اكد الشيخ نعيم قاسم: “مشروعنا مشروع المقاومة، فهذا المشروع منطقي وناجح، وهو مبني على دعائم ثلاث: الاستقلال عن التبعية، والتحرير للأرض المحتلة، ومواجهة الإرهاب التكفيري”.
أكد نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج طلاب معهد الآفاق، في مبنى الأونيسكو – بيروت، أن “الأحداث أثبتت أن تنظيم داعش وأخوات داعش من النصرة والقاعدة وما شابه هي صناعة أميركية ورعاية أجنبية، من أجل استخدام هذا الإرهاب التكفيري لتعديل خارطة المنطقة وإعادة توزيعها من جديد على مكونات مختلفة، وتكون كلها بإشراف وإدارة الاستكبار العالمي المتمثل بأميركا اليوم. وقد أتى التحالف الغربي على العراق وسوريا بعنوان ضرب داعش، لكن كان يريد تقليم الأظافر من أجل أن تبقى في إطار الأهداف التي رسمتها أميركا وعملت عليها، وهم لا يريدون لا إنهاء داعش ولا يريدون إنهاء هذه الوسيلة التي يستخدمونها لتعديل خارطة المنطقة، بدليل أنه أكثر من سنة ونصف سنة من إنشاء التحالف وجدنا أن التكفيريين يزدادون في سوريا والعراق، وقدراتهم تنمو، ويأتون من كل مناطق العالم ليجتمعوا في هذه البقعة الجغرافية”.
أضاف: “أميركا اليوم قلقة من التدخل الروسي الجديد بالطائرات والأسلحة والقيام بعمليات عسكرية مباشرة في سوريا، وقد صمدت سوريا لمدة خمس سنوات تقريبا بفعل جيشها وشعبها ونظامها ودعم إيران المقاومة. وكذلك، استطاعت أن تسدد ضربات قاسية لمشروع أميركا من خلال منع التكفيريين من أن يحققوا هدف إسقاط سوريا. وكذلك، استطاع الحشد الشعبي في العراق أن يطرد داعش والتكفيريين من حوالى ثلث الأراضي العراقية، التي تم احتلالها من خلال هذا التنظيم ومن وراءه. ولذلك من الطبيعي أن نجد أميركا قلقة، وكذلك الدول الإقليمية الداعمة للتكفيريين”.
وتابع: “ليكن واضحا، ان تنظيم داعش ليس قويا بذاته، فهو قابل للهزيمة، ولكن داعش هو اليد الاستكبارية المدعومة عربيا وإقليميا ودوليا. ولذلك، إذا أردنا أن نحل هذه المشكلة، علينا أن نقتدي بما حصل في لبنان، أنه بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة في لبنان قطعت أيدي التكفيريين وما زالت آثار إنهيارهم تتكشف يوما بعد يوم، ولولا ذلك لما ارتاح لبنان من هذا المد التكفيري الذي أتى من مختلف أنحاء العالم. وبالتالي، يسجل للجيش وللقوى الأمنية والمقاومة والشعب اللبناني هذا التكاتف وهذا النجاح في ضرب الإرهاب التكفيري في لبنان، وهذا نموذج يقدم للمنطقة”.
وأردف: “يبدو أن لبنان ناجح في خسارة فرص الحل، رغم أن ظروفا صعبة مرت في المنطقة لكن بقي لبنان محيدا عن هذه الظروف، ومع ذلك وجدنا أن في كل مرحلة تطرح حلول معينة ومحاولات معينة، لكن يجري تفشيلها ولا يستفيد لبنان من فرصة الاستقلال السياسي والأمني الموجود فيه”.
وقال: “بكل صراحة، نحن نحمل جماعة 14 آذار مسؤولية تعطيل الدولة ومنع الحلول في لبنان، بدءا برئاسة الجمهورية ومرورا بمجلس النواب، ثم بمجلس الوزراء. أما رئاسة الجمهورية فواضح أنه إذا اردنا أن نختار رئيسا له قدرة تمثيلية فلا بد أن يكون الرئيس قويا، وهذا الرئيس القوي حاضر لعقد اتفاقات والقيام بالتزامات مع مكونات الشعب اللبناني الأساسية، وخصوصا مع موقع رئاسة الحكومة من أجل أن يكون هناك تماه بين الرئاسات الثلاث في بناء البلد بشكل صحيح، ومع ذلك هم لا يريدون ذلك، بل يريدون رئيسا يختارونه على شاكلتهم، فلا يستطيع أن يشكل إضافة، بل يسيء إلى لبنان”.
وسأل: “ما الذي جعل مجلس النواب يتوقف عن الاجتماع، مرة تحت عنوان أنه لا يستطيع أن يشرع من دون وجود رئيس، فمن أين أتت هذه البدعة؟ فمجلس النواب هو ممثل للشعب اللبناني، وهناك قوانين وقضايا يحتاجها هذا الشعب، وعلى مجلس النواب أن يجتمع من أجل إقرارها. كل التشريعات يجب أن يقوم بها مجلس النواب، وليس تشريع الضرورة فقط إلى أن نتمكن من انتخاب رئيس. أما أن نربط الأمور مع بعضها من أجل أن نعطل المجلس النيابي فهذا أمر غير صحيح”.
وقال: “نحن اليوم على أبواب انهيار الحكومة اللبنانية، لأن كل التسويات التي اقترحت من أجل معالجة عدم اجتماع الحكومة اللبنانية رفضها فريق 14 آذار مرة مجتمعا، ومرة أخرى متفرقا بتوزيع الأدوار، فهل يبقى بلد بهذه الطريقة؟ عليكم أن تتجاوبوا مع التسويات التي شاركتم فيها من أجل أن تبقى الحكومة، ونفكر كيف نحيي مجلس النواب وكيف نحل مشكلة الرئاسة”.
أضاف: “برأينا، للحل في لبنان طريقان: إما أن يتفق الأطراف على معالجات جزئية تنقلنا من حال إلى حال أفضل، فنعالج مشكلة الحكومة لتبدأ بالاجتماعات، ثم نعالج مشكلة مجلس النواب ليعقد بعض الاجتماعات، ونناقش معا مسألة رئاسة الجمهورية لنصل إلى اتفاقات حول الموضوع، فنجزىء المشاكل، ونعالج ما نستطيع حتى نسير البلد، هذا طريق، والطريق الثاني تعالوا نعيد إنتاج السلطة من خلال انتخابات نيابية تغير كل الوجوه التي رأيناها ونراها، على أن يكون الانتخاب وفق قانون النسبية. وبهذه الطريقة، يختار الشعب الممثلين ويكون الاختيار صحيحا، لأن الناس سيختارون بملء إرادتهم لا بواسطة المال والسيطرة وزعماء الطوائف، ولا من خلال إلغاء أدوار كل الذين لا يملكون الأكثرية، وبهذا يأتي مجلس نيابي جديد، وتكون الدورة قائمة من أجل الانتخابات للاختيارات المختلفة”.
وختم الشيخ قاسم: “مشروعنا مشروع المقاومة، فهذا المشروع منطقي وناجح، وهو مبني على دعائم ثلاث: الاستقلال عن التبعية، والتحرير للأرض المحتلة، ومواجهة الإرهاب التكفيري. وفي المقابل، المشاريع المطروحة مشاريع تبعية واحتلال وتكريس الحضور التكفيري. ونحن نرى نجاحات حقيقية لهذا المشروع، وندعو إلى أن يلتحق المتخلفون بالركب قبل فوات الآوان”.