الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / المفاهيم الإسلامية بين الطرح والتطبيق

المفاهيم الإسلامية بين الطرح والتطبيق

الإسلام يمتاز بالتعاليم والمفاهيم الإسلامية والتي هي القمّة في مقام الطرح، فمحتوى المفاهيم الإسلامية ومعانيها تحتوي المرتبة العليا. وعندما يطرح الإسلام المفاهيم العليا والتي منها العدل والإيثار والزهد يطرحها بأعلى مراتبها.

إشكال: مفاهيم الإسلام وتعالميه غير قابلة للتطبيق

قيل أن مفاهيم الإسلام وتعاليمه غير قابلة للتطبيق بحيث أن الإسلام يتحدث عن الكرم ويأتي بأعلى مراتبها، ولكن من هو الذي يستطيع أن تتجسد فيه هذه المرتبة العالية من هذه الصفة؟!. وكذلك بالنسبة للصفات الأخرى مثل السخاء أو العدالة أو التقوى. إذن فرغم أن تعاليم الإسلام صحيحة في معانيها إلاّ إن دين الإسلام دين المثاليات ولا يمكن تطبيقه.

كيف ندفع هذا الإشكال؟

يُدفع هذا الإشكال بأن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يخلق خلقاً هم المصداق الأكمل لهذه المفاهيم ليجسدوا هذه المفاهيم المثالية العليا. وبالفعل أصبحت هذه المفاهيم المثالية تتحرك على الأرض من خلال خَلْقِ محمد وآل محمد الذين هم المصداق الأكمل لكل صفة من هذه الصفات.

أي إذا أردنا أي صفة من الصفات العليا في أفضل حالاتها بحيث ينطبق المفهوم مع المصداق نجده يتجسد في أئمتنا عليهم السلام.

أثر الزمان والمكان

كل واحد من الإئمة عليهم السلام فيه كل هذه الصفات المجسدة على الأرض. ولكن الزمان والمكان لهما دخل في إبراز هذه الصفات، أي الظروف التي يعيشها كل إمام هي التي تجعل هذه الصفة تبرز في هذا الإمام دون الآخر. فلو وُجد الإمام في ظرف وزمان إمام آخر لكان دوره مماثلاً لدور ذلك الإمام.

تجسيد الأئمة عليهم السلام للصفات العليا

العـدالة: جسّد الإمام علي عليه السلام العدالة في حياته وبرزت هذه الصفة خلال حكمه.

الإيثـار: يقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى:

(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر9).

أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

الإخلاص: أن يكون العمل كله خالصا لوجه الله سبحانه تعالى. فلا يقبل الله سبحانه وتعالى من العمل إلاّ ما كان خالصاً لوجه تعالى ففي حديث قدسي لله:

“أنا خيـر شـريك”

لذلك لا يقبل من العبادات والعمل إلاّ بمقدار ما أخلص لله سبحانه. فالمصداق الأكمل للإخلاص يحكيه القرآن بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في قوله تعالى:

(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ)(الإنسان9).

يُسأل الإمام الصادق عليه السلام هل جدك علي وفاطمة والحسن والحسين هم الذين قالوا هذه الكلمة؟

يقول الإمام عليه السلام: لا لم يقولوا ذلك ولكن علم الله سبحانه ذلك في ضمائرهم فحكى عن ضمائرهم.

أي أن الله يخبر ما في نفس علي وما في نفس فاطمة وما في نفس الحسن والحسين.

(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) (الإنسان9).

فنحن في عالم الله وليس في عالم الدنيا. لذلك لا نريد الجزاء ولا الشكور.

الكـرم: يطلق على الإمام الحسن عليه السلام “كريم أهل البيت”.

التضحية: أجلى صور التضحية وأفضل حالاتها ظهرت في الإمام الحسين عليه السلام.

العبـادة: تجلت زينة العبادة في زين العُبّاد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام. والظرف هو الذي برّز فيه هذه الصفة، وإلاّ عندما يذكر علي بن الحسين عبادة جده يقول أين أنا وجدي أمير المؤمنين.

 

شاهد أيضاً

آخر قصيدة لعميد المنبر الحسيني الدكتور الوائلي :الحسين عطاء لا ينضب ونهضة لا تموت

وكالة “تسنيم” الدولي تنشر آخر قصيدة شعرية ، للعلامة الفقيد عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور ...