الرئيسية / اخبار العلماء / احد علماء القطيف يكشف الأسس الفكرية التي عملت عليها عصابات «داعش» الارهابية

احد علماء القطيف يكشف الأسس الفكرية التي عملت عليها عصابات «داعش» الارهابية

كشف الشيخ محمد الحبيب عن أهم الأسس الفكرية التي تعمل عليها تنظيم داعش الارهابي، داعيًا لأهمية التعرف عليها والالتفات إليها من أجل مقاومة ذلك الإرهاب الأعمى الذي ابتليت به المجتمعات.
أكد الشيخ محمد الحبيب على أهمية ذلك خلال كلمة ألقاها بمسجد الإمام الرضا بصفوى، منوهًا إلى عدم إمكانية مواجهة أي فكرة أو أيدولوجية معينة بطريقٍ واحد بعيدًا عن مسارها.
وبدأ الشيخ الحبيب كلمته بالترحم على الشهداء الأبرار والدعاء للمصابين بالشفاء والعافية الذين سقطوا جرّاء التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد مبنى الطوارئ بعسير قبل اسبوع.
وأشار إلى ضرورة مواجهة إرهاب داعش ومقاومته بالتعرف على أفكاره وأيدولوجياته التي يستند عليها.
وأوضح أولى الأسس الفكرية المتمثلة في «التكفير والإلغاء» والتي تعد القاعدة التي يتكؤون عليها باستهدافهم للشيعة الذين يعدون بنظرهم كفرة ، ورجال الأمن باعتبارهم مرتدين.
وبين المرتكز الثاني من هذه الأسس والذي يقع تحت إطار «الطائفية» حيث يسعون من خلالها لتفتيت البلاد، وتمزيقها، والبحث عن نعرات لتحريكها والعمل على تجزئة الوطن الذي يعد لقمة كبيرة لأجزاء من خلال الحالة الطائفية للانتقال للحالة القبلية والمناطقية.
وأفاد بأن الأمر الثالث يتضمن «مسألة القيم» التي يعتمد عليها المجتمع كقيمة الصلاة والمسجد حيث يتضح بأن استهدافات «داعش» دائمًا ما تكون مرتبطة بهذه القيم والأسس التي يبنى عليها المجتمع.
وتابع الشيخ الحبيب القول بأنهم يسعون من خلال ذلك لتفكيك المجتمع عن قيمه من أجل انهيار منظومة القيم وتخلخلها في نفوس الناس.
واستنكر تخصيص البعض لأهمية مكانة رجال الأمن وادعائهم بأنهم «خطًا أحمر» منوهًا إلى أن الإنسان بإنسانيته يعد كذلك حتى وإن كان كافرًا ما دام معاهدًا على هذه الأرض وله حق الحياة.
وشدد على ضرورة مواجهة هذا الإرهاب من خلال «قلب المعادلة» والعمل على إخافتهم كما فعل الرسول والمسلمين حينما كانوا يذهبون إلى بيت الله للمساجد ويمنعهم الكفار حيث تم قلب المعادلة فأصبح الكافر في خوفٍ حينما يهم بدخول المسجد.
وتطرق للسبل التي يمكنها أن تقلب المعادلة على سبيل تكثيف الحضور للمساجد والتواصي بالحق والذهاب «زرافات زرافات» ليكون ذلك ردًا طبيعيًا كما في حالة ليلة القدر التي لم يكن فيها حينئذ في مساجد القطيف موطأ قدم.
ودعا لتحويل ذلك إلى استراتيجية يتم العمل على أساسها والتخطيط لها لاسيما مع تأكيد القرآن الكريم لمسألة الاعتصام بحبل الله.
وذكر أهمية قطع جميع حبال الهوى خصوصا في مواقع القدرة والقوة والمسؤولية وذلك بعدم الانحياز لأحدٍ دون آخر كونه ابنًا لهذا البلد، أو لرجال الدين الشيعة، أو السنة نظرًا لما يسببه هذا الحبل من البعد والفرقة.
وقال بأن كل من يسيء لمسلم فهو داعٍ لشهواته، وشيطانه مؤكدًا على أهمية قطع حباله حتى لو تلون ما لم يتوب إلى الله، فضلًا عن ضرورة السعي نحو الاعتصام بحبل الله وتجاوز مرحلة الطائفية وذلك من خلال البحث عن تفعيل المشتركات الموجودة بين السنة والشيعة.
ونادى بأهمية أن يعمل الوزراء على تصحيح المسار فيما يختص بالمناهج للانتهاء من عملية ثقافة إلغاء الأطراف التي تعمل على نشرها داعش، والعمل على توقيف كل من يساهم في إهانة الآخر وتجاوزه.
وطالب بتأسيس ثقافة تزيل ملوثات الماضي والتكفير وتمحو الطائفية وتدعو لقمة التعايش وثقافة الحب والوئام وحبل الله المتين والعودة لكتاب الله وسنة نبيه والإسلام الأصيل الذي لا يتم إلا من خلال قلب المعادلة على تلك الفئة.