الصحيفة السادسة
في أئمة علم القرآن من الشيعة
منهم عبد اللّه بن عباس، وهو أول من أملا في تفسير القرآن من الشيعة وقد نص كل علمائنا على تشيعه وترجمه ترجمة حسنة السيد في كتابه «الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة» وذكرت في الأصل ما به الكفاية من ذلك، مات سنة 67 هـ في الطائف، ولما حضرته الوفاة قال: اللهم إني أتقرب إليك بولائي لعلي بن أبي طالب عليه السلام.
ومنهم جابر بن عبد اللّه الأنصاري الصحابي، وهو في الطبقة الأولى من طبقات المفسرين لأبي الخير، وقال الفضل بن شاذان النيسابوري صاحب الرضا: جابر بن عبد اللّه الانصاري رضي اللّه عنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقال ابن عقدة عند ذكره منقطع إلى أهل البيت، وقد ذكرت في الأصل زيادة، مات بالمدينة بعد السبعين من الهجرة، وعمره أربعاً وتسعين.
ومنهم أبيّ بن كعب سيد القراء عدّوه في الطبقة الأولى في المفسرين من الصحابة، وهو كما عرفت من الشيعة، وترجمته في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، وفي الأصل مفصلة وبعد هؤلاء التابعون.
ومنهم سعيد بن جبير أعلم التابعين بالتفسير – بشهادة قتادة له بذلك –
[ 36 ]
كما في «الإتقان» وقدم تقدم ذكره وتشيعه، ومنهم يحيى بن يعمر التابعي، أحد أعلام الشيعة في علم القرآن، قال ابن خلكان: هو أحد قراء البصرة، وعنه أخذ عبد اللّه بن اسحاق القراءة، وكان عالماً بالقرآن الكريم، والنحو ولغات العرب، وأخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي، وكان شيعياً من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت، من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم، أنتهى. وقد ذكرت بعض أحواله في الأصل في أئمة علم النحو.
ومنهم أبو صالح، مشهور بكنيته تلميذ ابن عباس في التفسير، اسمه ميزان بصري، تابعي شيعي، نص على تشيعه وثقته الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، في كتاب «الكافئة في إبطال توبةالخائطة» بعد حديث عنه عن ابن عباس، مات أبو صالح بعد المائة.
ومنهم طاوس بن كيسان أبو عبد اللّه اليماني، أخذ التفسير عن ابن عباس وعده الشيخ أحمد بن تيمية من أعلم الناس بالتفسير، كما في «الإتقان» ونص ابن قتيبة في كتاب «المعارف» على تشيعه، قال في صفحة 206 من المطبوع بمصر: الشيعة: الحرث الأعور، وصعصعة بن صوحان، والأصبغ بن نباتة وعطية العوفي، وطاووس، والأعمش، انتهى. توفىطاووس بمكة سنة ست ومائة هـ وكان منقطعاً إلى علي بن الحسين السجاد عليه السلام.
ومنهم الأعمش الكوفي سليمان بن مهران أبو محمد الأسدي، وقد تقدم نص ابن قتيبة على تشيعه، وكذلك الشهرستاني في «الملل والنحل» وغيرهما ومن علمائنا الشيخ الشهيد الثاني زين الدين في «حاشيته الخلاصة» والمحقق البهبهاني في «التعليقة» والميرزا محمد باقر الداماد في «الرواشح» وقد أخرجت لفظهم في الأصل، وزدت عليه نصوصاً أخر، مات سنة 148 هـ عن ثمان وثمانين سنة.
[ 37 ]
ومنهم سعيد بن المسيب أخذ عن أمير المؤمنين وابن عباس، وكان قد رباه أمير المؤمنين عليه السلام، وصحبه ولم يفارقه وشهد معه حروبه ونص الإمام الصادق، والإمام الرضا على تشيعه، كما في الجزء الثالث من كتاب «قرب الإسناد» للحميري كان إمام القراء بالمدينة وعن أبن المدايني أنه قال لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين.
ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي، شيخ قراءة عاصم، قال ابن قتيبه: كان من أصحاب علي عليه السلام وكان مقرئاً، ويحمل عنه الفقه، قلت: وقرأ أبو عبد الرحمن على أمير المؤمنين عليه السلام، كما في «مجمع البيان» للطبرسي وعده البرقي في كتاب الرجال في خواص علي من مضر، مات بعد السبعين.
ومنهم السدي الكبير صاحب «التفسير» المتقدم ذكره في الصحيفة الأولى.
ومنهم محمد بن السائب بن بشر الكلبي صاحب «التفسير الكبير» المتقدم ذكره في الصحيفة الأولى.
ومنهم حمران بن أعين، أخو زرارة بن أعين الكوفي، مولى آل شيبان من أئمة القرآن، أخذ عن الإمام زين العابدين والباقر، ومات بعد المائة.
ومنهم أبان بن تغلب المتقدم ذكره كان المقدم في كل فن من العلم، أخذ القراءة عن الأعمش، وهو من أصحاب الإمام السجاد علي بن الحسين والباقر عليهما السلام، مات سنة 141 هـ.
ومنهم عاصم بن بهدله، أحد السبعة، قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي القارئ على علي أمير المؤمنين عليه السلام، ولذا كانت قراءة عاصم أحب
[ 38 ]
القراءات إلى علمائنا، ونص على تشيعه الشيخ الجليل عبد الجليل الرازي المتوفى سنة 556 هـ ست وخمسين وخمسمائة في كتابه «نقض الفضائح» وأنه كان مقتدى الشيعة، مات عاصم سنة ثمان وعشرين بعد المائة بالكوفة، وقيل بالسماوة وهو يريد الشام ودفن بها، وكان لا يبصر كالأعمش ونص على تشيعه القاضي نور اللّه المرعشي في كتابه «مجالس المؤمنين» وهو في طبقات الشيعة وبعد هؤلاء أتباع التابعين.
منهم أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار، شيخ الشيعة بالكوفة قال أبو الفرج محمد بن إسحاق، بن أبي يعقوب النديم في «الفهرست» كتاب تفسير أبي حمزة الثمالي، وكان من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام، من النجباء الثقات، وصحب أبا جعفر، انتهى. ومات أبو حمزة سنة مائة وخمسين هـ.
ومنهم أبو الجارود زياد بن المنذر، روى كتاب الإمام الباقر في تفسير القرآن، قبل أن يتزيد، رواه عنه أبو بصير الأسدي كما تقدم، مات أبو الجارود بعد المائة والخمسين من الهجرة.
ومنهم يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي، كان مقدماً في الفقه والتفسير وله فيه مصنف معروف، ذكره النجاشي، أوصل إسناده إلى رواية التفسير مات في حياة أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام المتوفى سنة 148 هـ.
ومنهم البطايني علي بنسالم، المعروف بابن أبي حمزة أبو الحسن الكوفي مولى الأنصار، له كتاب «تفسير القرآن» يروي فيه عن أبي عبد اللّه الصادق، وأبي الحسن موسى الكاظم، وأبي بصير المتقدم ذكره.
ومنهم الحصين بن مخارق أبو جنادة السلولي، قال ابن النديم: كان من
[ 39 ]
الشيعة المتقدمين، وله من الكتب كتاب «التفسير» كتاب «جامع العلوم» انتهى. وذكر له النجاشي أيضاً كتاب «التفسير والقراءات» وكتاباً كبيراً.
ومنهم الكسائي أحد السبعة، اجتمع فيه أمور، كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب والقرآن، وهو من أولاد الفرس من سواد العراق، وقد ذكرت نسبه في الأصل، ومن نص على تشيعه، مات بالري، أو بطوس، وهو في صحبة الرشيد سنة 189 هـ وقيل سنة 183 هـ وقيل 185 هـ وقيل 193 هـ، والأول هو الأصح، وعاش سبعين سنة
وبعد هؤلاء طبقة أخرى.
منهم ابن سعدان الضرير أبو جعفر محمد بن سعدان بن المبارك الكوفي النحوي، إمام كامل، مؤلف «الجامع» و«المشجر» وغيرهما، له أختيار في القراءة موافق للمشهور، ثقة، عدل، صنف في العربية والقراءات، وقد تقدم أن ابن النديم في «الفهرست» ذكره في قراء الشيعة، وأنه بغدادي المولد، كوفي المذهب، وأنه توفي سنة 231 هـ يوم عرفة، وذكره ياقوت والسيوطي مفصلا في «المعجم» و «الطبقات» وذكر ياقوت أنه ولد سنة 161 هـ ومات يوم الأضحى سنة 231 هـ، وله ولد هو إبراهيم، قال ياقوت: كتب وصحح ونظر وحقق وروى وصنف كتباً حسنة، منها كتاب «حروف القرآن» ومنهم جماعة صنفوا «تفسير القرآن» كانوا في أصحاب الإمام الكاظم والرضا عليهما السلام.
ومنهم وهيب بن حفص أبو علي الحريري، من بني أسد، ويونس بن
[ 40 ]
عبد الرحمن أبو محمد، شيخ الشيعة في وقته، والحسين بن سعيد بن حماد بن مهران، مولى علي بن الحسين أبو محمد الأهوازي، وقد ذكرنا تراجمهم في الأصل، ومنهم أيضاً عبد اللّه بن الصلت أبوطالب التيمي، من تيم الات ابن ثعلبة، كان أحد أئمة علم التفسير، وله كتاب «تفسير القرآن» روى عن الرضا، وأحمد بن صبيح أبو عبد اللّه الأسدي الكوفي المفسر، وعلي ابن أسباط بن سالم، بياع الزطي أبو الحسن المقري الكوفي، وعلي بن مهزيار الأهوازي أحد أئمة العلم بالحديث والتفسير، وصنف فيهما.
وبعد هؤلاء طبقة أخرى، مثل البرقي محمد بن خالد البرقي، له كتاب «التنزيل» وكتاب «التفسير» لقي الإمام الكاظم الرضا، وهو من ثقات أصحابنا، وأخوه الحسن بن خالد البرقي، له كتب منها «تفسيره الكبير» مائة وعشرون مجلداً إملاء الإمام العسكري، كما في «معالم العلما» لابن شهر اشوب المازندراني رشيد الدين وبعد هؤلاء جماعة صنفوا التفسير في المائة الثالثة، منهم علي بن الحسن ابن فضال، وإبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعيد بن مسعود الثقفي الكوفي، المتوفى سنة 383 هـ وعلي بن ابراهيم بن هاشم القمي شيخ الشيعة في عصره، وتفسيره مطبوع. وعلي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، صنف كتاب «التفسير» ورواه عنه جماعات من أصحابنا، والشيخ ابن الوليد محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر، شيخ الشيخ ابن بابويه، مات سنة 343 هـ، الشيخ فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، له تفسير كبير معروف بيننا، كان في عصر الإمام الجواد بن الرضا وابن دول القمي المتوفى سنة 350 هـ، له كتب منها كتاب «التفسير» ذكره
[ 41 ]
النجاشي، وسلمة بن الخطاب أبو الفضل القمي صاحب «التفسير» عن أهل البيت، كان في عصر الرضا والجواد.
وبعد هؤلاء من المصنفين في التفسير: محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد اللّه الكاتب النعماني، ويعرف كتابه بتفسير النعماني، وهو الراوي لما أملاه أمير المؤمنين عليه السلام في أنواع علوم القرآن، نوع فيه القرآن إلى ستين نوعاً، ومثل لكل نوع مثالا يخصه، وعندنا منه نسخة، وهو الراوي للكافي عن الكليني. ومحمد بن العباس بن علي بن مروان، المعروف بابن الحجام، يكنى أبا عبد اللّه، له كتب منها: «تأويل ما نزل في النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم»، وكتاب «تأويل ما نزل في أهل البيت وما نزل في شيعتهم»، كتاب «تأويل ما نزل في أعدائهم»، وكتاب «التفسير الكبير»، وكتاب «الناسخ والمنسوخ» وكتاب «قراءة أمير المؤمنين»، وكتاب «قراءة أهل البيت» سمع منه أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، وله منه إجازة.
والذين صنفوا في أنواع علوم القرآن جماعة، منهم: محمد بن الحسن الشيبان شيخ الشيخ المفيد، صنف «نهج البيان عن كشف معاني القرآن»، ونوع علوم القرآن إلى ستين نوعاً صنفه باسم المستنصر الخليفة العباسي، وينقل عنه السيد المرتضى في كتاب المحكم والمتشابه.
والشيخ المفيد بن محمد بن النعمان المعروف في عصره بابن المعلم، كان شيخ الشيعة، صاحب كرسي، له كتب مذكورة في فهرست مصنفاته، منها: كتاب «البيان في أنواع علوم القرآن» مات في محرم سنة تسع وأربعمائة هـ ذكره الخطيب في «تاريخ بغداد».
[ 42 ]
ولمحمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليم أبي الفضل الصولي الجعفي الكوفي، المعروف بالصابوني، صاحب «الفاخر في اللغة» كتاب «تفسير معاني تفسير القرآن وتسمية أصناف كلامه المجيد» من شيوخ أصحابنا، سكن بمصر ومات فيها سنة ثلثمائة هـ.
مس منه «جمعية منتدى النشر» في النجف الأشرف «العراق».
[ 43 ]
الجنان في تفسير القرآن» في عشرين جزءاً، للشيخ الإمام القدوة أبي الفتوح الرازي الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري، مات بعد المائة الخامسة، جامع متأخر عن الشيخ الطوسي، وكتاب «مجمع البيان في علوم القرآن» في عشرة أجزاء، للشيخ أمين الدين أبي علي الفضل ابن الحسن بن الفضل الطبرسي، المتوفى سنة أربعين وخمسمائة، جامع لكل ذلك، لكنه صرح في أوله أنه عيال فيه على تبيان الشيخ الطوسي قدس سره.
وخلاصة التفاسير في عشرين مجلداً، للشيخ قطب الدين الراوندي، وهو مشحون بالحقائق والدقائق، من أحسن التفاسير المتأخرة، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.