أكد الرئيس الروسي اليوم الجمعة أن اللاجئين السوريين يهربون ليس من حكومة الرئيس بشار الأسد بل من عصابات “داعش” الإرهابي ، و اعتبر في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب جولته في الشرق الأقصى الروسي أن أزمة الهجرة الراهنة مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة في المنطقة ، كما كشف أنه تحدث مع الرئيس الأميركيّ وزعماء اوروبيّين بشأن إنشاء تحالف دوليّ لمواجهة الإرهاب، ورأى انّ مشكلة اللاجئين نحو اوروبا كانت “متوقعة تماما” ، داعيا الى إنشاء تحالف دوليّ لمواجهة الإرهاب .
و أوضح الرئيس بوتين : “إننا في روسيا .. حذرنا مرارا من قضايا واسعة النطاق قد تظهر في حال استمرار شركائنا الغربيين باتباع سياساتهم الخارجية التي قلت دائما إنها خاطئة ، ولا سيما ما يمارسونه حتى الآن في بعض مناطق العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” .
وتساءل بوتين : “ما هي هذه السياسات؟ إنها تتمثل في فرض المعايير الغربية دون الأخذ بعين الاعتبار الخصائص التاريخية والدينية والقومية والثقافية لتلك المناطق. إنها بالدرجة الأولى سياسة شركائنها الأمريكيين، أما أوروبا فتتابع هذا النهج السياسي متابعة عمياء في إطار ما يطلق عليه “التزامات علاقات التحالف، ومن ثم تتحمل العبء لوحدها”.
وأشار بوتين إلى أن هناك مواقف مختلفة من الأحداث في سوريا، لكنه شدد على أن الناس يهربون ليس من نظام بشار الأسد، بل من تنظيم “داعش” الذي سيطر على أراض شاسعة في سوريا والعراق ويرتكب فظائع في تلك المناطق.
وكان الناطق باسم البيت الأبيض جوس أرنست قد قال الخميس تعليقا على أزمة الهجرة إلى أوروبا، التي أدت الى بروز خلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي حول توزيع العبء على جميع أعضاء الاتحاد، إن واشنطن مستعدة لتقديم “استشارات فنية للاتحاد الأوروبي لحل قضية الهجرة”. وامتنع الدبلوماسي الأمريكي عن الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال لاجئين في أراضيها، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يملك قدرات كافية لحل هذه القضية بنفسه.
واستغرب الرئيس الروسي في هذا السياق من تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لقضية الهجرة، وهي تنتقد السلطات الأوروبية باعتبار تعاملها مع اللاجئين “قاسيا”. وأعاد بوتين إلى الأذهان أن الولايات المتحدة ترفض تحمل عبء قضية اللاجئين. وأكد أن انتقاداته تأتي ليس من أجل الانتقاد بحد ذاته، بل من أجل التوصل إلى تفاهم مشترك لسبل حل القضية. واعتبر أن اجتثاث جذور هذه القضية يتطلب العمل على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه وتطوير الاقتصاد في الدول التي يهرب منها الناس.
من جانب اخر قال الرئيس الروسي إنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة موسكو في عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا . وأوضح بوتين : “أنه موضوع منفصل. أما ما نراه حاليا، فهو قيام الطيران الأمريكي بتوجيه ضربات معينة. لكن هذه الضربات غير فعالة. لكن من السابق لأوانه الحديث عن استعدادنا للقيام بهذه المهمة. إننا نقدم لسوريا دعما كبيرا، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين”.
وأعاد الرئيس بوتين إلى الأذهان العقود الموقعة بين موسكو ودمشق في المجال العسكري. وتابع: “إننا ندرس مختلف الإمكانيات في هذا السياق”، مضيفا أن روسيا ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في مكافحة الإرهاب.
وأضاف أنه بحث مبادرته المتعلقة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة الإرهاب، مع كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم التركي رجب طيب أردوغان وممثلي قيادة المملكة العربية السعودية والعاهل الأردني والرئيس المصري وشركاء آخرين.
و كان الرئيس الروسي دعا امس من منتدى فلاديفوستوك الإقتصاديّ في الصين إلى إنشاء تحالف دوليّ لمواجهة الإرهاب ، و لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالوضع في سوريا تدعو الدول التي تزوّد المجموعات السورية بالسلاح إلى وقف القيام بهذا الدور .
و كشف الرئيس بوتين في كلمة له امام منتدى فلاديفوستوك الإقتصاديّ أنه تحدث مع الرئيس الأميركيّ باراك اوباما و زعماء اوروبيّين بشأن إنشاء تحالف دوليّ لمواجهة الإرهاب ، و رأى انّ مشكلة اللاجئين نحو اوروبا كانت متوقعة تماما . وكانت المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب حاضرة خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين ، حيث التقى عددا من الزعماء الدوليين . وفي السياق، دعت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالوضع في سوريا الدول التي تزوّد المجموعات السورية بالسلاح الى وقف القيام بهذا الدور وإلى المساهمة في ايجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية . وشدّدت اللجنة في تقريرها العاشر على ضرورة اتخاذ اجراءات دولية عاجلة ، لإيجاد حل سياسي للأزمة .