الرئيسية / تقاريـــر / لبنان وسوريا منتصرة لا محال والسعودية في الركب الصهيوني

لبنان وسوريا منتصرة لا محال والسعودية في الركب الصهيوني

زار مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في لبنان، الرئيس اللبناني السابق اميل لحود صاحب المواقف الوطنية البارزة ليستطلع رأيه في الأحداث الجارية بلبنان من انتخاب الرئيس عون الى الاحداث الاقليمية مرورا بدخول المقاومة في حرب ضروس بسوريا واللاجئين السوريين واغتيال الرئيس الحريري.

الرئيس العماد اميل لحود الشريك الفعلي لمسيرة المقاومة في لبنان والذي واكب انطلاقتها منذ ان كان ضابطا في الجيش اللبناني وقائدا له ولا يمكن لاحد ان ينسى موقفه في العام 1993 عندما حاول الكثيرين ضرب الجيش والمقاومة كيف كان موقفه الى جانب حق المقاومة في محاربة العدو الاسرائيلي حتى تحقق تحرير عام 2000 وكان للرئيس اميل لحود ايضا المشاركة بنصر العام 2006 من حيث تأمين القرار السياسي في حماية المقاومة في مجلس الوزراء.

درع وفاء ومحبة من تسنيم

الرئيس الأسبق للبنان العماد اميل لحود في حديث الى وكالة تسنيم الدولية للأنباء  التي زارته تقديراً لمواقفه الوطنية وقدّمت له درع وفاء ومحبة بشخص مدير المكاتب الأقليمية علي بوزيد والفريق الاعلامي في مكتب بيروت، وبعد أن رحب بالوكالة والعاملين بها، بادرنا بالقول، انكم من يفخر الانسان بهم لأنكم أبناء المقاومة وأنتم صنعتم مجد لبنان وعزته، فرد  بوزيد أنك يا فخامة الرئيس المقاوم، انت مصدر الفخر لنا وللمقاومة وللبنان، ونحن أتينا اليوم كوكالة تسنيم لتكون باكورة أعمالنا في لبنان مع فخامتك، وتقديراً لدعمك الكبير والمتواصل للبنان ومسيرة المقاومة وتحقيق الانتصارات.
الانتخابات الرئاسية اللبنانية: فريقنا انتصر بفضل المقاومة

بداية اللقاء كان من الحدث الأبرز على الساحة اللبنانية وهو انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد سنتين ونصف من التعطيل السعودي، فيرى الرئيس في حديثه إلى وكالة تسنيم ان:” قضية الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً جدا مهمة، ففي البداية يمكنني القول ان فريقنا هو الذي انتصر، لأنه وبعد رهان البعض 4 سنوات ان تسقط سورية لم يكونوا يريدون الانتخابات ان تتم من السعودية الى الولايات المتحدة الأميركية وحتى العدو الاسرائيلي فللأسف لا احد يأخذ العبرة بأن العدو الاسرائيلي له كل اليد بما يحصل.

ومزهواً بالانتصارات ونتائجها الايجابية على الداخل اللبناني يؤكد شريك المقاومة وحاميها، أنه اليوم، الذي عجّل بالانتخابات الرئاسية هو انتصارات المقاومة ومحورها في سورية، ما دفعهم –أي الطرف المعطّل- الى التسليم في لبنان، ليأخذوا بعض المكاسب، فالمرشحان الاثنين هما للمقاومة، وحاولوا اللعب بين الحلفاء ولكن باءت محاولتهم بالفشل، فلم يتخلى حزب الله عن العماد عون وكان ثابتا الى جانبه، وهذا ما أضاف مفاهيم جديدة على السياسة وومارستها، فوفاء الحزب والسيد نصر الله وصدقهما بالالتزام مع الرئيس كان لهما الدور الأساسي داخلياً.

السعودية تحاول الظهور وكأنها موجودة

وعندما يستمهله مراسل تسنيم للوقوف على رأيه بزيارة وزير الدولة السعودي المطرود من العراق، الى لبنان قبل الانتخابات بيومين، يجيب بلا مبالاة، يحاول السعودي ان يظهر وكأنه موجود في الساحة اللبنانية عبر ارساله المندوب والمهم ان المرشح الذي فاز هو من فريقنا.

لولا تدخل المقاومة في سوريا كان الإرهاب في منازلنا

وفي معرض ردّه على سؤال ما هو المفروض الأن على الأطراف اللبنانية  بعلاقتها مع المقاومة، وتدخل الحزب في سوريا، يشدّد على أنه مفروض أن تكون الدولة جميعها حاضنة المقاومة في لبنان وفيما خصّ مشاركتها في سورية لانه لو لم يذهب حزب الله الى سورية لكانت الحرب مع الارهاب في منازلنا ولم يكون هناك لا انتخابات ولا اي شيئ آخر.

اللجوء سوري خطير وممكن أن يُستغل من الموساد

هنا يلفت الرئيس لحود الى نقطة جداّ حساسة بالتوازي مع دعم المقاومة وهي من واجبات الحكومة لحفظ الانتصارات، أنه يجب ان نعالج ازمة اللاجئين المستشرية من سورية، لأن التاريخ سيبين بأن العدو الاسرائيلي هو وراء كل الفتن في المنطقة وللاسف فهو لا يستحي ولا يوجد اقوى منه عندما ينفذ جريمته، سيستغل هذا الواقع ويَنفُذ منه الى الداخل اللبناني ليواجه المقاومة في الداخل ويشغلها عن مواجهة التكفيرين وعن الاستعداد والتجهيز لردعه، فمليون ونصف مليون لاجئ هو أمر فوق طاقة لبنان على تحملّه، وهو بيئة مناسبة جداً لوجود ارهابيين تدسهم اجهزة المخابرات وعلى رأسها الموساد، ويشعلون عبرهم حرباً داخلية. لذلك يدعو لحود الى معالجة هذه المشكلة وحصرها لتفادي تداعياتها الخطيرة مستقبلاً.

قانون جديد للانتخابات البرلمانية اولوية العهد الجديد

وفي رأيه حول العهد الجديد الذي بدأ مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبلاد، أكد لحود أن أهم موضوع يجب ان يسير به الرئيس هو قانون انتخابات جديد، لسبب، لأن الضمانة لقوة لبنان هو المقاومة وقانون الانتخاب، ويتابع متأسفاً، لا يوجد من يريد التغيير في لبنان لانه اذا كان القانون الانتخابي على قاعدة لبنان دائرة واحدة مع النسبية فحينه يُنتخب كل شخص وطني ويتم قطع الطريق على العدو الاسرائيلي في حال حاول تسعير الفتنة المذهبية، لانه لن يكون هناك من يتكلم بالمذهبية لتحصيل اصوات الناخبين للوصول الى الحكم والسلطة وتنفيذ اجندات خارجية، كذلك شدّد الرئيس لحود أن الوطن لا يبنى بتقسيم الحصص.

على العهد الجديد التعاون أكثر مع ايران وقبول المساعدات لأنها غير مشروطة

وفي سياق رؤيته للعهد الجديد، وما اذا أصبح ممكنا التعاون بشكل أفضل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقبول المساعادات التي عرضتها مراراً وتكراراً على لبنان وخاصة دعم الجيش وتسليحه، يلفت الرئيس لحود الى ان “الهبة السعودية التي كانت ستعطى للجيش هدفها تغيير عقيدته وإلغاء فكرة العداء لإسرائيل التي تم تكريسها خلال إعادة توحيد الجيش اللبناني بعد الحرب عكس ما كانت الهبة لتسليح الجيش من الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي تجلى قمة التعاون والتنسيق في هذه الهبة بعد زيارة الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد ولكن للأسف لا أحد يريد مصلحة لبنان الذي كان ممكن أن يحقق معادلة ردع لاي عدوان صهيوني ولا سيما الجوي وهنا ذكر لحود بما قاله  المسؤولون الايرانيون حين تقدمت الهبة غير المشروطة للجيش اللبناني، بأنه تعتبر سوريا ولبنان وفلسطين والعراق أركاناً اساسية في جبهة المقاومة في المنطقة، وداعش منذ نشأتها تريد تفكيك محور المقاومة ولذلك رأينا اجراءات هؤلاء في سوريا والعراق وهم الان يستغلون أي فرصة لاستهداف لبنان، ولكن وعي حزب الله والجيش اللبناني والقوى السياسية والدينية في لبنان فوت حتى الان هذه الفرص واليوم بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية نتمنى تفعيل هذا البند واعادة قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته”.

وشدد على أن مساعدة الجمهورية الاسلامية هي لدعم الجيش اللبناني وطاقاته الدفاعية لمواجهة الارهاب، ونعتقد أن هذه هي فرصة جيدة يمكن للبنانيين أن يستفيدوا منها.

هناك قرار أمريكي بدفع صهيوني بعدم تسليح الجيش اللبناني

ويعتبر الرئيس لحود ان من يقف خلف عدم تجهيز الجيش بالأسلحة الحديثة هو العدو الاسرائيلي الذي يخضع لإرادته الكثير من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.

ورأى الرئيس لحود ان “هناك قرارا إسرائيليا-أميركيا بمنع تسيلح الجيش بأي سلاح يستطيع من خلاله محاربة إسرائيل”، واضاف “هذا ما دفع الرئيس السابق ميشال سليمان الى رفض الهبة الروسية المتمثلة بعشر طائرات ميغ 29”.

التضليل الاعلامي خطير والتعاون الصهيوني التكفيري موجود منذ اغتيال الحريري

وعن الدور الإعلامي الخطير في فبركة الأحداث والتضليل والمستفيد، لاسيما في قضية اغتيال الرئيس الحريري، عرض لحود لتسنيم بعض المعطيات قائلاً، من تجربتي الشخصية مع التضليل الإعلامي في القضايا الكبرى، انا على المستوى الشخصي لم اكن اعلم، لانه عندما تقرأ الوسائل الاعلامية المحلية والعالمية وكلها تدور في فلك واحد، يصورون لنا عكس الواقع، وبالممارسة العدو الاسرائيلي يملي على الرئيس الاميركي الذي بدون الدعم من اللوبي اليهودي لا يصل الى موقعه، واليوم قد رأينا تجربة الانتخابات الاميركية الذي حمل مشروع امن اسرائيل كل اولويات البرامج الانتخابية.

اسرائيل المستفيدة من اغتيال الحريري

هذا من جانب، ومن جانب السياسة السعودية يشير لحود أنها يجب عليها مسايرة اميركا لان السعودي بحاجة الى حماية ال””awax  وهذا ما كشفته بعد اغتيال الرئيس الحريري لانني استذكر حينها كنت في مقابلة مع احدى الفضائيات العالمية، ومباشرة قيل لي الكل يتهمك انت والرئيس الاسد باغتيال الحريري فجاوبت ان المستفيد من اغتيال الحريري هو العدو الاسرائيلي والتكفيري وهذا ما برهنته الايام  بالتعاون في الحرب على سورية بحيث تعالج مستشفيات الكيان الغاصب جرحى الجماعات التكفيرية.

السعودية أسيرة نفسها وهي منفذ للسياسات الامريكية

وبالانتقال الى قضايا المنطقة ودور المملكة السعودية التدميري في المنطقة، يجيب الرئيس لحود متأسفاً أن السعودية اصبحت اسيرة نفسها، ولا زالت تتدخل في سورية، وتصعد عدوانها على اليمن، وتؤجج الفتنة في العراق، لأن المخطط في المنطقة هو حماية الكيان الغاصب، وهي –اي السعودية- كما أشرت سابقاً لا يمكنها ان تكون خارج المنظومة الغربية وتنفيذ سياسيات أميركا للحفاظ على موقعها ووجودها.

سوريا قيادة وجيشاً وشعباً هي المنتصرة في الحرب

وعند السؤال عن اعتقاده كخبير عسكري باعتباره كان قائداً للجيش اللبناني أنه من سينتصر قس سوريا وما هي الاسباب، يضيف لحود انا استذكر كيف كنت اتحدث في أول بداية الأحداث ولا سيما في الاعلام عن ان سورية لم ولن تسقط لاسباب عدة منها، ان الرئيس الاسد يتمتع بصفات القائد وانه لا يمكن ان يركع، ولديه جيش عقائدي، وشعبه يحبه وملتف حوله، كذكل قلت حينها ان الروسي سيتدخل بالفيتو لانه لو لم يتدخل الروسي لكان الارهاب يضرب في موسكو.

نصيحته للشباب؟

وفي حديثه توجه الرئيس العماد اميل لحود ومن خلال تجربته في الحياة السياسية في الحقل العام اللبناني والاقلبمي الى جيل الشباب القادم قائلاً ويقول لهم عبر تسنيم :
“تعلموا من تجربة المقاومة لانها من رفعت كرامتنا  وسمعتنا بالعالم وتعلموا من الذي سبق، لانه لا أحد يستطيع الوصول الى حقه، إلا بالمقاومة والقوة، كذلك طلب منهم، احتكموا للضمير الانساني في كل شيء، وطالبوا بحقكم،  واهم شيء انسوا كل شيء اسمه طائفية ومذهبية واتحدوا من أجل الوطن”.

العائلة الصغيرة

وحول عائلته الصغيرة والتي لا يحبذ التطرق الى ذكرها عبر الصحافة قال الرئيس لتسنيم، لدي ثلاثة ابناء هم اميل اميل لحود ورالف لحود وكارين لحود، ولعل من سطع نجمه بين ابنائه هو نجله النائب السابق اميل اميل لحود الذي لا يختلف في وجهة نظره مع الرئيس لحود ان كان بالرؤية الاستراتيجية او بدعم المقاومة والحلف مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

إيران بلد متطور وجميل

وفي ختام حديثه ولدى سؤال تسنيم عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال مبتسماً فرحاً أنه زارها ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يراها أجمل، ويرى أثر التطور والتقدم أكثر، معبراً عن نيته بزيارة ايران مرة جديدة، فهي دولة قوية ومتطورة محترمة، شعبها مثقف ومتعلم، ونحن نلتقي بالضمير دوما مع الجمهورية الاسلامية، ولم أكن أعلم ان ايران بهذا الجمال في طبيعتها.

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...