انصار الله لا مفاوضات قبل وقف الحرب

رغم أجواء التفاؤل التي أشاعتها في اليومين الماضيين تصريحات دولية ويمنية حول السعي الجاد إلى تثبيت وقف شامل لإطلاق النار في العاشر من شهر نيسان الجاري ، وآخرها تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول وقف الحرب في اليمن ، قالت مصادر مطلعة في صنعاء إن حركة «أنصار الله» تعوّل بشكل أساسي على مشاوراتها المباشرة مع السعودية عبر اللقاءات المستمرة في المناطق الحدودية، بمعنى أنها تعلم أن الحوار مع من يملك قرار الحرب والسلم أكثر فعالية من الحوار مع حلفاء الرياض في الداخل .

و قد تسلّمت حرکة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبی العام» مسودة وقف إطلاق النار من المبعوث الاممی اسماعیل ولد الشیخ التی تضمنت نقاطاً حول وقف الحرب وأخرى حول المفاوضات .

وشملت النقاط آلیات وقف الحرب وضوابطها وتشکیل اللجان المیدانیة التی ستراقب وتثبت وقف الحرب، من دون أن تأتی على ذکر تشکیل حکومة وحدة وطنیة الذی أعلنه ولد الشیخ فی إحاطته الأخیرة لمجلس الأمن . و قال مصدر مطلع على المسار الدبلوماسی الممهد للتفاوض ، إن مسودة ولد الشیخ لم تتم الموافقة علیها ولا تزال موضع خلاف. وعلمت «الأخبار» من المصدر أن هناک تنسیقاً کاملاً بین «أنصار الله» و«المؤتمر» حول القبول بنقاط المسودة أو رفضها.

 
وسلّم الطرفان الى ولد الشیخ ملاحظات، مؤکدین أنه فی حال عدم استیعابها فإن الحوار لن یعقد . و تضمنت الملاحظات على المسودة الإشارة إلى بعض نقاط الخلاف ، وهی :
أولاً : تبنی المسودة رؤیة فریق الریاض وأفکاره، لا رؤیة الأمم المتحدة.

 
ثانیاً : حدیث المسودة عن أن حواراً یهدف إلى وقف إطلاق النار وإلى البحث فی بعض القضایا السیاسیة . و اعترضت «أنصار الله» و «المؤتمر» على أسبقیة الحوار على وقف إطلاق النار، الأمر الذی یخالف ما تم الاتفاق علیه سابقاً . ویقول المصدر إن الطرفین شدّدا على وجوب تثبیت وقف الحرب قبل أی حوار، وإنه لا فائدة من التفاوض ما لم تتوقف الحرب .

 
و تضمنت الملاحظات تأکیداً على استئناف العملیة السیاسیة بعد وقف إطلاق النار واستکمال ما کانت قد توصلت إلیه الأطراف قبل العدوان ، (فی الحوار الذی رعاه المبعوث السابق جمال بن عمر)، والتوافق على تشکیل مؤسسات الدولة والتوصل إلى حکومة وحدة وطنیة .

 
وشددت الملاحظات على مسألة توصیف الأطراف المتحاورة ، إذ یرى کلٌّ من «أنصار الله» و«المؤتمر» أن الحوار یجب أن یکون یمنیاً یمنیاً . و اعترض الطرفان أیضاً على ما ورد فی المسودة حول أن التفاوض سیکون على شکل «حکومة هادی» مقابل «أنصار الله» و«المؤتمر». وقال المصدر إن هذه الصیغة مرفوضة باعتبارها تکرر الإشکالیات السابقة نفسها، التی کانت السبب فی فشل الجولات السابقة. وقد أکد المتحدث الرسمی باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أمس، أنه لم تتم الموافقة النهائیة بعد على مسودة وقف إطلاق النار، مضیفاً أن الحرکة سلمت ملاحظاتها على تلک المسودة التی لا یزال النقاش علیها جاریاً.

 
من جهتها، أعلنت حکومة هادی «حرصها على تطبیق ما سیتم الاتفاق علیه من ترتیبات ضروریة لوقف إطلاق النار المقرر فی العاشر من نیسان» . و أعرب رئیس الحکومة المعیّن من قبل هادی أخیراً، أحمد بن دغر، عن أمله بأن تکون الهدنة فرصةً لعودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة التی تأثّرت بانقلاب میلیشیات الحوثی وصالح على الشرعیة والاستیلاء على الدولة ، وتهدید أمن الدول المجاورة»، مؤکداً أن الحکومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع أیة خروقات من شأنها التّأثیر سلباً على المحادثات المقبلة فی الکویت».

ودعا بن دغر المجتمع الدولی، خلال لقائه مبعوث المملکة المتحدة إلى الیمن، آلن دانکن، إلى «القیام بدور فعال لتنفیذ قرار مجلس الأمن الرقم 2216، وإلزام المیلیشیات بالانسحاب وتسلیم الأسلحة والکف الفوری عن التدخل فی عمل الهیئات والمؤسّسات الشرعیة، وإطلاق سراح المعتقلین ووقف العدوان على مدینة تعز وغیرها من المحافظات».

وکان وزیر الخارجیة الأمیرکی جون کیری قد دعا إیران إلى مساعدة المجموعة الدولیة فی وقف النزاعین فی سوریا والیمن. وخلال مؤتمر صحافی أثناء زیارته المنامة یوم أمس، سُئل کیری عن تقریر منظمة «هیومن رایتس ووتش» الذی أکد أن قنابل مصنوعة فی الولایات المتحدة استخدمت فی غارات جویة شنها «التحالف» على سوق مستبأ فی منطقة حجة شمال الیمن. واکتفى وزیر الخارجیة الأمیرکی بنفی امتلاکه معلومات قویة أو وثائق تتعلق بالأسلحة التی یمکن أن تکون قد استخدمت، مؤکداً أن واشنطن تبذل جهوداً لمحاولة التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار فی الیمن.