في تحليل على قرب انهيار النظام الملكي الحاكم في السعودية، أورد موقع “ديفنس وان” التحليلي الإخباري تقريراً موجز فيما يلي أهم ما ورد فيه من مواضيع:
کانت السعودية على مدى نصف قرن، محور السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وکانت من خلال ضمان إمدادات النفط، تستطيع الحصول علی ضمان أمنها من أمريكا. في المقابل، واشنطن وعبر تجاهل الإجراءات التعسفية وتصدير التطرف الوهابي من قبل حكام السعودية، تعتبر بعناد غير مسبوق هذا الحليف “معتدلاً”.
في الواقع، السعودية ليست دولةً على الإطلاق. ويمكن وصف السعودية بطريقتين: الأولی أن هذا البلد شركة سياسية تتمتع بنموذج تجاري ذكي ولكن غير مستدام في نهاية المطاف؛ والثانية أن السعودية فاسدةٌ في أداءها إلی درجة تشبه منظمةً إجراميةً متكاملةً. وفي کلا الوصفين، لا يمكن للسعودية أن تبقی على قيد الحياة. وکان يجب علی صناع القرار في أمريكا ان يبدأوا منذ فترة طويلة للتخطيط وإعداد النفس، من أجل انهيار النظام الملكي السعودي.
وكانت أمريكا لفترة طويلة تعوّل علی الأسرة الحاكمة في السعودية، بوصفها مبالغ نقدية لا نهاية لها يمکن من خلالها أن تشتري الولاء. ومن منظور آخر، يمكن أن نشبه النخبة الحاكمة في السعودية بشركة إجرامية متطورة، وذلك عندما يكون الناس في بلدان أخرى يطرحون مطالبهم لمساءلة الحكومة. في السعودية وعلى الرغم من تداخل النخبة السياسية والتجارية في شبكة حصرية، يمكن ملاحظة أن كميات كبيرة من مال هذا البلد، تستخدم للإنفاق على الاستثمارات الشخصية والتبذير في الدول الأجنبية، وفي نفس الوقت وظائف الدولة مطيعةٌ لتلبية مثل هذه الأهداف.
من ناحية أخرى، في السعودية مثل الدول الخليجية الأخرى، هناك مسألة العمال الأجانب، والمسؤولون السعوديون تماماً مثل المسؤولين في هذه الدول، يبدو أنهم يعتقدون أنه بإمکانهم الاستفادة إلى الأبد من فيض العمال الأجانب، الذين يقبلون العمل في جميع الظروف بامتنان. ولكن المشكلة هي أن الوضع في هذه البلدان أصبح بحيث أن عدد العمال فيها قد زاد علی عدد مواطنيها، وربما هؤلاء العمال سيبدأون قريباً بالمطالبة بحقوقهم.
الرياض ولعقود من الزمن، وعبر تصدير معارضين مثل “أسامة بن لادن” وإثارة التطرف في العالم الإسلامي، تسعی لتخفيف الضغط عن نفسها. ولكن من الواضح الآن أن هذه الإستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية. ونحن لاحظنا أن انتقادات “بن لادن” من الفساد في السعودية، استند إليها العديد من الآخرين، وتجلت لدی كثير من العرب.
کما أن الملك الحالي “سلمان بن عبدالعزيز” البالغ من العمر 80 عاماً، قد فشل في إظهار مهارة الملك السابق “عبد الله بن عبدالعزيز” في الحكم. فهو في هذه الفترة، لجأ إلی بعض الأدوات المألوفة في جعبة المستبدين والطغاة، بما في ذلك إعدام المعارضين، شنّ الحروب الخارجية وإثارة الانقسامات الطائفية لتشويه مطالب الأقلية الشيعية، وتأجيج النزعة القومية. وكل من هذه الأدوات يحوي مخاطر شديدة. ولكن عدة سيناريوهات يمکن أن تحدث إذا استمر عهد الملك سلمان وحدثت الثغرات في هذه المملكة.
أحد السيناريوهات هو صراع الأجنحة داخل العائلة المالكة، ورفع سعر الولاء في هذا الصراع، لدرجة أن لا أحد يستطيع دفع هذا السعر.
السيناريو الآخر هو حرب خارجية؛ حيث نرى أن السعودية تخوض حالياً حرباً بالوكالة في اليمن وسوريا، وتصعيد الحرب سهلٌ جداً. وعلی صناع القرار في أمريكا وبعد التأكيد على الحلول الإقليمية للقضايا الإقليمية، أن يضعوا هذا الخطر في الاعتبار.
والسيناريو الثالث هو الثورة والثورة يمکن أن تقع في السعودية إما في شكل انتفاضة غير عنيفة أو في شكل تمرد جهادي، ونظراً للتغيرات التي حدثت في السنوات الأخيرة في المنطقة، فإن نتيجة ذلك يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير.