغت وطغت ، خاصة بعد تفكك الإتحاد السوفيتى القديم …
لقد كانت عين الإمام الخمينى علي القدس منذ أول يوم لإنتصار الثورة كما كانت عينه علي الإسلام والحكومة الإسلامية ، فمع شعارات الثورة وهى :
الموت لأمريكا
الموت لإسرئيل
والوحدة الأسلامية
إتخذت الثورة خطوات عملية تمثلت في إغلاق السفارة الصهيونية ، وإنزال العلم الصهيونى ، ورفع العلم الفلسطينى ، إيذنا بقطع رأس الأفعي التى بثت سمومها في كل مفاصل الحكم الشاهنشاهي ..
ثم توجهت الجماهير نحو السفارة الأمريكية في طهران والتى أطلقت عليها ( وكر الجاسوسية ) لتستولي علي السفارة لتعلن الثورة الثانية ، وتكتشف العملاء الذين يتلقون رواتبهم المغموسة بدماء الشعوب … وتقطع أيديهم عن الإفساد والتجسس .
ثم تم تكوين جيش القدس المليونى من المتطوعين لتحرير القدس …والمخطط لأن يصل تعداده عشرين مليوناَ .
كذلك ، وحتى لا تنسي الشعوب فلسطين والقدس أعلن الإمام الخمينى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالمياَ للقدس ، لتظل حية في القلوب وأمام العيون ، وليظل الجرح الفلسطينى المقدسي ظاهرا للعيان شاهدا ومشهودا علي مافرط الأشقاء فى دم ( يوسفهم ) ، وبعد أن حاول كبيرهم إلقاؤه في غيابات الجب العميقة ، حيث لاسيارة يكتشفونه ليخرجوه ، حتى جاء الخمينى ليعلن إنقاذ يوسف القدس ، ويمهد الطريق للعزيز القادم من رحم الغيب والغيبة لإنشاء دولة المستضعفين في الارض ، دولة العدل الألهى والحكم العدل … ولينهي السنوات العجاف .
ولم تتوقف الثورة الإسلامية لحظة واحدة عن مساعدة كل يد تقاوم العدوان والغطرسة الصهيونية ، وحققت إنجازات كانت بالأمس أحلاماَ ، فساعدت المقاومة الفلسطينية ، ودعمت حزب الله في لبنان ، الذى حرر بيروت والجنوب ، وأذاق العدو الصهيونى الرعب والهوان ، ومازالوا يفعلون …
ولكن لماذا القدس ؟
إن قوى الإستكبار العالمي عندما زرعت إسرائيل كغدة سرطانية في قلب العالم الإسلامى في فلسطين ، أصبحت إسرائيل قاعدة أو حاملة طائرات أمريكية غربية للسيطرة علي المنطقة ، وتم توفير كل الإمكانيات لها ، واحاطتها بمجموعة من الحكومات العميلة ، وأصبحت أسرائيل هى النموذج الغربي للحضارة المادية في مقابل النموذج الإسلامى للحضارة الروحية المادية معاَ ، فالصراع الذى يريده الغرب هو صراع حضارات ، وهزيمة إسرائيل هى هزيمة للمشروع الغربي وحضارته المادية ، ولم يتوقف الإستعمار بكافة صوره عن التربص بالعالم الإسلامى ..
بل نستطيع أن نقول :
أن العدو الصهيونى وبيئته الحاضنة ( اليهود ) بدأ مع بدايات القرون الأولي من التاريخ ، وظهر جلياَ في زمن الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وأله ، ولقدد وثق القرأن الكريم والسنة المطهرة هذه العداوة .
عداوة اليهود في القرأن والسنة
( بحث قرأنى روائي )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إفساد بنى إسرائيل فى الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد وثقت سورة الإسراء المباركة رحلة الرسول صلوات الله عليه وأله ، لتعلن أن القدس المدينة التى بارك الله حولها هى مسرى رسول الله ، وذلك في قوله تعالي :
يقول الله عز وجل :
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الإسراء
ثم وثقت السورة المباركة إفسادتين لبنى إسرائيل فى الارض ، وذلك في قوله تعالي فى الأيات التالية :
(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4 الإسراء )
ولاحظ كلمة ( فى الأرض ) أي إنه إفساد عالمى
ولقد أختلف العلماء فى شيئين :
الأول : زمن الإفسادتين
ماهو الزمن المقصود بالإفسادتين ، هل كان هذا الإفساد فى الماضى أم أن الحديث هو عن مستقبل الأمة الإسلامية …؟
الثانى : لمن الوعد بالإفساد
لمن الوعد بالإفساد ، هل هو لبنى إسرائيل كما ورد فى ظاهر الأية الكريمة ،، أم أن الخطاب لبنى إسرائيل والمقصود به هذه الأمة …؟ كما في القاعدة التى أرساها الحديث النبوى الشريف (أن ماجرى في الأمم السابقة سيجرى في هذه الامة حذو النعل بالنعل ، وحذو القذة بالقذة …حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم خلفهم )
، وخاصة الإفساد السفيانى الأموى الذى قد عانت منه الأمة الإسلامية ، وهل هناك إفساد أكبر من قتل أمير المؤمنين على عليه السلام ، والإمام الحسن عليه السلام ، وهل هناك علو وإستكبار وإفساد أكثر مما حصل بشهاد الإمام الحسين عليه السلام ؟ وتحويل الخلافية لملكية وراثية يرثها الأبناء والأحفاد حتى لو كانوا من شاربى الخمور والمجاهرين بالفجر والفسوق .
وأصحاب هذا الرأى ( أي أن أية الإفساد نزلت في بنى إسرائيل لكن تأويلها في هذه الأمة ،يستندون لبعض الروايات ، وذلك لأن الأية كانت تخاطب العرب الحاضرون ، بقوله تعالى : ( لتفسدن ) ولم يقل ( ليفسدن ) لنقول أن الحديث عن بنى إسرائيل ..
والحقيقة أن الأقرب للصحة والتى سنحاول إثباتها ، هو أن الأيات الكريمة تتحدث عن أحداث سوف تقع فى مستقبل الأمة الإسلامية ويخبرنا الله عز وجل بها ، ولا مانع من أن يكون حدث أكثر من إفساد من بنى إسرائيل على مدار التاريخ ، وسوف نتناول هذين الإفسادين :
الإفساد الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الإفساد الأول قد وقع فعلاَ ، وهو إفساد اليهود فى عهد الرسول صلوات الله عليه وأله ، حتى وصل الأمر لمحاولات قتل الرسول الأكرم صلوات الله عليه وأله والتحالف مع المشركين والمنافقين والغدر ونقض العهود للقضاء على الإسلام ،، والدليل على أن الإفساد الأول قد وقع فعلاَ هو فى قوله تعالى عن وقوعه ووقوع العقوبة عليه :
( وكان وعدا مفعولاَ )
الإفساد الثانى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هو إفساد معين يقع فى المستقبل ، وسوف نثبت أنه يقع فى عصر المهدى عليه السلام ، كما حدث الإفساد الأول فى عهد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، وهذا ممكن أن نعرفه لو تتبعنا مواضع الصراع الٍإسلامى اليهودى فى القرأن الكريم لوجدنا أن القرأن دائماَ يحدثنا عن التاريخ فى سياق الحديث عن المراحل والأحداث التى عاصرها الأنبياء والرسل والأئمة فقط وليس كل الأحداث التاريخية ، وبالنسبة للأمة الإسلامية فتوجد فيها فترتين تمكن فيها المعصوم أوسوف يتمكن فيها :
الفترة الأولى : هى فترة دولة الرسول صلوات الله عليه وأله
والفترة الثانية : هى فترة دولة الإمام المهدى عليه السلام ( خلافة على منهاج النبوة )
لمن الوعد بالإفساد ……….؟
كذلك لا يوجد مانع من أن يكون الخطاب بالإفساد هو لبنى إسرائيل ( الخط اليهودى ) حسب ظاهر الأية الكريمة ، وكذلك فى نفس الوقت لبنى أمية ( الخط السفيانى ) … على أساس أنهم وجهان لعملة واحدة ، وأنهما معاَ يقودان خط الإفساد فى الأمة الإسلامية ، ويتبادلون الأدوار حسب مراكز القوة لكل منهما فى كل عصر ، فأحيانا بتحريف الدين ( الإسرائيليات ) ..وأحيانا بالقتل وإشاعة الفاحشة ..
إسرائيل وداعش
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل هذا يكشف عما نراه واقعاَ الأن على الساحة الإسلامية من ( الإفساد والعلو اليهودى الصهيونى ) فيما يسمى (بدولة إسرائيل ) .. وكذلك من الإفساد والعلو ( السفيانى الأموى السعودى الوهابى التركى ) والذى يتجلى بوضوح فى التمكين للخط السفيانى ( داعش ) من السيطرة على أماكن شاسعة من الشام والعراق ، فيما يسمى ( بالدولة الإسلامية )ليعيثوا في الأرض فسادا …
سورة الحشر تكشف الإفسادين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معظم المفسرين ركزوا علي الإفساد اليهودى في سورة الأسراء ، مع العلم بأن سور أخرى تناولت هذه القضية .
ففى سورة ( الحشر ) تم الإشارة إلى عقوبتين وحشرين لليهود لعلها تفسر الإفسادين المذكورين فى سورة الإسراء ، يقول الله عز وجل فى سورة الحشر :
(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2 )وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3 ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4( سورة الحشر
بقراءة تفسيرية للنص نلاحظ الأتى :
1 ـ المقصود بالذي كفروا من أهل الكتاب هم اليهود المعاصرون للرسول صلوات الله عليه وأله بعد تدبيرهم محاولة لقتله ، فجمعهم للخروج للشام وكان وقتها يشمل كل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ، و هذا الخروج الأول لليهود وهو المقصود بأول الحشر
2 ـ قوله تعالى :
( لِأَوَّلِ الْحَشْرِ )
أستخدام جملة ( أول الحشر ) … وهى دليل على وجود ( أخر الحشر ) والمقصود بالحشر هنا هو التجمع للخروج
أما ( أخر الحشر ) فهو عند بيت المقدس
فالمقصود به فى أخر الزمن ، ومكانه عند صخرة بيت المقدس … فى زمن الإمام المهدى عليه السلام
ففى تفسير الصافى :
هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر
أي لاول جلائهم إلى الشام ، وآخر حشرهم إليه يكون في الرجفة كما مرت الاشارة إليه في سورة الدخان والحشر إخراج جمع من مكان إلى آخر .
في المجمع عن ابن عباس قال لهم النبي صلى الله عليه وآله اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر ( أى القدس )
والقمي عن الحسن المجتبى عليه السلام في حديث ملك الروم ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس
3 ـ قوله تعالى عن اليهود :
(وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ )
لاحظ عادة اليهود فى القتال من خلف الحصون
الإسلام وعلاقتها بحصن خيبر الشهير ،
ولاحظ أيضا فتح (على ) عليه السلام لهذا الحصن ، وخصوصية هذا الحدث ورمزيته وما ورد فيه من روايات فى فضل (على ) عليه السلام إذا ماربطناه بدور ( شيعة على ) فى هذا العصر ، والدور الإيرانى الصاعد فى الصراع مع العدو الصهيونى ، وخاصة منذ إنتصار الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979
4 ـ قول الله عز وجل :
(وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ )
أن الله عز وجل لم يأمر الرسول صلوات الله عليه واله بقتل اليهود الذين غدروا به وخططوا لقتله ، لأن الله كتب عليهم ( الجلاء ) أى الخروج لأول الحشر ، حتى يأتى وعد الأخرة ( أخر الحشر ) فيأتى بهم من كل بقاع الأرض للتجمع عند بيت المقدس ، يقول عز وجل فى سورة الإسراء :
( فإذا جاء وعد الأخرة جئنا بكم لفيفا )
وهذا مايمكن أن نلحظه فى تفسير قوله تعالى ( عباداَ لنا ) وعلاقتها بالثورة الإيرانية :
الثورة الإسلامية الإيرانية
ودورها فى تحرير القدس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمن أراد أن يفهم السياسة الإيرانية وكيفية علاقاتها مع الدول والشعوب والحركات ، تجد أن المعيار والميزان هو مدى القرب أو البعد من قضية القدس وقضايا المستضعفين في العالم
وكما ذكرنا أن المراقب لتطورات الثورة الإسلامية فى إيران يجد تركيز شديد من الإمام الخمينى رضوان الله عليه على أن القدس هى القضية المركزية للمسلمين ، بل دعى لتكوين جيش العشرين مليون لحرب تحرير القدس ، ولقد خصص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليوم القدس العالمى ، وفى أول أيام الثورة الإسلامية أغلق سفارة العدو الصهيونى ، وجعلها سفارة لدولة فلسطين …
ولقد سار الأمام الخامينئى على نفس المنهاج ، وحدد العدو تحديدا واضحاَ ، وأن إزالة إسرائيل من الوجود هو هدف إستراتيجى ، فعمل على تقوية الدولة الإسلامية فى جميع المجالات الصناعية والعلمية وخاصة فى مجال التسليح والتكنولوجيا النووية للأغراض السلمية ..
أيضاَ من أجل ذلك تبنى مشروع الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ونصرة المستضعفين بغض النظر عن الإنتماء العقائدى لهم ..
لقد أصبح واضحاَ للجميع أن الإمام الخمينى وثورته الإسلامية جاءت لهدف محدد إستراتيجى ( ومقدس ) وهو القضاء على العدو الصهيونى ،، لا يعلوا عليه هدف أخر ، فهو تكليفها الشرعى ، وعلى ضوء هذا التكليف تضبط المسائل الأخرى .
ولذلك عندما وقعت حركة حماس فى فخ المذهبية البغيضة وخانت الأمانة فى سوريا ، وخانت حزب الله ، وإنضمت إلى المعسكر القطرى التركى ،،لم يتخلى عن تسليحها بشرط أن يستخدم السلاح فى الدفاع عن الشعب الفلسطينى ، وهذا مارأيناه فى غزة في الحرب الأخيرة مع العدو الصهيونى ..
السؤال هنا :
لماذا هذا الموقف الإيرانى ؟ هل هو تكليف مقدس ؟ ومن أين الثقة بالنصر منذ اليوم الأول للثورة ورغم التحديات ؟
الدور الإيرانى فى تحرير القدس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ سورة الإسراء
ــــــــــــــــــــــــــ
يقول تعالى :
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْد مفعولا )
..
ففى الحديث الشريف :
ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال بعد أن قرأ قوله تعالى: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هو القائم وأصحابه ، أولو بأس شديد
وفي بحار الأنوار:60/216عن الإمام الصادق عليه السلام ( أنه قرأ هذه الآية.. فقلنا: جعلنا فداك من هؤلاء ؟ فقال ثلاث مرات: هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم
2 ـ سورة الجمعة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
فى قوله تعالى : ( وأخرين منهم لما يلحقوا بهم )
فى البخارى ومسلم هم أهل فارس ، لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجل من فارس )
3 ـ سورة محمد :
ــــــــــــــــــــــــــ
وإن تتولوا يستبدل قوماَ غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
فى الحديث فى البخارى ومسلم : هم أهل فارس
4 ـ دولة ولاية الفقيه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه الرواية أدعوا المواليين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، والذين يأخذون موقفاَ عدائيا منها ، أو حتى موقفاَ سلبياَ إلى تأمل هذا الحديث ..
يقول الإمام الصادق عليه السلام: ستخلو الكوفة (النجف هي نجف الكوفة) من المؤمنين, ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلد يقال لها قم, وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدّرات وذلك عند قرب ظهور قائمنا عجل الله تعالى فرجه الشريف (سفينة البحار ص 365)
وعن الصادق عليه السلام: وأن البلايا مرفوعة عن قم وأهلها, وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق, وذلك زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره (البحار ج 60 ص 213)
إسرائيل وداعش
ــــــــــــــــــــــــــ
أثير هذا السؤال هذه الأيام :
من هو العدو الأول : هل هو داعش أو مايسمى ( بالدولة الإسلامية ) أم العدو الصهيونى أو مايسمى ( بدولة إسرائيل ) ؟
إن الواقع الذى يراه العالم ماثلا أمام عينيه هو أن ( الدولة اليهودية ـ إسرائيل ) ومايسمى ( بدولة الخلافة الإسلامية ـ داعش ) هما وجهان لعملة واحدة ، فإذا جاءت بعض الروايات لتتحدث عن مثل هكذا حقيقة ، فلا يجب إغفال مثل هذه الروايات ، حيث ورد في بعضها أن السفيانى يقتل بوادى الرملة بفلسطين ، وهذا يرجح أن السفيانى ليس سوى عميل صهيونى للمشروع الغربي لتدمير الدول العربية والإسلامية .
يوم الأبدال ومقتل السفيانى بفلسطين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحدثت الروايات عن فتنة مايسمى بيوم الأبدال، والذى تنته فيه فتنة السفيانى ويتم قتله ، وفي هذه الفتنة سوف يخرج من معسكر الإمام المهدى عليه السلام من كانوا يدعون الولاية لأل محمد صلوات الله عليه وأله ، وينضمون للسفيانى فى أخر لحظة ،، وكذلك يخرج الموالون من معسكر السفيانى وينضمون إلى معسكر المهدى عليه السلام فى عملية فرز رهيبة …
الرواية التى تصور لنا هذا المشهد
نص رواية مقتل السفيانى في فلسطين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعن الإمام الباقر عليه السلام يتحدث عن حركة المهدى عليه السلام قال :
( ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها. ثم يسير حتى يأتي العذراء هو من معه ، وقد التحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة ( بفلسطين ). حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني مع شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال. قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لايدرك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ). ( البحار : 52/224)
رواية ثانية
ــــــــــــــــــ
رواية أخرى تدل على نهاية السفيانى وقتله بفلسطين على بحيرة طبرية :
المهدى عليه السلام يقتل السفيانى
بفلسطين ( بحيرة طبرية )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي رواية الملاحم والفتن عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف هذه المعركة قال :
( فيغضب الله على السفياني ، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها ، والجبال بصخورها ، والملائكة بأصواتها! ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ، ولايبقى على الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية
المعركة الأخيرة لليهود مع المسلمين
والإنتصار الساحق للمسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والروايات فى هذا الشأن مجمع عليها بين المسلمين ، ومنها :
ومن أشهر أحاديثها في مصادر السنة ، الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله قال :
( لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر يامسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ). ( التاج الجامع للأصول : 5/356 وأحمد : 2/417 ) ، ويشبهه ما رواه مسلم والترمذي في كتاب الفتن ، والبخاري في كتاب المناقب : ( يقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم .)
الخلاصة
ـــــــــــــــــ
ونحن نحى ذكرى يوم القدس العالمى ، لابد أن نعلم أن الصراع مع العدو الصهيونى ممتد منذ زمن الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله حيث الإفساد اليهودى الأول ، حتى عصر الإمام المهدى حيث الإفساد اليهودى الأخر ،، والهزيمة النهائية للمشروع الصهيونى الدجالى وكذلك للمشروع السفيانى الذى هو مشروع الإسلام الأمريكى الوهابى هى أمر حتمى موعود …
وهاهى المقاومة الإسلامية تكتب تاريخ جديد ومعادلات جديدة للصراع ،بل لاحدود ولا معادلات للمقاومة ، مستلهمة دروس التاريخ وموقف اليهود من الرسول صلوات الله عليه وأله ، ومستلهمة الايات القرأنية والأحاديث الشريفة التى تتحدث عن المستقبل لتطمئن بها قلوبهم وتزداد إيمانا بالمستقبل وبالنصر ، حتى اصبحت القلوب قبل العيون تبصر رايات النصر مرفوعة في الجليل ، بل في القدس ، ولم يعد هذا خيالا بل حقيقة ، وكما قال سيد المقاومة أن مصير العالم يتحدد الأن هنا ، أي حيث يرسمه محور المقاومة للعدو الصهيونى ، ولعلنا نرى في الأمد القريب باقي شعوب المنطقة بعد أن تفيق من كبوتها فتعلم أن ماسارت وراءهم من دول الإستكبار ليس سوى سراب ووهم ، نراهم يهرولون نحو محور المقاومة ، عندما يخرج الأمريكان من المنطقة مرغمين ، تاركين خلفهم الحلفاء والعملاء …
ولابد من اليقين أن النصر قادم لا محالة وأنه قريب ، أليس الصبح بقريب