تجمهر آلاف المتطوعين من بغداد بمختلف الاعمار من بينهم كبار السن في الشوارع المؤدية لمطار المثنى لغرض التطوع في صفوف الجيش وتحرير محافظة نينوى من تنظيم “داعش” الارهابي وسط اجراءات امنية مشددة وفرض طوق امني ومنع سير المركبات في اماكن تجمعهم تحسبا لحدوث اي خروقات امنية.
ولم يثن المواطن مقداد علي الساكن في منطقة ابو غريب عمره البالغ 51 عاما من المجيء الى مكان التطوع والالتحاق مع الشباب في صفوف الاجهزة الامنية، متعهدا حسب قوله: بالتنازل على الراتب والمخصصات التي تمنح لمنتسبي الاجهزة الامنية.
وقال علي لـ”الصباح”: ان “ما حصل مؤخرا من سيطرة تنظيم “داعش” على محافظة نينوى واجزاء من محافظة صلاح الدين شيء يثير الغضب لدى الشارع العراقي ويدفع الغيارى الى محاربة هؤلاء الوحوش”.
واشار الى ان “ما يحدث مؤامرة على الجيش ووسيلة لتحطيم معنويات المقاتلين فيه”، مبينا ان تنظيم “داعش” لا تمتلك الامكانيات مقارنة بالجيش العراقي الذي صرف عليه ملايين الدولارات.
واضاف ان “وجودنا مع الشباب من شأنه ان يقوي عزيمتهم ويدفعهم الى مقاتلة (داعش) وعدم الانسحاب الى الوراء”، داعيا اصحاب القرار بالجيش العراقي حسب تعبيره، الى اختيار الاشخاص الذين يمتلكون الخبرة بالقتال مع تكثيف الدورات والتدريبات للشباب المتطوعين.
اما العسكري السابق مصطفي كاظم (44 عاما) من منطقة الشعلة ببغداد قال: انه “قضى نصف عمره في الجيش، ويرغب بالوقت الحاضر في العودة للقوات الامنية والدفاع عن المقدسات”.
واشار لـ”الصباح” الى ان “خطر التنظيمات الارهابية لا يقتصر على محافظتي نينوى وصلاح الدين وقضاء الفلوجة فحسب، وانما على كل محافظات البلاد بما فيها اقليم كردستان، لا بل يشكل خطرا ايضا على دول المنطقة”.
ودعا كاظم الحكومة الى السماح لكل المواطنين بالدفاع عن مدنهم ومقدساتهم بغض النظر عن العمر والامكانيات، مطالبا الاجهزة الامنية التابعة للاقليم بالوقوف مع الجيش العراقي وقتال التنظيمات الارهابية.
وبخصوص آليات واعداد التطوع، بين احد الضباط المشرفين على التطوع لـ”الصباح”، ان التطوع في صفوف الاجهزة الامنية وبالخصوص في بعض اصناف الجيش افتتح منذ مدة طويلة، وذلك لتعزيز مناطق وسط وجنوب البلاد بقطعات الجيش، خصوصا بعد المعارك التي تشهدها المناطق الساخنة التي تتطلب زيادة عدد المقاتلين.
ولفت الى ان اكثر من عشرة الاف مواطن من مختلف مناطق بغداد ابدوا استعدادهم للانضمام في صفوف الجيش.
ونوه بانه بعد الموافقة على تثبيتهم سيخوضون في دورات وتدريبات مكثفة تؤهلهم بان يكونوا من افراد الاجهزة الامنية.
وبخصوص قبول كبار السن في بعض صنوف الجيش، اوضح ان تعليمات التطوع وخصوصا بالجيش لا تسمح بتعيين كبار السن، الا ان الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد دفعت هؤلاء المواطنين الى رغبة الالتحاق بالقوات الامنية، مطالبا في الوقت نفسه وزارة الدفاع باستثناء شرط العمر من المتقدمين للتطوع، خاصة الذين يمتلكون الخبرة