واضاف أن” دخول داعش للعراق تزامن مع زخم إعلامي كبير، وهذا المشروع كانت تقف خلفه اصابع اسرائيل
وسعودية ودول اقليمية اخرى؛موضحا: أن العراق بعد سقوط صدام عاش تجربة جديدة وعاش صراع طائفيا والتي تكبدت الشيعة من خلالها خسائر كبيرة، حيث أن الواجهة كانت طائفية لكن الايادي المحركة لهذا الصراع كان الاسرائيليون”.
واشار أن” اخواننا السنة في العراق يشعرون أنهم مستهدفون ونحن نؤكد أن هناك مخطط يستهدف اخواننا السنة ووجودهم في العراق، هذا الاحساس من قبل السنة سببه أمرين، الاول بعض السياسات الخاطئة التي نفذها بعض العناصر غير المنضبطين، وثانيا هو الاعلام الذي يكذب ويضخم الامور، كل هذا ساهم في دخول داعش وايجاد الارضية الخصبة والمناسبة لاستقباله من قبل بعض اهل السنة، ولو لا التفاعل الايجابي من قبل جزء من اخواننا السنة في العراق لما تمكن داعش من انجاز شيء على الارض؛ متابعا: أن داعش دخل الى العراق بوجود جيش منهار ومتفكك ولم يواجه اي مقاومة، وفي تلك الفترة الجيش العراقي مع كل الاسف كان منخورا من الداخل ولم يتمكن من الوقوف بوجه اعداء العراق”.
وبين أن ” المرجعية ببعد نظرها وتسديدها الالهي أطلقت الفتوى المقدسة، فمن خلال هذه الفتوى زج الشعب العراقي في المعركة بغطاء شرعي لمقاتلة داعش، وبدل أن يكون الجيش والشرطة في مواجهة الابغياء اصبح الشعب مع الجيش والشرطة في مواجهتهم؛ مضيفا: كثير من الطبقات الاجتماعية والخطوط الفكرية التي كانت بعيدة عن السياسة والجهاد والمقاومة وما كنا نتوقع تحرك هؤلاء للجهاد لكن الفتوى الدينية للمرجعية المقدسة جعلت الناس يلبون نداء الجهاد والناس أدركوا جيدا خطورة داعش وأهمية الحفاظ والدفاع عن مقدساتهم، لكن الخطورة وحدها لا تكفي فأتت الفتوى الدينية لتكون دافعا أساسيا لتحريك الشعب ضد الباطل “.
وأضاف أن” المرجعية الدينية في النجف وخصوصا السيد السيستاني حفظه الله لن يهملوا الامر، بل لازالت المرجعية على مواقفها ودعمها للحشد الشعبي والمجاهدين والقوات الامينة، يمكن القول أن موقع المرجعية هو العامل المهم والاساسي في دحر وايقاف داعش التي كانت تهدد بغداد وهي فعلا كانت قد وصلت الى مشارف بغداد، ونحن لن نتمكن من السيطرة على بغداد الى بعد عمليات الفلوجة التي تبعد عن بغداد 40 كلم فقط، وما تحقق من إنتصارات هو بفضل المرجعية، ومازال الناس يعملون ليل مع النهار ويقدمون المساعدات والخدمات لسبب وهو إن الفتوي لها منطلق ديني”.
وقال أنه” عندما دخلنا الى مشارف الفلوجة في اول ايام معركة الفلوجة شهدنا المواكب الخدمية والحسينية نصبوا السرادق لخدمة المجاهدين والقوات العسكرية، نؤكد أن الحشد الشعبي مازال بحاجة الى الدعم الشعبي، وإمكانات الحشد الشعبي غير مناسبة وغير كافية والناس لم يقصروا يوما ولم يتهاونوا عن دعم الحشد الشعبي وكثير من الناس باموالهم الشخصية اشتروا السلاح والعتاد ودرعوا الأليات وقدموها الى المقاتلين وكل هذا بسبب حب الناس لمرجعيتهم، المرجيعة اكدت عدة مرات إن معركتنا مع الارهاب وليست مع السنة بل السنة اخواننا وكما وصفهم السيد السيستاني حفظه الله “السنة انفسنا”، ووجود المرجعية حفظت العراق من الإنجرار وراء معركة طائفية بل المرجيعة فسرت الامور من منظار آخر وهو إن صراع العراق بسنته وشيعته هو مع الارهاب وداعش وهذه المنظمة عدوة لكل الشعب العراقي”.
وحول دور قنوات الفتنة كالجزيرة والعربية وفدك وبعض الاشخاص أمثال ياسر الحبيب في ايجاد الفتنة بين المسلمين أكد السيد الجابري أن” بعض الفضائيات مع كل الاسف ساهمت في تأجيج الصراع، قناة فدك والفضائيات المعادية للشيعة التابعة للوهابيين او العلمانيين امثال الشرقية والعربية والجزيرة التي لم تكن قنوات اسلامية لكنها تصر على تأجيج الصراع الطائفي وايجاد الفتنة، ولذلك يجب علينا اولا ضبط بعض الاشخاص الذين ينتمون الى الحشد الشعبي والحكومة والقيادات السياسية على عدم المساس بأهلنا من السنة، مع الاسف هناك بعض الاشخاص لا يفرقون بين السني والداعشي لكن نحن نعرف اخوان من السنة وقفوا معنا وحاربوا داعش وتضرروا كثيرا من داعش، هؤلاء الناس اعداء داعش ويجب معاملتهم افضل معاملة، لنأخذ تفجير الكرادة على سبيل المثال العمل الاجرامي الذي حصد مئات الارواح تبناه داعش اذاً يجب الفصل بين داعش والسنة “.
وأشاد رئيس مديرية التوجيه العقائدي بدور المبلغين وكوادر التوجيه العقائدي وأضاف أن” منابرنا ومبلغينا يعملون ليل نهار من أجل تنوير الشباب وقوات الحشد الشعبي وغيرهم، ويجب علينا كمبلغين العمل بجد وبكثافة من أجل تغيير القناعات الشيعة أنفسهم تجاه اخوانهم السنة، يجب علينا أن نتحمل ونحث الشباب على الاستماع الى توجيهات المرجعية”.
وقال أن” المؤسسة الرسمية التي توفر المبلغين للحشد الشعبي هي مديرية التوجية العقائدي بالاضافة الى العتبات المقدسة في النجف و كربلاء التي ترسل المبلغين من جهتين، جهة رسمية والاخرى دينية، الجهة الرسمية نحن ودائرتنا والجهة الدينية هي العتبة العلوية والحسينية المقدستين لديهم اقسام مهمتهم دعم المقاتلين بالمبلغين وبكل ما توفر لهم من امكانية وحضور العلماء بحمد الله جيد بين المقاتلين، ودماء العلماء امتزجت مع دماء المقاتلين، وحسب الاحصائات التي توجد في حوزتنا هناك اكثر من 6000 شهيد من الحشد الشعبي الذي بينهم 50 عالم ومبلغ نالوا الشهادة في جبهات الحق ضد الباطل “.
وأكد السيد كاظم الجابري أنه” يجب على كل من يرى في نفسه نفعا للحشد الشعبي أن يأتي ويعمل جاهدا من أجل رفع راية الحق؛ مضيفا: على اهل العلم وطلبة الحوزة والكوادر الرسالية أن تشعر بمسؤوليتها تجاه الحشد الشعبي كون الحشد ليس حزبا سياسيا، بل عملا للشعب العراقي والاسلام والمذهب، مع الاسف نعاني من مشكلة وهي نقص في الكوادر المبلغة وظروف عملنا صعب جدا لدينا شح في الاموال والامكانيات منها الاماكن السكنية والادارية للمبلغين”.
وحول ما يروج له الاعلام المغرض بأنه هناك خلاف بين المرجعية في العراق والمرجعية في ايران أوضح أنه” كما يعلم القاصي والداني أن العلاقة بين السيد السيستاني والسيد الخامنئي حفظهم الله جيدة جدا المرجعية في النجف وفي ايران مكملان لبعضهم البعض ومتحدين في الرؤى وكما أكد السيد الخامنئي اكثر من مرة على احترام مرجعية النجف وأكد ايضا يجب أن يكون التنسيق بينهما عاليا ومنسجما، ونؤكد على أن المرجعية في ايران والعراق تمثل الصمام الأمان للبلدين”.
وقال السيد كاظم الجابري أن” مشروع الاستكبار العالمي يتجه نحو تقسيم العراق، وتجزئة العراق لا شك ستؤدي الى اضعافه وهذا ما نفهمه من المخططات الاسرائيلية، المخططات الامريكية تارة تنسجم مع الاسرائيلي وتارة لا تنسجم معه، الان احدى مشكلاتنا هو الوجود الامريكي في العراق كون هذه القوات تدعي إنها للحفاظ على ارواح السنة في العراق؛ موضحا: أن توثيق علاقاتنا مع اخواننا السنة سيخلصنا من الوجود الامريكي في العراق، ومن المؤكد أن عمل الامريكان يكمن في ايجاد الخلافات بين السنة والشيعة لاستمرار تواجدهم في بلداننا، اعتقادنا هو أن كل من يعمل على تأزيم العلاقة بين السنة والشيعة يقدم خدمة مجانية للامريكان والصهاينة من حيث يعلم او لايعلم”.
وبين أن” هناك عمل ضعيف من اجل توحيد صفوف علماء السنة والشيعة، لكن هذا العمل يحتاج الى دعم مادي ومعنوي؛ متابعا: أن بعض الدول تدعم التطرف ماديا ومعنويا، ومع الاسف الشديد عملنا يفتقر الى الدعم المادي والمعنوي بسبب الظروف الاستثنائية الذي يعيشها البلد، خصوصا في العراق والذي يعمل في هذا الاتجاه يكون مهددا وهناك خطورة على حياته”.
وحول مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل أكد السيد كاظم الجابري على أن” هناك قرار صدر من رئيس الوزراء ينص على مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل، لعل الكثيرين لا يرغبون بمشاركة الحشد الشعبي في عمليات التحرير،لكن لا يمكن تجاوز الحشد الشعبي ودوره في جميع عمليات التحرير في العراق، الحشد الشعبي قوة عقائدية داعمة وساندة لقواتنا الامنية ولايمكن للجيش او اي قوة اخرى أن يتجاوزون هذه القوة؛ موضحا:عمليات الفلوجة كانت نموذجا لارادة الحشد الشعبي في المشاركة في تحرير الاراضي العراقية رغم كل الاصوات التي كانت تطالب بعدم مشاركة في تلك العمليات، والحشد الشعبي شارك في محاصرة وتطويق الفلوجة وبالتالي دخل اليها ولو لا دخول الحشد لما حسمت المعركة، ولابد للحشد والجيش أن يتعاملا معا وهما مكملان بعضهم للبعض، القوة المسلحة بكل فصائلها لو اجتمعت ستحسم المعركة انشاءالله”.
ومن جانب اخر اكد أن” احدى المشاكل التي نواجهها هي كيفية تأمين المناطق المحررة وضمان عدم رجوع داعش اليها، داعش هي عبارة عن وجود عسكري ووجود فكري، نحن هزمنا داعش عسكريا لكن كيف لنا أن نطرد داعش فكريا، مع شديد الاسف نحن ألان لم نبذل جهد لمحاربة الفكر الداعشي، البعض يتصور إن الإنتصار عسكريا يحسم المعركة لكن يجب علينا أن نعمل جاهدين من أجل دحر الفكر الداعشي سنة وشيعة”./995/9861
وکالة رسا للانباء