الرئيسية / كلامكم نور / من وصايا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام

من وصايا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام

ومن حكمه صلى الله عليه وآله وكلامه) * في جمله خبر طويل ومسائل كثيرة سأله عنها راهب يعرف بشمعون بن لاوي ابن يهودا من حواري عيسى عليه السلام فأجابه عن جميع ما سأل عنه على كثرته فآمن به وصدقه،

وكتبنا منه موضع الحاجة إليه. ومنه قال: أخبرني عن العقل ما هو وكيف هو وما يتشعب منه وما لا يتشعب وصف لي طوائفه كلها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن العقل عقال من الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب فعن لم تعقل حارت، فالعقل عقال من الجهل، وإن الله خلق العقل فقال له: أقبل، فأقبل وقال له

 

: أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك ولا أطوع منك، بك أبدء وبك اعيد، لك الثواب وعليك العقاب (1)، فتشعب من العقل الحلم ومن الحلم العلم ومن العلم الرشد ومن الرشد العفاف ومن العفاف الصيانة ومن الصيانة الحياء ومن الحياء الرزانة ومن الرزانة المداومة على الخير ومن المداومة على الخير كراهية الشر ومن كراهية الشر
________________________________________
(1) يعنى بك خلقت الخلق وأبدأتهم وبك أعيدهم للجزاء، إذ لولا العقل لم يحسن التكليف ولولا التكليف لم يكن للخلق فائدة ولا للثواب والعقاب منفعة ولا فيهما حكمة – قاله المجلسي (ره) في البحار – وأقول: أن للانسان حقيقة موجودة فيه وبها يختار أحد الضدين من الفعل والترك بمعنى أنه إذا اختار فعلا وأقبل عليه يمكنه أن يختار تركه وأدبر عنه وبهذا فالانسان قادر بارادته واختياره أحد طرفي الفعل بخلاف غيره من ذوى الارواح فان اختيار أحد الطرفين غير موجود فيهم بارادتهم بل كان فطريا وجبليا فيهم، لا يتغير ولا يتبدل كالملائكة في أفعالهم، وعلى هذا فالاقبال والادبار مختص بالانسان لحقيقة موجودة فيه وهى العقل إذ له الاقبال على الشئ وله الادبار عنه ولذلك ترتب عليه التكليف والثواب والعقاب والمواخذة والاعادة في المعاد، وقد اشتق لفظ العقل من العقال وهو الحبل الذى يشد به البعير ليمسكه

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...