في محافظة البصرة الفيحاء — الرباط الصغير عام1965م كانت ولادته وسط أسرة مؤمنة، يرجع نسبها إلى الدوحة المحمدية، وهي من الأُسر العريقة، سعدت الأسرة بسعيد واعتنت بتربيته فنشأ مؤمنا، وكان والده يصطحبه إلى المسجد والى المجالس التي تذكر فيها فضائل أهل البيتعليهمالسلام.
دخل المدرسة الابتدائية في محلته الرباط الصغير في العشّار، وبعد إكمالها دخل المتوسطة…
كان طالبا مجدا في دراسته، خلوقا مؤدبا في تعامله مع زملائه وأساتذته فأحبه الجميع.
في صبيحة أحد الأيام وفي إطار حملة التهجير القسري عام1980م، داهمت قوات أمن النظام البعثي المجرم بيت السيد درويش بحجة التبعية الإيرانية واعتقلت جميع أفراد أسرته، بما فيهم سعيد الذي كان طالبا في الصف الثالث المتوسط. سيقوا الى سجن تسفيرات البصرة ثم نقلوا إلى بغداد، ومن هناك وسط أجواء من الرعب ألقي بهم على الحدود الإيرانية؛ أنزلوا من السيارات المكشوفة بالركلات وسط إطلاق نار البعثيين المجرمين ونباحهم بالكلمات النابية والبذيئة التي لايتفوه بها إلا من تربى في مدرسة صدام وحزبه. قام النظام بإلقاء الأسر في أرض وعرة، بعد أن سلبوهم كل ما يملكون، فاتجهت تلك الأسر المنكوبة ليلا وبعد مسيرٍ مضنٍ استمر إلى منتصف نهار اليوم التالي وصلوا إيران فاستقبلتهم قوات الحرس الثوري وقدّمت لهم الماء والطعام ثم نقلوا إلى المدن واستقرت أسرة السيد درويش في طهران.
شن صدام المجرم حربه على الجمهورية الإسلامية والتي كانت الحلقة الأخطر من حلقات التآمر على الإسلام والدولة الإسلامية، وقد تنبّه سعيد مبكرا لعظم ذلك الخطر فكان يتحين الفرص للالتحاق بالمجاهدين من أجل دفع كيد أعداء الإسلام حتى حقق الله له ذلك في3/9/1983م، وكان ذلك التاريخ منعطفا مهما في حياته حيث التحق بالمجاهدين وقد كنّي بأبي شيماء، وبعد أن أنهى دورة عسكرية تدرب فيها على أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كانت له مشاركات في مواقع مختلفة من سوح الجهاد والصراع ضد النظام القمعي في بغداد، وكان هدف أبوشيماء من ذلك كما ذكر في جواب عن سؤال ورد في استمارة التطوع هو إسقاط النظام الصدامي المجرم.
دخل مع قوات بدر إلى هور الحويزة واشترك معها في عدة واجبات ضمن فوج الشهيد الصدر وكان أحد مخابري ذلك الفوج. اشترك في عمليات عاشوراء التي نفذها المجاهدون على بحيرة أم النعاج والمناطق المحيطة بها شمال غرب هور الحويزة بتاريخ23/10/1985م، واشترك في معركة كربلاء الثانية التي نفّذها المجاهدون في شمال العراق في منطقة حاج عمران بتاريخ1/9/1986م، وأبلى فيها بلاء حسنا وجرح في ظهره أثر سقوط قذيفة بالقرب منه.
بتاريخ20/1/1987م، وعند اشتراڪه في إحدى العمليات الجهادية على مشارف مدينته البصرة جرح أبوشيماء جرحا بليغا، إثر إصابته بعدة شظايا ورصاصة في بطنه ويده اليسرى، نقل على أثرها إلى المستشفى فبقي عدة أشهر بعيدا عن سوح الجهاد، وعندما مثُل للشفاء عاد لحمل سلاحه مرة أخرى، وهو الذي آل على نفسه المضي في هذا الطريق حتى النصر أو الشهادة.
اختير أبوشيماء بتاريخ6/8/1987م، مسؤولا لوحدة مخابرة لواء الإمام الخميني، التي كُلّفت بواجب في منطقة قرهداغ التابعة لمحافظة السليمانية، واستمر مع تلك القوات مشاركا في العديد من الواجبات، وكان آخرها الهجوم على معسكر سنگاو الذي كان مقرا لعملاء صدام ومجرميه، الذين أذاقوا أبناء كردستان الويل وعاثوا في أرضها فسادا، وأثناء الصولة سقط أبوشيماء شهيدا مضرجا بدمه على تلك الرُبى بعد أن أصيب بشظايا وإطلاقات نارية بأماڪن مختلفة من جسمه بتاريخ24/4/1988م. فكان حقا من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
سلام عليك ياأبا شيماء مجاهدا لايعرف الكلل والملل
وسلام عليك تحمل في جسمك آثار الجراحات
وسلام عليك يوم سقطت شهيدا على أرض كردستان
وسلام عليك يوم تبعث حيا