الرئيسية / تقاريـــر / نعمتان معلومتان المرجعية وايران – د. طالب الصراف

نعمتان معلومتان المرجعية وايران – د. طالب الصراف

انقاذ العراق:(باحترام القانون وتوجيهات المرجعية الدينية والاخذ بالتجربة الايرانية) يمر العراق اليوم بمنعطف تأريخي قد يؤدي به للانهيار ثم التقسيم .

 

 

وقد اصبح هذا واضحا من خلال دراسات اكاديمية وخطط ستراتيجية اعدتها الدول الاوربية وخاصة الحكومة الامريكية الامبريالية ومن يحذو حذوها الذين تدخلوا بالشأن العراقي سلبيا, ومن بين هذه الخطط كما حدث في مدينة الموصل مثلا, لم تكن وليدة ساعتها او كما يفسر بعض المحللين السياسيين العرب بان ما حدث من انهيار عسكري في العراق هو نتيجة غفلة او تغافل من السلطات الحكومية في الموصل او بغداد .

 

 

وانما الحقيقة هي نتيجة عمل دؤوب لاجيال قامت به المخابرات الاجنبية بتعاون ادواتها في المنطقة من حكومات ومنظمات تدعي (الاسلام الامريكاني ) كالسعودية وقطر وكذلك الاعتماد على منظمات الاجرام التابعة لها: كالوهابية وجبهة النصرة وداعش والقاعدة وغيرها من الحكومات والمنظمات العميلة التي باتت واضحة للسياسيين الاكادميين- وليس المرتزقة من سياسي الكسب والتسول والاحتراف- وهنالك كبير فرق بين هذا وذاك .فما يحدث اليوم في العراق ما هو الا حلقة من حلقات الاجندات التي رسمتها المخابرات الصهيونية الاوربية للشرق الاوسط الجديد.

 

 

 

وما جرى على العراق من غزو امريكي سنة 2003 ونشر قواعد عسكرية امريكية على طول وعرض البلاد وقتل الكثير من العسكريين والمدنيين الامريكيين نتيجة المواجهات بين قوات صدام المجرم والميليشيات بمختلف دوافعها وجنود الاحتلال, لايمكن ان يعقل بان الامريكيين قد خرجوا من العراق صفر اليدين وانهزموا منه كما انهزموا من فيتنام! ابدا لايصدق ذلك وانما الذي يصدق ان المخابرات الامريكية تسير بتنفيذ ستراتيجيتها وفق برنامج زمني وخطوات حثيثة بالتعاون مع عملائها العرب الذين يحكمون بلدانهم بالقوة والبطش الى حين انتهاء مهماتهم.

 

 

 

ومن ثمة فيستبدلون وينتهون الى ما انتها اليه صدام والقذافي ومبارك وابن علي في تونس وصالح في اليمن, والحبل على الجرار يشنق رقابا ويسحل اخرين. ومن هنا على سياسي العراق بمختلف احزابهم ان كانت لديهم رؤى عن المستقبل ان لايآخذوا بالنصائح والتدخلات الامريكية في شؤونهم الداخلية والا فان مصيرهم وابناء الشعب العراقي كما خلفته دول الغرب وتركيا وحكام الخليج في ليبيا وسوريا واليمن من مواجهات ليست لها نهاية.

 

 

كما هو في طرابلس وبنغازي حيث لاتوجد في ليبيا خلافات مذهبية ولا في مصر او حتى افغانستان وبعض الدول الافريقية المسلمة الا ان المخابرات الاجنبية والاموال الخليجية اشعلت نار الفتنة بين ابناء الشعب الواحد. وعلى سياسي العراقي ان تكون لديهم رؤى واضحة للتميز بين العدو الحقيقي للشعوب الاسلامية المتمثل بالهيمنة الاستعمارية والحكومات الاستبدادية, وان يبتعدوا عن السير في قناة مظلمة كما يعبر اكثر السياسيين العراقيين حيث يقولون:”

 

 

انهم يسيرون في نفق مظلم دون بصيص ولا يعرفون الى اين يسيرون؟” وهذا الاعتراف ليس اليوم او بالامس القريب وانما من سنوات, وفعلا ان ما قالوه قد تحقق اليوم في الموصل والامس في الفلوجة والرمادي وغدا في كردستان كما صرح مسعود البرزاني عدة مرات (بالاستقلال عن العراق) وان غدا لناظره قريب. ومرة اخرى يرى اغلب السياسيين والمراقبين للشأن العراقي ان الحل الافضل والاسلم لحل المعضلة العراقية: هو الابتعاد عن السير بأوامر المخابرات الاجنبية وعدم الانجرار خلف العائلة السعودية الوهابية الارهابية وكذلك ايقاف اموال العائلة القطرية من التدفق لعملائها في العراق.

 

 

 

وكذلك الحد من تدخلات العثمانية الجديدة المتمثلة باردوغان الصهيوني الذي جعل الاراضي التركية مركزا لتدريب الارهابيين الدواعش وبوابة لدخولهم الى الاراضي السورية والعراقية. ومن الجدير بالذكر ان الكتاب الامريكيين يقولون ان السعودية ومنظمة التجسس الامريكية CIA هما الجهتان اللتان تقومان بدعم منظمة داعش وبقية المنظمات الارهابية.

 

 

 

ويدرب افراد هذه المنظمة البنتاكون كما ذكر الكاتب الامريكي (كرت نيمو) حيث اضاف الكاتب بان هذه الحرب لانهاية لها حتى اضعاف الموارد السعودية وافلاسها كما جاء في مقالتهFormer al-Qaeda Commender:ISIS Works for the CIA وان قائدا سابقا من القاعدة يقول: “ان دولة العراق والشام تعمل بأوامر ال سي آي أي”.

 

 

 

ولما اصبحت الحرب في المنطقة واضحة الاهداف اصبح من الواجب على الحكومة العراقية الجديدة التمسك بقوانين الامن والامان التي تعتمد على: تطبيق القانون العام في مجالاته الدستورية والادارية والجنائية وتنظيم العلاقة بين الدولة ومواطنيها وكذلك مع الدول الاخرى والتمسك بالسيادة والاستقلال, وفي نفس الوقت يجب احترام القوانين الخاصة التي تنظم الحقوق والواجبات للافراد.

 

 

والاهم من ذلك التمسك بتوجيهات المرجعية الدينية المتمثلة اليوم بزعامة المرجع الاعلى السيد الامام علي السيستاني التي لم تخدع بالاعتبارات الزائلة والمكاسب الدنيوية والمناصب المتقلبة منذ تأسيسها الذي تجاوز ألف عام, فهي اليوم صمام الامان للشعب العراقي وبقية الشعوب لانها متمسكة باداء الامانة الشرعية للاجيال على ضوء المبادئ الاسلامية التي هي ما بين دفتي القرآن والسنة النبوية التي جاء بها نبي الرحمة وجاهد واستشهد من اجلها ال بيته المعصومين صلوات الله عليه وعليهم اجمعين فلنا فيهم اسوة حسنة.

 

 

 

ولا يخفى على المتتبع لمواقف المرجعية الدينية على مر العصور بانها لم تحمل الا الخير الى ابناء المجتمع الانساني عامة ومن آمن بها وسار على نهجها خاصة, وقد ذهبت المرجعية الى اكثر من ذلك فهي التي حرمت الاقتتال بين ابناء الشعب العراقي في شمال العراق. وكانت هنالك مواقف للمرجعية دافعت فيها عن الشريعة الاسلامية رغم التسلط العثماني البغيض الا ان المرجعية وقفت مع الشعب العراقي في ثورة العشرين دفاعا عن حريته واستقلاله.

 

 

 

وكذلك لاننسى موقف المرجعية اتجاه الشعوب الاسلامية فان الامام الحكيم استنكر وطالب الوقوف مع الشعب المصري الاسلامي في حرب قناة السويس 1956, وكذلك وقف السيد الامام الحكيم من المسلمين وعلماء السنة موقفا دافع فيه عنهم بما يستطيعه حيث ارسل برقية الى الرئيس جمال عبد الناصر لايقاف عقوبة الاعدام بحق السيد قطب. وها هي اليوم هيئة مرجعيتنا في النجف الاشرف بزعامة الامام السيستاني حفظها الله تخاطب اتباعها وتأكد لهم التعامل مع الاخوة السنة وكأنهم انفسهم وليس اخوة وحسب التزاما بالحديث النبوي وسنة ال بيته:”

 

 

 

حب لاخيك كما تحب لنفسك.” واما صورة المرجعية في الجمهورية الاسلامية في ايران فهي واضحة كوضوح الشمس, وخاصة بشخصية الامام الخميني الراحل العلوي النسب والقائد الفذ مؤسس النظام الجمهوري الاسلامي في ايران, وقائد مسيرته التي اخذت بهذا النظام المتماسك شعبا وقيادة نحوالتطور في بنيته الاجتماعية والدينية والاقتصادية والتكنولوجية وعلى جميع الاصعدة التي تتطلبها الحياة اليومية, حيث كان الامام الراحل يطالب من ابناء شعبيه ان يصبح يومهم افضل من امسه وهذه هي حركة التأريخ التقدميه وقد سبقه جده الامام علي بن ابي طالب (ع) حين قال:” ولا تقصروا اولادكم على ما تربيتم عليه لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم.” فهذه ايران اليوم يحترمها العالم المتحضر اكثر من حكومات الدول العربية مجتمعة لانها تمسكت بتعاليم كتاب الله والسنة المحمدية بصدق واخلاص اذ يقول النبي محمد (ص):”

 

 

 

المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.” فهل تستطيع الحكومة العراقية بل الرئاسات الثلاثة السير على نهج المرجعية التي تملك اكبر قاعدة شعبية,واصبح من الواضح بعد فتوى الامام السيستاني – سدد الله خطاه- لو اجتمعت كل خلايا الاحزاب والكتل السياسية العراقية فانها لاتستطيع ان تشكل الا نسبة ضئيلة بالقياس الى انصار المرجعية, وقد ظهر هذا واضحا حين اصدرت المرجعية فتواها بالتطوع دفاعا عن الوطن والمقدسات.

 

 

 

ولا غرابة حين يقول الكاتب الكسندر ديزيدوس في مقالة نشرتها وكالة رويتر للانباء تحت عنوان: “ Insight-After years off-sage, Iraq’s Sistani takes charge” بعد سنين من البصيرة والحكمة والعقل, سيستاني العراق يأخذ المسئولية على عاتقه) موضحا بان السيد السيستاني يعيش في بيت متواضع جدا قرب حضرة الامام علي ولكنه هو الذي يرسم هيئة دولة العراق المستقبلية ولولا فتوى الامام السيستاني في 13-06-2014 لانهارت دولة العراق حيث حمل المواطنون السلاح وانتفضوا بوجه داعش وان فتواه بهذه الطريقة هي الواحدة من نوعها خلال قرن من الزمن والا لانهار الجيش العراقي من الداخل.

 

 

 

وبالاضافة الى توجيهات المرجعية فلا بد من التعاون مع الجمهورية الاسلامية الشقيقة حكومة وشعبا والاستفادة من تجربتها في الاستقلال والحفاظ على ثرواتها الوطنية والاكتفاء الذاتي والتصدي للمؤامرات الصهيونية السعودية والادارة الامريكية, وقد استطاعت الجمهورية الاسلامية في ايران القضاء على كل الخطط التآمرية التي تبنتها هذه الحكومات منذ ثورتها سنة 1979.

 

 

 

الثورة التي وقف زعيمها الامام الخميني الراحل طاب ثراه منذ اليوم الاول مع القضايا العربية والاسلامية العادلة في فلسطين وغيرها في اماكن اخرى من الامة الاسلامية. وهاهنا اليوم نرى ان الشعب الفلسطيني يذبح كل يوم وتسلب اراضيه ويشرد شعبه وتحرق غزة بين عام واخر وحكومات الدول العربية والاسلامية وقياداتها السياسية والدينية ليست الا بالمتفرجين الصامتين دون دعم بل ولا تأييد لابناء غزة, وان هؤلاء الحكام “صم بكم عمي فهم لايعقلون” وكأن على رؤوسهم الطير وابناء غزة اليوم يحرقون وتهدم دورهم عليهم والحكام العرب وجامعتهم واردوغان مشغولون بالتآمر على قتل وذبح الشعوب العربية في اقطار عربية اخرى كالعراق وسوريا وليبيا واليمن والبحرين والحبل على الجرار. هؤلاء هم قادة العرب والمسلمين الذي اخزاهم الله في الدنيا والاخرة. ومن جانب اخر علينا ان ننظر الى ما تقدمه حكومة الجمهورية الاسلامية وشعبها وزعيمها المرشد الاعلى الامام علي خمنائي للقضية الفلسطينية, حيث يعترف الاعلام العالمي وليست اسرائيل وحدها ان صمود الشعب الفلسطيني لاول مرة بهذه القوة والصلابة لم يكن الا بالدعم المعنوي والمادي من الجمهورية الاسلامية, واما الحكام العرب وجامعتهم العدائية للشعوب العربية فلا مواقف لها الا الخزي والعار.

 

 

ويعترف العدو بخذلان العرب لابناء غزة بينما تدعم الجمهورية الاسلامية في ايران ابناء فلسطين في معركتهم العادلة كما ذكر Benjamin Weinthal على موقع National Review Online بتاريخ 9-7-2014 تحت عنوان (الحرب تشن على اسرائيل بواسطة الثلاثي حماس وسوريا وايران). والاعراب يعرفون ان حجم غزة لايتجاوز احيانا حجم بعض المدن العربية وهي ليست الا قطاع كما تسمى (قطاع غزة),

 

 

 

وشر البلية ما يخزي ان سوريا تقف مع ابناء غزة رغم تآمر العرب عليها وخاصة السعودية الوهابية الصهيونية وقطر بتوجيه من المخابرات العالمية لمدة اكثر من 3 سنوات ومدنها تنزف دما, وان ايران المحاصرة اقتصاديا واعلاميا والتي تبعد مئات الكيلو مترات تحاول بكل ما تستطيع ان تقف مع الشعب الفلسطيني الجريح والمشرد, والذي يقتل اليوم ابناءه بالسلاح الصهيوني دون رحمة ولا تمييز بين طفل وكهل وامرأة وعاجز. ويذكر صاحب المقال :”

 

 

 

وفي الوقت الذي يقوم العالم بمفاوضات ايقاف البرنامج النووي الايراني تقوم ايران وسوريا بتسليح منظمة حماس بالاسلحة التي تستعملها حماس الان ضد اسرائيل, ويضيف الكاتب بان الصواريخ طويلة المدى التي تستخدمها حماس في قصف اسرائيل هي من صناعة سورية وايرانية …..” والضمير العربي والاسلامي يصرخ اليوم اين انت يا اردوغان واين انت ايتها العائلة السعودية الوهابية الارهابية المستأسدة على ابناء فلسطين والجبانة اتجاه اسرائيل الامرة والناهيةعلى دويلات الخليج الذليلة المهانة بين اروقة المخابرات الاجنبية وحكوماتها.؟

 

 

 

الفتوى توقف اعصار الانهيار : اتصلت باحد اقربائي في مدينة السماوة وخلال الحديث سألته عن نتيجة ابنه الامتحانية لدراسة البكلوريا الاعدادية فكانت نتيجته اقل من مستواه العلمي بكثير حيث كان يعتبر ابنه من الاوائل فسألت عن اسباب ذلك فكان الجواب ان ابناء مدينة السماوة اصابهم الرعب من احتمال احتلال الداعشيين لمدينتهم كما انهارت قوات الموصل والمدن التي جنوبها وكما اصاب الرعب ابناء مدينة بغداد, فأثر هذا التخوف على نفسية وسلوكية الطلاب مما اربكهم واثر على اجوبتهم. والمعروف ان مدينة السماوة من مدن جنوب العراق اذا صح التقسيم.

 

 

 

وفعلا رافق هذه المآمرة مخطط حرب سايكولوجية اشتركت به الصهيونية والسعودية وقطر والمخابرات العالمية لخلق الفوضى والاقتتال وسفك الدماء كما في سوريا وليبيا وبقية المناطق التي تعيش حربا يومية نتيجة مخطط استعماري زرعت اشجاره منذ عدة اجيال فحان قطافها. الا ان الامام السيستاني المفدى انتبه لذلك نتيجة لورعه وحكمته وقراءته للتأريخ جيدا كما انهار جيش الامام علي (ع) اثناء حرب صفين وخاصة مآمرة الخوارج وكذلك قضية مسلم بن عقيل ومعركة الطف ومن بعدها ثورة زيد بن علي ومحمد ذو النفس الزكية وغيرها من تجارب التأريخ المتأخر كما فعل سليم الاول بشيعة العراق وكذلك انهيار الدولة الصفوية نتيجة الرعب والقتل بالشيعة وقياداتهم الدينية, واليوم تعكس الاحداث الجارية في الشرق الاوسط (الجديد) الصورة الاجرامية الماضية لتعيد للذاكرة ما قام به الخوارج وما يقوم به احفادهم الجدد من الوهابيين الصهاينة.

 

 

 

ومن هنا بادر السيد العلوي الهاشمي الامام السيستاني – اطال الله في عمره- بالفتوى الاخيرة التي اوقفت الهجمة الصهيونية الوهابية ومن يقف خلفها من استخبارات عالمية, وقد صفعتهم هذه الفتوى واخذتهم على غفلة حيث اصابهم الدوار والخوار اذ لم تصدق القوى الشيطانية المعادية للعراق بهذه الاستجابة السريعة من ابناء الشعب العراق اذ تطوع اكثر من 3 ملايين في مدة اسبوع واحد, وقد وصل المتطوعون الى سامراء خلال 24 ساعة للدفاع عن المراقد المقدسة في سامراء لتلقين الداعشيين درسا في الهزيمة والاندحار, ومن هذه الروح الجهادية والمعنويات العالية عرفوا اعداء العراق ان الوصول الى بغداد وليس المدن الجنوبية امر عسير.

 

 

 

وكان لهذه الفتوى اثر كبير على هزيمة الدواعش والانهيار للوهابية الصهيونية في ناحية (امرلي) قلعة الصمود والتصدي التي قاومت قوى الشر اكثر من 70 يوما واليوم تتبعها مدينة سلمان بك التي سحقت بها خفافيش داعش عملاء المخابرات الصهيونية. وهنا ايضا لا ننسى موقف الجمهورية الاسلامية الايجابي الذي يختلف عن موقف اغلب دول العالم اتجاه العراق وشعبه والحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه كان ولايزال واضحا فقد نشرت صحيفة The Wall Street Journal في يوم 4-7-2014 مقالة تحت عنوان( ايران تتبع سياسة ستراتيجية مناسبة حول العراق) حيث يذكر الكاتب (بل سبندر): ان الحكومة الايرانية وشعبها ورجال الدين يحاولون تأييد العراق في صد العصابات الخارجة عن الدولة من المتطرفين والارهابين السنة (الوهابيين الدواعش) دون الانزلاق الى حرب طائفية.

 

 

وان ايران بشكل مكشوف ارسلت خبراء عسكريين واتهمت الاعداء في الخارج كالسعودية واسرائيل وامريكا بما يجري في العراق من اعمال عدائية بينما تحاول ايران على سحق الوهابيين الارهابيين والدفاع عن العتبات المقدسة وقد طلبت ايران من المواطنين الايرانيين التريث عن الذهاب للدفاع عن العتبات المقدسة والسماح للقوات النظامية بدلا من ذلك في الوقت الحاضر.

 

 

وقد حذرت ايران الدول الغربية من هجوم داعش على العراق لتأسيس الخلافة الاسلامية وان هذه المنظمة الارهابية المجرمة قتلت الالاف من الشيعة وتحاول تدمير مراكزهم الدينية مما يستوجب دخول وحدات عسكرية ايرانية للدفاع عنها. وينقل كاتب المقالة المذكورة اعلاه اقوال بعض المسئولين الايرانيين وعامة الشعب الايراني بانهم والشعب العراقي اشقاء واخوة ليست لكونهم جيران وحسب وانما بالعقيدة الدينية والعلاقات والترابط الاجتماعي ووحدة التأريخ وهم مستعدون في أي لحظة للدفاع عن العراق والفداء في سبيله.

 

 

لذا بات على السلطات العراقية ان توجه الشعب العراقي على محبة ابناء ايران وتغير عقليته الصدامية التي بنيت على العنصرية المهزومة عالميا والمحرمة دينيا منذ بزوغ الاسلام ومحاربته للعصبية القبلية. نعم اليوم تقف ايران مع كل القضايا العادلة وذلك التزاما بقوله تعالى:” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان”.

 

 

واصبح مشاع بين المعتدلين والمثقفين الاكادميين ان جمهورية ايران الاسلامية دولة سلمية انسانية بل رحمة لكافة ابناء المعمورة لما حباها واختصها الله سبحانه بالعمل للاسلام ولخير الانسانية التزاما بقول امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) :” الناس صنفان: اما اخ لك في الدين اونظير لك في الخلق”. ولابد لنا من نصيحة للحكومة العراقية الجديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي:اياكم والهرولة خلف المخابرات العالمية سواء كانت اوربية امريكية ام سعودية صهيونية متلبسة بالجامعة العربية فلم تجلب لكم الا ما جلبته لليبيا من اقتتال داخلي مع النفس.

 

 

وما قامت به الدول الامبريالية من سفك للدماء في سوريا بتزويد الارهابيين بالسلاح والمال وكذلك تسهيل وصول الارهابيين لسوريا والعراق الا دليل قاطع على نشر الفوضى والاقتتال بين ابناء الشعب الواحد, واذا كانت امريكا ومن يهرول خلفها تريد تطبيق الديمقراطية فلماذا تكبح الشعب البحريني والشعب اليمني من الوصول الى مراحل الديمقراطية والحرية والاستقلال, ولماذا تقف مع البداوة والتخلف السعودي وبقية دول الخليج في محاربة الدول العربية والاسلامية التواقة شعوبها للحضارة والتقدم؟ هذه الدول الامبريالية ليست لها صديق دائم ولا عدو دائم وانما لديها مصالح, واما عملائها حتى لو تلبسوا بالاسلام الامريكاني فهم اخطر من اسيادهم في تمزيق الأمة الاسلامية وقتل ابنائها كما فعلت ولا تزال تفعل حكومة اردوغان العثمانية وال سعود الوهابية والقطرية الصهيونية.

 

 

 

والخلاصة اذا سارت هذه الحكومة العراقية الجديدة على نهج المرجعية الرشيدة وعلى خطوات مسيرة الجمهورية الاسلامية فان العراق سيصل كما وصلت اليه الجمهورية الاسلامية من عزة بالله, وثورة صناعية وقوة تكنولوجية تشهد لها دول العالم المتحضرة وليست دول البداوة والسيف الذي يذبح به اتباع ال بيت النبي محمد (ص) , واخيرا سكين داعش التي حزت رقاب صحفي العالم واحدا بعد الاخر لانهم ينشرون الحقيقة كما تحز رقبة الشاة, وقد اثار هذا العمل غضب الادارة الامريكية لتعيد حساباتها في المنطقة دون الاكتراث بارواح ودماء ابناء الشعوب الاسلامية والعربية, ولكننا وغيرنا ومع كل الاسف ننادي لمن لاحياة لمن ننادي.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...