القيء عند الاطفال شائع الى حد كبير, واسبابه متنوعة. هنالك القيءالذي ينشا نتيجة لعدوى فيروسية في الجهاز الهضمي, ويشكل القيء احيانا علامة للحمى والتي تكون مصحوبة باعراض اخرى.
اولا، من المهم جدا التمييز بين القيء، الذي ينشا نتيجة لعمل غريزي، وبين التجشؤ (التكريع). ان الشعور الذي يحفز القيء في معظم الحالات (ولكن ليس دائما) هو الغثيان، على الرغم من صعوبة وصف الشعور احيانا لدى الاطفال الصغار.متى يتطلب القيء عند الاطفال زيارة الطبيب؟ترتبط الاجابة بسبب القيء. قد يشير القيء عند الاطفال والرضع تحت سن ثلاث سنوات الى وجود عيوب خلقية او امراض خطيرة اخرى. ولذلك اذا كان الحديث يدور فعلا عن القيء (وليس التجشؤ او الجزر المعدي المريئي والتي هي ظاهرة طبيعية تماما) فمن المهم التوجه الى طبيب الاطفال. وبطبيعة الحال، اذا تعرض الطفل للحمى ايضا، فسوف تزيد ضرورة الفحص الطبي.اما الاطفال الاكبر سنا والمراهقين، فان اكثر الاسباب شيوعا للقيء هو العدوى الفيروسية للجهاز الهضمي (التهاب المعدة والامعاء – gastroenteritis).
في هذه الحالة عادة فان القيء بالاضافة الى الاعراض الاخرى، والتي تشمل بشكل عام الحمى، سوء الشعور العام والاسهال، سوف تتلاشى خلال يوم او يومان.في معظم الحالات، ليست هنالك الحاجة لزيارة طبيب الاطفال، الا في الحالات التالية:1. المرض صعب للغاية ويتضمن ارتفاع حاد في درجة الحرارة والذي لا يستجيب للحبوب الخافضة لدرجة الحرارة، ظهور علامات الجفاف (عدم القدرة على استيعاب السوائل عن طريق الفم)، التعرض للملوثات البيولوجية او الكيميائية وغيرها.2. عدم اختفاء المرض بعد مرور يومين بدون علاج دوائي.3. القيء الذي لا يحتوي فقط على محتويات المعدة (القيء المراري او الدموي).4. الام حادة جدا في البطن (حتى اذا كانت متقطعة).كيف تتم معالجة القيء عند الاطفال في البيت؟الى جانب العلامات التحذيرية المذكورة اعلاه، من المهم مراقبة علامات الجفاف. تدل العلامات مثل الجفاف في الفم او العطش على الجفاف البسيط. اما العلامات مثل جفاف الاغشية المخاطية الى حد كبير (البكاء من دون دموع) او انخفاض النتاج البولي (عدم تبول الطفل/ جفاف الحفاضات كليا لمدة 6 ساعات) فانها تشير الى الجفاف الحاد جدا.
يمكنك محاولة علاج الجفاف في البيت، ولكن اذا لم تنجح بذلك، فمن المهم بدء العلاج الدوائي؛ والى جانب مخاطر الجفاف، فان تناول السوائل عادة يحسن بشكل ملحوظ من احساس الطفل.الحرص على شرب السوائل -حسبما ذكر اعلاه، فمن المهم الحرص على استرداد السوائل بشكل كاف. لا يحتاج الاطفال الرضع الى اية اضافة، حيث يتم امتصاص حليب الام بشكل افضل من اي غذاء او سائل اخر. اما الاطفال الذين لا يرضعون فعلى الارجح سيحتاجون الى استرداد سوائل خاصة (ORS) عن طريق الفم.ينصح الاطفال والمراهقين بشرب كميات كبيرة من السوائل. ينبغي توفر الماء بشكل دائم وحر (ليست هناك حاجة الى ارغام الطفل على الشرب، ولكن من المهم توفير طريقة مريحة وثابتة للوصول الى الماء). كذلك يمكن اضافة كميات صغيرة من المشروبات المحلاة.
على الرغم من ذلك، وخصوصا لدى الاطفال الصغار، من المهم تجنب شرب كميات كبيرة من المشروبات المحلاة – والتي تشمل عصائر الفاكهة، المشروبات الغازية، المشروبات الايزوتونية للرياضيين وما شابه ذلك، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، وبالتالي فقد تزيد من حدة الاسهال مما يؤدي الى فقدان اضافي للسوائل.وفيما يتعلق بالطعام الصلب، فليس هنالك قيود ملموسة، ولكن ينصح بتقليل تناول الطعام الدسم. وغالبا ما تقل الشهية ولذلك لا توجد الحاجة لارغام الطفل على تناول الغذاء.الحفاظ على الصحة -حسبما ذكر اعلاه، فان اكثر الاسباب شيوعا للقيء عند الاطفال هي العدوى.
من المهم عزل الطفلالمصاب بالقيء، وعدم ارساله الى الروضة / المدرسة قبل مرور ما لا يقل عن 24 ساعة بدون حدوث ارتفاع في درجة حرارته او تقيئه.
كذلك، عليكم تذكير الطفل وكل من ياتي باتصال معه ومع محيطه القريب (سرير، اواني الطعام وغيرها) بغسل يديه جيدا. ومن المفضل استخدام السائل المعقم الذي يحتوي على الكحول من اجل نظافة اليدين.