افعت صحيفة الاهرام المصرية عن فيلم “محمد رسول الله” الذي اخرجه المخرج الايراني الشهير مجيد مجيدي ، و انتقدت البعض الذين يعطعون لأنفسهم حقاً في التعامل مع أنبياء الله عليهم السلام كما لو أنهم ملكية خاصة ، و كتبت في مقال لوحيد عبدالمجيد تحت عنوان فيلم «محمد رسول الله» نشرته الخميس : ربما لا يعرف من يهاجم الفيلم ، أنه يقدم رؤية سينمائية لمراحل طفولة الرسول الاكرم .
وجاء في الفيلم انه ليس مفهوماً كيف يعطي البعض أنفسهم حقاً في التعامل مع أنبياء الله عليهم السلام كما لو أنهم ملكية خاصة ، فيأمرون و ينهون بشأنهم ويصدرون الفتوي تلو الأخري حول ما يجوز أن يتداوله الناس عنهم، وما هو محظور ومحرَّم بدون أي سند شرعي أو عقلي. فقد نصب البعض أنفسهم أوصياء علي الأديان جميعها، وليس علي الإسلام فقط، وقرروا حظر تجسيد الأنبياء والرسل كافة في أي أعمال فنية .
وقد زاد الطين بلة في موقفهم تجاه فيلم «محمد رسول الله» الذي بدأ عرضه في إيران الخميس الماضي ، رغم أنه لا يتضمن تجسيداً بالمعني الفني أو حتي العام، بل لا يظهر فيه وجه الرسول الكريم أصلاً . فالمقاطع المتداولة علي بعض مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد ما أعلنه مخرج الفيلم مجيد مجيدي منذ شهور طويلة ، وهو أن وجوه الممثلين الذين يؤدون دور الرسول عليه الصلاة والسلام في مراحله العمرية التي يتناولها الفيلم لا تظهر. فلا يري المشاهد ما يدل عليه الا ملابس بيضاء ، و ربما لا يعرف من يهاجم الفيلم أنه يقدم رؤية سينمائية لمراحل طفولةالرسول عليه الصلاة والسلام منذ مولده حتي بلغ الثالثة عشرة من عمره فقط .
ويعني ذلك أن صانعي الفيلم حرصوا علي مراعاة حساسية من يعطون أنفسهم حقاً حصرياً في كل ما يتعلق بالأنبياء والرسل، رغم أن الإيرانيين عموماً لا يعانون هذه الحساسية . فمن أكثر الصور انتشاراً في إيران الصورة المتخيلة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي يحظي بمكانة خاصة جداً لدي الشيعة في كل مكان ، لكنها لا تفوق مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام بخلاف ما يتردد من خرافات في هذا المجال .
وربما يفيد عرض مثل هذا الفيلم في مهرجانات دولية ، ومشاهدة العالم له، في تحسين صورة الإسلام التي يشوهها الافراط في التحريم وليس فقط توسع الارهاب . و إذا صح ما لفت انتباه بعض من شاهدوا الفيلم في مهرجان «مونتريال» الدولي قبل أيام عن ارتفاع المستوي الجمالي في هذا الفيلم الذي يعد الأكثر كلفة في تاريخ السينما الإيرانية، فالأرجح أنه سيكون مفيداً للإسلام والعالم الإسلامي، وأن الهجوم عليه هو الذي سيسيء إليهما.