الرئيسية / شخصيات أسلامية / ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام – في حلقات اسبوعية

ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام – في حلقات اسبوعية

عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام )
ولد في المدينة ، وقيل في الطف ، ولم يصح . وأمه الرباب بنت امرء القيس بن
عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن كلب . وأمها هند الهنود بنت
الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب المذكور ، وأمها ميسون بنت عمرو بن
ثعلبة بن حصين بن ضمضم . وأمها الرباب بنت أوس بن حارثة بن لام الطائي ، وهي
التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) :
لعمرك إنني لأحب دارا * تحل لها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب
وكان امرء القيس زوج ثلاث بناته في المدينة من أمير المؤمنين والحسن
والحسين ( عليهم السلام ) ، وقصته مشهورة ، فكانت الرباب عند الحسين ( عليه السلام ) وولدت له سكينة
وعبد الله هذا .

قال المسعودي والإصبهاني والطبري وغيرهم : إن الحسين لما آيس من نفسه
ذهب إلى فسطاطه فطلب طفلا له ليودعه ، فجاءته به أخته زينب ، فتناوله من يدها
ووضعه في حجره ، فبينا هو ينظر إليه إذ أتاه سهم فوقع في نحره فذبحه ( 1 ) .
قالوا : فأخذ دمه الحسين ( عليه السلام ) بكفه ورمى به إلى السماء وقال : ” اللهم لا يكن
أهون عليك من دم فصيل ، اللهم إن حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو
خير لنا : وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين ، فلقد هون ما بي أنه بعينك يا أرحم
الراحمين ” ( 2 ) .

قالوا : فروي عن الباقر ( عليه السلام ) ” أنه لم تقع من ذلك الدم قطرة إلى الأرض ” ( 1 ) . ثم إن
الحسين ( عليه السلام ) حفر له عند الفسطاط حفيرة في جفن سيفه فدفنه فيها بدمائه ورجع إلى
موقفه ( 2 ) .
وروى السيد الطاووسي أنه أخذ الطفل من يدي أخته زينب فأومى إليه ليقبله ،
فأتته نشابة فذبحته فأعطاه إلى أخته وقال : خذيه إليك ، ثم فعل ما فعل بدمائه ، وقال
ما قال بدعائه ( 3 ) .
وروى أبو مخنف أن الذي رماه بالسهم حرملة بن الكاهن الأسدي ( 4 ) . وروى
غيره إن الذي رماه عقبة بن بشر الغنوي ( 5 ) . والأول هو المروي عن أبي جعفر
محمد الباقر ( عليهما السلام ) .

يا لرضيع أتاه سهم ردى * حيث أبوه كالقوس من شفقه
قد خضبت جسمه الدماء فقل * بدر سماء قد اكتسى شفقه
( ضبط الغريب )
مما وقع في هذه الترجمة :
( الحجر ) : هو بتثليث الحاء المهملة وبعدها الجيم الساكنة حضن الإنسان .
( الكاهن ) : بالنون ، ويجري على بعض الألسن ويمضى في بعض الكتب باللام ،
والمضبوط خلافه .
( الشفقة ) : الأولى الحذر من جهة المحبة ، والثانية هي شفق مضاف إلى ضمير
البدر ، والشفق هو : الحمرة الشديدة عند أول الليل بين المغرب والعشاء .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...