الرئيسية / من / الشعر والادب / أنّ أول شعراء الاِسلام شيخ البطحاء

أنّ أول شعراء الاِسلام شيخ البطحاء

لا ريب أنّ أول شعراء الاِسلام شيخ البطحاء  وعمّ سيد الاَنبياء أبا طالب رضي الله عنه كان في طليعة الشعراء الذين أكّدوا إلهية هذا الحبّ وأصالته حيث قال

ألم تعلموا أنّا وجدنا محمداً * نبياً كموسى خطّ في أول الكتبِ
وأن عليه في العباد محبّةً * ولا شكّ فيمن خصّه الله بالحبِّ
(1)

ومن هنا جاء اعترافه بالنبوة وإقراره بالرسالة ، وصدق ولائه ونصرته وعمق محبّته التي تصل إلى حدّ الجود بالنفس وهو أقصى غاية الجود ، وقد عبّر عن ذلك بقوله

:

لعمري لقد كُلِّفتُ وجداً بأحمدٍ * وأحببته حُبّ الحبيب المواصلِ
وَجُدتُ بنفسي دونه وحميته * ودارأت عنه بالذرى والكلاكلِ
كذبتم وبيت الله نُسلِمُ أحمداً * ولمّا نطاعن دونه ونقاتلِ
ونُسلمه حتى نُصرّعَ حوله * ونَذْهَل عن أبنائنا والحلائلِ
(2)

إنّ شعر الولاء والحبّ لعترة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعتبر من الاغراض السامية الخالدة التي تؤكّد عمق الولاء لرسالة الاِسلام وشدّة الارتباط بالقادة الرساليين ، وتكشف عن إلتزام الشاعر بواحدٍ من أهم المبادىء الاِسلامية ، ألا وهو مودّة ذوي القربى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، التي تضمن سعادة الدارين .

وفيما يلي بعض النماذج المختارة التي تؤكّد الولاء والمحبّة لاَهل البيت عليهم السلام مرتبة وفقاً لوفيات الشعراء :

1 ـ حرب بن المنذر بن الجارود من أعلام القرن الاَول

قال في حبّهم عليهم السلام :

فحسبي من الدنيا كَفافٌ يُقيمني * وأثواب كَتّانٍ أزور بها قبري
وحبّي ذوي قربى النبي محمد * فما سُؤلنا إلاّ المودّة من أجرِ
(3)

2 ـ الفرزدق، همام بن غالب التميمي الدارمي، أبو فراس (ت | 110 هـ

قال في مطلع قصيدته الميمية التي أنشدها بمحضر هشام بن عبدالملك مادحاً الاِمام زين العابدين عليه السلام :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيتُ يعرفه والحلُّ والحرمُ

إلى أن قال :

مشتقة من رسول الله نبعته * طابت مغارسُهُ والخِيمُ والشيمُ
من معشرٍ حُبّهم دينٌ ، وبغضهمُ * كفرٌ ، وقربهم منجىً ومعتصمُ
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهمُ * في كلِّ بدءٍ ومختوم به الكلمُ
يستدفع الشرّ والبلوى بحبّهم * ويُستربُّ به الاِحسان والنِّعمُ
(4)

3 ـ الكميت بن زيد الاَسدي (ت | 126 هـ) :

قال في مطلع قصيدته البائية من (الهاشميات) :

طربتُ وما شوقاً إلى البيض أطربُ * ولا لعباً منّي وذو الشوق يلعبُ

إلى أن قال :

ولكن إلى النفر البيض الذين بحُبّهم * إلى الله فيما نالني أتقرّبُ
خفضتُ لهم منّي جَنَاحي مودّةٍ * إلى كنفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبُ
فقل للذي في ظلِّ عمياء جونةٍ
(5) * ترى الجور عدلاً أين لا أين تذهبُ
بأيِّ كتابٍ أم بأية سُنّةٍ * ترى حبّهم عاراً عليَّ وتحسبُ
فمالي إلاّ آل أحمد شيعة * ومالي إلاّ مشعب الحق مشعبُ
ومَن غيرهم أرضى لنفسي شيعة * ومن بعدهم لا مَن أُجلّ وأرجبُ
(6)
فإنّي عن الاَمر الذي تكرهونه * بقولي وفعلي ما استطعت لاَجنبُ
يشيرون بالاَيدي إليَّ وقولهم * ألا خاب هذا والمشيرون أخيبُ
فطائفة قد كفّرتني بحبّكم * وطائفة قالوا مسيء ومذنبُ
فما ساءني تكفير هاتيك منهم * ولا عيب هاتيك التي هي أعيبُ
وجدنا لكم في آل حاميم آية * تأوّلها منّا تقيّ ومُعربُ
(7)
أُناسٌ بهم عزّت قريش فأصبحوا * وفيهم خِباء المكرمات المطنّبُ
(

4 ـ السيد الحميري (ت | 173 هـ) :

قال في ولاء أهل البيت عليهم السلام وحبّهم :

إنّا ندين بحبّ آل محمدٍ * ديناً ومن يحبّهم يستوجبِ
منّا المودّة والولاء ومن يُرد * بدلاً بآل محمد لا يُحببِ
ومتى يمت يرد الجحيم ولا يرد * حوض الرسول وإن يرده يُضربِ
(9)

وقال أيضاً :

تتمّ صلاتي بالصلاة عليهم * وليست صلاتي بعد أن أتشهّدا
بكاملةٍ إن لم أصلِّ عليهم * وأدعو لهم رباً كريماً ممجّدا
بذلتُ لهم ودّي ونصحي ونصرتي * مدى الدهر ما سُمّيت يا صاح سيدا
وإنّ امرءاً يلحى
(10)على صدق ودّهم * أحقُّ وأولى فيهم أن يُفنّدا (11)
وقال مبيّناً أحد آثار مودّة أمير المؤمنين عليه السلام :
أحبُّ الذي من مات من أهل ودّه * تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحكُ
ومن مات يهوى غيره من عدوه * فليس له إلاّ إلى النار مسلكُ
أبا حسن إنّي بفضلك عارفٌ * وإنّي بحبلٍ من هواك لمُمسكُ
وأنت وصيّ المصطفى وابن عمّه * فإنّا نعادي مبغضيك ونتركُ
مواليك ناجٍ مؤمن بيّن الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشركُ 

https://t.me/wilayahinfo

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني46

33)فمن يكون مراده أن تقبل منه فإحسانك بقبول ذلك الشيء منه ، وإن أردت أن ...