الوقت- تتوجه إيران لتعزيز نفوذها على الصعيد الدولي، وهو ما يتماشى مع دورها المتعاظم. فيما الساحة اليوم ساحة المياه الدولية، والتي تُعتبر وجهة طبيعية لأي دولة صاعدة. فالأدوار التي تلعبها إيران على الصعيدين الإقليمي والدولي، أكبر بكثير من تلك التي تلعبها بعض الدول والتي تمتلك تواجداً في المياه الدولية. فماذا في التوجه الإستراتيجي والذي أعلن قائد الثورة الإسلامية؟ وما هي الأهداف المعلنة والحقائق التي تخص القوة البحرية الإيرانية؟ وكيف يمكن تحليل دلالات ذلك؟
التوجه الإستراتيجي الإيراني: القوة البحرية ضرورة
شدد قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي، على أهمية التواجد القوي لإيران في المياه الدولية، مؤكداً على أن ذلك يُعتبر دليل بارز على اقتدار إيران داعياً إلى توسيع نطاق هذا التواجد، رابطاً ذلك بوجوب أن تكون القوات البحرية الإيرانية بمستوى سمعة الجمهورية الإسلامية في المنطقة والعالم. وهو ما يمكن تحصيله في ظل النجاحات التي تم تحقيقها على صعيد الكوادر البشرية والقيادات والمتخصصين التقنيين من خلال البرامج والمخططات التي أُنجزت.
القوة البحرية الإيرانية وأهدافها المعلنة
أكد قائد سلاح البحر في الجيش الإيراني الإدميرال “حبيب الله سياري” على النقاط التالية، والتي تتعلق بالقوة البحرية الإيرانية:
–إن تواجد القوات البحرية الإيرانية في المياه الدولية في جميع أنحاء العالم يهدف إلي إحباط مشروع التخويف من ايران وإبلاغ رسالة السلام والصداقة لدول العالم.
–يخدم هذا الهدف أيضاً، تعزيز العلاقات مع دول الجوار وإستعراض القدرة البحرية للبلاد والتي تُعبِّر عن حضور القوات البحرية الإيرانية في المياه الدولية.
– توفير الأمن لصالح السفن التجارية وناقلات النفط التي تتعرض للتهديد من قبل القراصنة البحريين.
حقائق حول قوة إيران البحرية وحضورها في المياه الدولية
عدة مسائل يجب معرفتها تتعلق بالقوة البحرية الإيرانية وهي على الشكل التالي:
–تتواجد السفن الإيرانية في ميناء دوربان في جنوب افريقيا بالإضافة الى تواجدها في المحيط الهندي و المحيط الهادي و البحر الأبيض المتوسط .
–تُعتبر القوة البحرية الإيرانية قوة مُقتدرة وهذا الأمر واضح في المياه الدولية، حيث قامت إيران بضمان الأمن والملاحة البحرية وقدمت الدعم والحماية لما يُقارب 3800 سفينة في خليج عدن من تهديدات القراصنة.
–ترتبط إيران بجغرافيا حدودية بحرية طويلة، كبحر قزوين والخليج الفارسي وبحر عمان وهو ما يُعطيها الحق في الإستفادة من الإمكانات البحرية على كافة الصُعد. خصوصاً أن هدف أعداء إيران منعها من استخدام الطاقات والإمكانيات البحرية وهو ما كان جلياً قبل انتصار الثورة الإسلامية.
–إن التطور الكبير الذي حققته إيران وبدا واضحاً في تكتيكات المناورات العسكرية البحرية والتي تُعتبر في مرحلة الإكتفاء الذاتي اليوم، اعتمدت على التخطيط المحلي وفق المعايير الدولية وهو ما أكده قائد القوة البحرية.
دلالات وتحليل
عدة دلالات يمكن استنتاجها وتحليلها من خلال ما تقدم، نُبرزها على الشكل التالي:
أولاً: إن الحضور الإيراني في المياه الدولية ليس بجديد. كما أن عدداً من الدول التي لا تتمتع بقدرات وأدوار إيران الإقليمية والدولية، لديها حضور في المياه الدولية. فيما يُعتبر اعتراض البعض على الحضور الإيراني، محلَّ استهجان خصوصاً أن مبررات الحضور لإيران أقوی بكثير من غيرها من الدول.
ثانياً: إن حضور أي دولة في المياه الدولية، طالما أنه ضمن المعايير والقوانيين الدولية، يهدف لتحسين وكسب الخبرات في هذا المجال. وهو الأمر الذي أعلنت عنه إيران بصراحة.
ثالثاً: إن تجربة إيران الناجحة على الصعيد الدولي، توضح أهليتها لإدارة القوة الدولية والتي تعتبر القوة البحرية جزء منها. وهو ما سيساهم في تعزيز الأمن البحري على الصعيدين الإقليمي والدولي. مما سيخدم الأمن البحري العالمي.
رابعاً: إن حضور إيران رسمياً وشعبياً في كافة المجالات وعلى كافة الصُعد، يدل على حجم القوة والإقتدار التي يتمتع بها هذا الشعب والدولة، وهو ما يدعم حقهم في الحضور في القوة البحرية.
يمكن اعتبار السلوك الإيراني سلوكاً طبيعياً في ظل مسارٍ من التعاظم في الحجم والأدوار تُديره طهران. دون إغفال حجم التهديدات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية، كدولةٍ تترأس محور المقاومة، وتؤثر في السياسات الإقليمية والدولية. لنقول أن إيران والتي نجحت في تقديم نموذجٍ جديد في العلاقات الدولية والعمل على الصعيد الدولي. وهو ما يعني أن تعزيز القوة البحرية الإيرانية في المياه الدولية، هو جزء من مسارٍ طبيعيٍ في ظل تعاظم الدور الإيراني.