الرئيسية / بحوث اسلامية / الإعتقاد بالمهدي :كونه واحداً من الأسس التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية

الإعتقاد بالمهدي :كونه واحداً من الأسس التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية

الحلقة23/والجواب :
كما أن الحياة مستحيلة دون حرارة الشمس ونورها . . .
ودون الهواء وليس ذلك شركاً لأن الله تعالى خلق الشمس والهواء وسخرهما لذلك . . كذلك تستحيل الحياة بدون وجود مصدر للحرارة المعنوية الروحية ونور الإيمان وأريج النبوة . . .
والحجة الإلهية هي مصدر ذلك ولا شرك في هذا على الإطلاق لأن الوصي الحجة خلقه الله تعالى وهو عبده الذي أمره بالقيام بهذه المهمة .
أما كيف ينتفع الناس بوجود حجة الله رغم غيابه فهو ما بينه لنا المهدي عليه السلام حين قال :
« وأما انتفاع الناس بي في غيبتي فكالشمس غيبها عن الأنظار السحاب » .
وهو يدل على أن للإمام مهاماً يقوم بها ليس هنا مجال الحديث عنها . . . إلا أن من المفيد أن نتذكر المهام التي قام بها العبد الصالح « الخضر » حين كان معه نبي الله موسى ( عليهما السلام ) كما نجد ذلك في سورة الكهف في الآيات 60 – 82 .
آداب الغيبة
* معرفة الإمام . . .
* معرفة علامات الظهور . . .
* البيعة . . .
* الانتظار . . .
أ – التقوى
ب – المرابطة
ج – العزم على الجهادين يديه
* الشوق والحنين إليه . . .
* الدعاء . . .
* الزيارة . . .
* طلب التشرف بلقائه . . .
* القيام عند ذكر « القائم » .
* إحياء أمره بين الناس . . .
* التبرؤ من أعدائه . . .
* الاستغاثة به . . .
المراد بآداب الغيبة « الأعمال التي ينبغي القيام بها في عصر غيبة الإمام المهدي عليه السلام من صلاة ودعاء وزيارة وما شابه » . إن اعتقادنا بأن عليه السلام إمامنا الفعلي الحي يفرض علينا آداباً تجاهه . .
ومحور هذه الآداب هو الصلة المستمرة بالإمام عليه السلام كما لو أننا نراه ونتشرف بلقائه . . .
إن هذا الاتصال القلبي منشأ كل خير ومفتاح كل بركة . . . وقد يكون سبباً للتشرف بلقائه حقيقة . . . كما تثبت ذلك قصص اللقاء الكثيرة جداً والمروية بأسانيد صحيحة . . . بل وعالية . . . لا يمكن التشكيك بها على الإطلاق . . .
وكل ما يقال عن عدم إمكان ذلك فسببه عدم الاطلاع على آراء كبار علمائنا الأبرار في مختلف العصور .
ومن الواضح أن العلاقة الباهتة بالإمام عليه السلام
تتساوى نتيجتها في كثير من الأحيان مع إنكار وجوده والعياذ بالله . . .
وينبغي أن يسجل هنا بأسف بالغ أن حاجتنا ماسة جداً إلى علاقة صحيحة وحيوية بحجة الله على العالمين عجل الله تعالى فرجه . . . أرأيت لو أن شخصاً كان في زمن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا يتشوق إلى لقائه ولا يفكر به . . . ولا يشعر بأي علاقة قلبية به . . . فهل كان يعتبر صادق الإيمان . . . أو ليس من واجب المسلم أن يحب رسول الله أكثر مما يحب نفسه وأولاده . . .
ثم أليس من واجب المسلم أن يحب أهل البيت عليهم السلام كذلك عملاً بواجب المودة في القربى وغيره . . .
والإمام المنتظر امتداد رسول الله والمصداق الأوضح للالتزام بواجب المودة في القربى في عصر الغيبة الكبرى وكيف يمكن أن يكون أحدنا دقيقاً في رعاية واجب حب المصطفى وأهل بيته إن لم يعمر قلبه الحنين إلى الإمام المنتظر على غرار ما نجد في سيرة علمائنا رضوان الله عليهم . . .
وسنرى أن آداب الغيبة تتكفل بتأمين هذا البعد العقيدي الهام
1 – معرفة الامام . . .
« من عرف إمامه ثم مات قبل أن يرى هذا الأمر ( . . . )
كان له من الأجر كمن كان مع القائم في فسطاطه » .
رواه الشيخ الطوسي في « الغيبة / 277 »
هل نعرف إمامنا وحجة الله علينا ؟
وهل تكفي المعرفة الإجمالية الباهتة ؟
حقاً . . . لماذا نجد أكثر أوساطنا لا تعيش حقيقة وجوده المبارك بل لا يكاد يذكر اسمه إلا في منتصف شعبان وعند تعداد أسماء الأئمة المعصومين . . . عليهم السلام .
وحتى من يتصور منا أنه يعرفه . . . سيجد عندما يرجع إلى الروايات والتفاصيل التي ذكرها العلماء أنه لا يعرف عنه سلام الله عليه ما يكفي . . . ولقد حققت ثورة الإسلام المظفرة في إيران تقدماً جيداً في مجال ربط الأمة بالإمام المنتظر . . . إلا أننا رغم ذلك ما زلنا بحاجة ماسة إلى معرفته ونقل الإحساس بوجوده المبارك من مرحلة التصور
إلى التصديق الجازم الحار الذي لا ينفك عن العمل . . .
وتحتل معرفة الإمام مرتبة هامة من وجهة نظر الإسلام تدل على ذلك أحاديث كثيرة منها :
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ( 1 ) وقد ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أن ندعو في عصر الغيبة بدعاء جاء فيه :
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ( 2 ) .
والميتة الجاهلية الواردة في الحديث الأول سببها الضلال عن الدين الوارد في الحديث الثاني . . .
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في قوله تعالى : « يوم ندعو كل أناس بإمامهم » يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم ( 3 ) .
* بعض ما تنبغي معرفته عنه عليه السلام :
أولاً : النص على إمامته من جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والروايات في ذلك كثيرة جداً . . . وقد أكدت مضامينها النصوص الكثيرة أيضاً الواردة عن آبائه عليهم السلام .
ثانياً : حل إشكالية طول العمر حتى لا تكون عائقاً يحول دون الإعتقاد الجازم بوجوده سلام الله عليه .
ثالثاُ : علامات الظهور .
رابعاً : واجب المسلمين تجاهه في عصر غيبته . . .
إلى غير ذلك مما يتفرع على ما تقدم أو يرتبط به . . .
ومن جملة الأدعية التي ورد الأمر بالمواظبة عليها في زمن الغيبة ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال لأحد أعظم أصحابه : يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان – زمان الغيبة – فأدم هذا الدعاء :
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك . . .
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك . . .
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ( 4 ) .
وقد وردت أدعية أخرى تشكل هذه الفقرات بدايتها تجد بعضها تحت عنوان الدعاء فراجع . . .
2 – معرفة علامات الظهور . . .
رغم أن « معرفة الإمام » قد تشمل « معرفة علامات الظهور » . . . إلا أن من المهم أن تفرد علامات الظهور بالذكر . . . نظراً للأهمية المترتبة عليها . . .
ومن الواضح ما لمعرفة علامات الظهور من أثر كبير في مجالين :
1 – تحصين الأمة ممن يدعون المهدوية .
2 – الانضمام إلى جنوده عليه السلام لمن وُفَّق لإدراك عصر الظهور .
ويمكن الاستنتاج من مختلف الروايات ومن طبيعة منطق الأحداث الكبرى أن عصر الظهور سيكون صاخباً جداً وحافلاً بالرايات الكثيرة المتضاربة . . . مما يكسب المعرفة بالعلامات أهمية مميزة . . .
وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لأحد الرواة :
اعرف العلامة فإذا عرفتها لم يضرك تقدم هذا الأمر أو
تأخر » ( 1 ) .
ويرى بعض العلماء وجوب معرفة علامات الظهور قال في ذلك :
والدليل في ذلك العقل والنقل .
أما الأول فلأنك قد عرفت وجوب معرفته سلام الله عليه بشخصه ، ومعرفة العلائم المحتومة التي تقع مقارنة لظهوره وقريباً منه مقدمة لمعرفته ( 2 ) . . .
ولا مجال للحديث هنا عن علامات الظهور وتفاصيلها الكثيرة الوافية . . . ولا بد أن يرجع في ذلك إلى المصادر التي تتحدث عن علامات الظهور . . .
كل ما أنا بصدده هنا هو الإلفات إلى استحباب معرفة هذه العلامات أو وجوبها . . . لنهتم بالاطلاع عليها . . .
وأكتفي بحديث عن العلامات الخمس الحتمية :
عن الإمام الصادق عليه السلام :
خمس قبل قيام القائم عليه السلام : اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء ،
وقتل النفس الزكية ( 3 ) .
والمراد بالمنادي الخ كما في بعض الروايات أن منادياً من السماء يعلن أن الإمام المهدي عليه السلام هو الإمام أو ينادي بما يوضح ذلك ويرتبط به .