الرئيسية / تقاريـــر / لماذا تحشر أميركا أنفها في كل قضية تخص ايران؟ – شاكر كسرائي

لماذا تحشر أميركا أنفها في كل قضية تخص ايران؟ – شاكر كسرائي

الولايات المتحدة لا تزال بعد اكثر من 30 عاما من انتصار الثورة الاسلامية في ايران، تعتبر نفسها وصية على ايران وتتدخل في الشأن الايراني وتحشر أنفها في كل ما يتعلق بايران وكانها نست أو تناست سقوط حليفها الشاه، وان ايران لم تعد مستعمرة لها وقد تحررت من سلطاتها الاستعمارية.

 
فهي ترى من حقها التدخل في كل كبيرة وصغيرة ترتبط بالشان الايراني وان يكون لها وجهة نظر بشان القضايا الداخلية الايرانية.

 
وها هي تحتج على نشر ايران منظومة صواريخ اس- 300 الروسية حول منشأة فوردو النووية بالقرب من مدينة قم. وقد أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها من نشر نظام دفاع صاروخي متطور لحراسة موقع فوردو النووي.
وكانت ايران قد قامت يوم الأحد الماضي، بوضع نظام صاروخي طويل المدى روسي الصنع تسلمته مؤخرا في وسط إيران للدفاع عن منشأنها النووية في فوردو.

 
وقال المتحدث بإسم الخارجية الأميركية جون كيربي، للصحافيين الإثنين بأن الولايات المتحدة غير راضية عن صفقة بيع نظام “إس-300” وكذلك عن وضعه في فوردو.
واضاف كيربي: “رأينا التقارير عن نشر (البطارية). من الواضح أن هذا يشكل مبعثا للقلق بالنسبة لنا لأننا عارضنا دائما بيع إيران هذا النوع من القدرات”.

 
واكد كيربي “إن الولايات المتحدة ستكون على إتصال مع حلفائها (ويقصد “اسرائيل”) حول نشر البطارية. وأضاف “مع حصولنا على مزيد من المعلومات من الواضح أننا سنبقى على تشاور وثيق مع شركائتا للمضي قدما”.
وقد سعت الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل” لمنع روسيا من بيع نظام “إس-300” إلى طهران، والذي يقول محللون بأنه قادر على عرقلة أية ضربة ضد منشآت ايران النووية ولكنهما لم توفقا من وقف الصفقة وها هي ايران تستخدم هذه المنظومة لمنع اي هجوم على منشاتها النووية.

 
الولايات المتحدة و”اسرائيل” تتدخلان في شوون ايران الداخلية وكل ما يتعلق بها وكانهما مسؤولتان عن كل ما يجري في منطقة الشرق الاوسط ومنطقة الخليج الفارسي.
الولايات المتحدة تتحسر على تلك الايام التي كانت فيها ايران قاعدة لقواتها العسكرية وكانت حليفة للشاه محمد رضا بهلوي وتفرض ارادتها عليه وتتدخل في كل قضايا ايران ولم يكن للشاه اي ارادة ليقول لها: لا، ولكن ايران انتفضت على السلطة الاميركية وطردت عملائها من ايران واقتحم الطلبة الايرانيون سفارتها التي كانت وكرا للتجسس على الايرانيين وشعوب المنطقة، واحتجزت دبلوماسييها 444 يوما واثبتت للعالم بان الولايات المتحدة “نمر من ورق” ولم تتمكن من فعل اي شيء كما قال الامام الخميني (رحمة الله عليه).

 
ان الولايات المتحدة لا تزال لم تاخذ الدرس من سقوط الشاه، ولا تزال تتدخل في الشان الايراني وتضع العراقيل في طريق تنفيذ الاتفاق النووي وتفرض عقوبات على ايران ظنا منها انها بهذه الخطوات يمكنها ان تركع ايران والايرانيين وان تعود الى ايران من جديد، ولكن المسؤولين الاميركيين لا يدركون حقيقة الشعب الايراني وقادته.
وقد اعلن المرشد الاعلي لايران اية الله السيد علي خامنئي حق ايران الثابت في تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية ومواصلة هذا الطريق، وقال: في هذا العالم الذي تسوده قوى شقية وسلطوية وتفتقد لأبسط مقومات الأخلاق والانسانية والضمير ولا تتواني عن الاعتداء على مختلف البلدان وارتكاب شتى انواع المجازر ضد الابرياء من المدنيين، فان تنمية الصناعات العسكرية هي أمر طبيعي للغاية، لان هذه القوى السلطوية اذا لم تقف امامها قوة رادعة فان الأمن والاستقرار سيكونان معدومان.

 
وأكد المرشد الايراني مجددا على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد لكي تكون بمثابة الرادع امام القوى السلطوية التي تحاول فرض هيمنتها على الجميع بدون أي شفقة أو رحمة وتقصف الابرياء ولا فرق لديها ان كان مستشفى أو حفل زواج وترتكب شتى انواع المجازر دون خشية من أي منظمة أو مؤسسة دولية، واضاف: نحن بالطبع نضع حدودا على مدى تطوير الصناعات الدفاعية، اذ يمنع انتاج اسلحة الدمار الشامل كالاسلحة الكيمياوية والنووية، وذلك طبقا لأسس معتقداتنا وديننا”.

 
وهكذا أعلن المرشد استراتيجية ايران الدفاعية، أي تعزيز قدراتها الدفاعية لتردع القوى السلطوية وانها لن تنتج اسلحة الدمار الشامل، وهكذا يجب على الولايات المتحدة وحلفائها ان تدرك ما قاله المرشد وان لا تكرر تدخلاتها في الشان الايراني، بل عليها ان تهتم حاليا باوضاعها الداخلية وان تفكر الادارة الاميركية في الانتخابات الرئاسية القادمة، بدلا من حشر انفها في شؤون ايران.

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...