الرئيسية / من / قصص وعبر / نستلهم من قصص أولياء الله عبر ودروس الحياة الکريمة

نستلهم من قصص أولياء الله عبر ودروس الحياة الکريمة

حكايات وهدايات الحلقة (١) – آثار مودة النبي الأکرم (صلی الله عليه وآله وسلم)

أهلاً بکم في الحلقة الأولی من هذا البرنامج وفيه نستلهم من قصص أولياء الله عبر ودروس الحياة الکريمة.

نبدأ بحکاية وهداية في آثار مودة النبي الأکرم (صلی الله عليه وآله) فقد روی ثقة الإسلام الصادق الکليني في کتاب الکافي عن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام)

قال: کان رجل يبيع الزيت وکان يحب رسول الله (صلی الله عليه وآله) حباً شديداً، کان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتی ينظرإلی رسول الله (صلی الله عليه وآله) وقد عرف ذلك منه فإذا جاء تطاول (صلی الله عليه وآله) له حتی ينظر إليه، حتی إذا کانت ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول الله (صلی الله عليه وآله) حتی نظرإليه ثم مضی في حاجته فلم يکن بأسرع من أن رجع فلما رآه رسول الله (صلی الله عليه وآله) قد فعل ذلك أشار إليه بيده إجلس، فجلس بين يديه فقال: مالك فعلت اليوم شيئاً لم تکن تفعله قبل ذلك؟

فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبياً لغشی قلبي شيء من ذکرك حتی ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتی رجعت إليك، فدعا له وقال له خيراً ثم مکث رسول الله (صلی الله عليه وآله) أياماً لا يراه فلما فقده سأل عنه فقيل: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام، فانتعل رسول الله (صلی الله عليه وآله) وانتعل معه أصحابه وانطلق حتی أتوا سوق الزيت فإذا دکان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته فقيل: يا رسول الله مات ولقد کان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد کان فيه خصلة وذکروا سيئة واحدة له.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله): رحمه الله والله لقد کان يحبني حبا لو کان نخاسا لغفرالله له.

*******

ومن کتاب الکافي أيضاً ننقل لکم حکاية ثانية فيها هداية عن ثمرة حسن الخلق في الهداية الی الحق.

فقد روی ثقة الإسلام الکليني عن مولانا – عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن ثمامة بن أثال وهو من فرسان المشرکين – أسرته خيل النبي (صلی الله عليه وآله) وقد کان رسول الله (صلی الله عليه وآله) قال: اللهم أمکني من ثمامة فلما جيء به.

فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله): إني مخيرك واحدة من ثلاث: أقتلك.
قال: إذاً تقتل عظيماً.

فقال (صلی الله عليه وآله): أو أفاديك.
قال: إذاً تجدني غالياً، فعرض رسول الله (صلی الله عليه وآله) الخيار الثالث وهو إطلاق سراحه فقال: أو أمن عليك قال: إذاً تجدني شاکراً.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): فإني قد مننت عليك وهنا قال ثمامة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله وقد علمتُ والله أنك رسول الله حيث رأيتك لکني ما کنت لأشهد بها وأنا في الوثاق.

*******
أما الحکاية الثالثة والأخيرة وهي أعزاءنا تهدينا الی قاعدة في قبول الصدقات، فنقرأ من کتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي قال:
عن علي (عليه السلام) أنه قال: أتی إلی رسول الله (صلی الله عليه وآله) ثلاثة نفر، فقال أحدهم: يا رسول الله لي مائة أوقية من ذهب فهذه عشرة أواق منها صدقة، وجاء بعده آخر.

فقال: يا رسول الله لي مائة دينار فهذه عشرة دنانيرفهذا دينار منها صدقة، فنظر إليهم رسول الله (صلی الله عليه وآله) وقال: کلکم في الاجر سواء، کل واحد منکم تصدق بعشرماله.

ثم قال القاضي النعمان: وروي عن جعفربن محمد صلوات الله عليه أنه سئل عن قول الله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ.

فقال (عليه السلام): کانت عند الناس حين أسلموا مکاسب من الربا ومن أموال خبيثة، وکان الرجل يتعمدها من بين ماله فيتصدق بها، فنهاهم الله عن ذلك.

وعن الحسين بن علي صلوات الله عليه أنه ذکر له رجل من بني أمية تصدق بصدقة کثيرة، فقال: مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة [أي الصدقة المقبولة] صدقة من عرق فيها جبينه واغبر فيها وجهه مثل علي (عليه السلام) ومن تصدق بمثل ما تصدق به.

 

المصدر: مؤسسة السبطين العالمية

شاهد أيضاً

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠ *  *  * ٢٢١ الأسئلة ...