انخفضت عائدات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، من بيع النفط الخام العراقي والسوري المسروق، إلى النصف، ووصلت إلى 1.5 مليون دولار يومياً، بعد الضربات الروسية التي جاءت لإنقاذ البلدين من أنين الحرب الإرهابية، التي استنزفت أرباح وصلت إلى مائة مليار دولار من العراق وحده، خلال عام 2015.
وحول تكلفة وخسائر الحرب التي يخوضها العراق، للقضاء على الإرهاب المتمثل في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، كان هذا الحوار مع رئيس وكالة “دنانير” الاقتصادية الأولى في العراق، عبد الرحمن إبراهيم.
سبوتنيك: ما هو حجم الخسائر المالية التي ألحقها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بالعراق، خلال عام 2015؟
إبراهيم: تُقدر خسارة العراق منذ استيلاء تنظيم “داعش” على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد، منتصف عام 2014 حتى نهاية 2015، ما بين 80 إلى 100 مليار دولار.
وحسب المعطيات وتصريحات المسئولين في الحكومة العراقية، تعرض العراق إلى خسارة كبيرة نتيجة احتلال أراضيه من قبل “داعش”، أدت إلى انخفاض نسبة الناتج الإجمالي بحدود 15%، أي ما يقدر بـ 30 مليار دولار، إضافة الى استحواذ “داعش” على حزام الحنطة في عام 2015، وتقدر الأمم المتحدة بأن الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، تنتج نحو 40 بالمئة من المحصول السنوي للعراق، من القمح.
تنظيم “داعش” تسبب بتوقف الصادرات النفطية، عبر المنفذ الشمالي، بمعدلات يومية تصل خسارتها إلى 300-400 ألف برميل يومياً، منذ عامين.
وبالنسبة لسيطرة تنظيم “داعش” على بعض مناطق النفط ومصافي التكرير، فلقد وفر له ذلك مبلغاً لا يقل عن ثلاثة ملايين دولار يومياً، نتيجة تهريب بين 60 إلى 100 ألف برميل يومياً.
سبوتنيك: بماذا تقدر تكلفة الحرب العراقية على “داعش”؟
إبراهيم: إن تكلفة وحجم الخسائر التي تخلفها العمليات العسكرية تقدر بأكثر من 500 مليون دولار شهرياً، ويقدر حجم الخسائر التي لحقت بالجيش العراقي، خلال سقوط الموصل بيد تنظيم “داعش”، بـ 500 مليون دولار.
ويصل سعر الصاروخ الواحد، المستخدم في ضربات طيران الجيش العراقي والقوة الجوية، إلى 80 ألف دولار، لقصف أهداف منتخبة تابعة لتنظيم “داعش” في مناطق هيمنه داخل العراق.
وبحسب تقارير قدمتها وزارة الصناعة إلى اللجنة الاقتصادية في البرلمان العراقي، فإن تكلفة استيراد العتاد للأسلحة الخفيفة والمتوسطة تصل الى 600 مليون دولار، كل ستة أشهر، وتقدر تكلفة استيراد الرصاصة الواحدة لبندقية “الكلاشنكوف” بـ 27 سنتاً.
إن الحرب على “داعش” كَلفت الموازنة العراقية السابقة في العام 2014، وهي التي لم يستطع البرلمان السابق تمريرها، تكاليف مباشرة تجاوزت الـ 100 مليار دولار.
سبوتنيك: ما هو حجم الأموال المطلوبة لإعادة بناء ما دمره تنظيم “داعش” في المحافظات المحررة؟
إبراهيم: وفق وزارة التخطيط، فإن العراق يحتاج إلى 25 مليار دولار لإعمار المناطق المحررة في محافظات، (الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك، نينوى)… عملية التنمية توقفت في العراق، بنسبة 100%، بسبب سيطرة “داعش” على الموصل.
سبوتنيك: ما بعد الضربات الروسية على خطوط نقل “داعش” للنفط، كيف انخفضت أرباح التنظيم من النفط العراقي، وكيف أثر ذلك على كميات النفط العراقي الذي يبيعه؟
إبراهيم: عائدات تنظيم “داعش” من تهريب النفط العراقي والسوري، كانت تصل إلى 3 ملايين دولار يومياً، قبل بدء العملية العسكرية الروسية في الجارة سوريا، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى 1.5 مليون دولار.