حكي عن السيد محمد الفشاركي الأصفهاني أنه قال:
رأيت في بعض الايام في شيراز مجنونا يطارده الصبيان ويضحكون عليه. وبعد أيام دخلت مسجدا للعبادة في غير وقت الفريضة، فلم يكن فيه احد سواي، وبينما أخذت اتهيأ للعبادة شعرت بدخول شخص الى المسجد، فالتفت واذا به ذلك المجنون.فاستترت خلف عمود عريض هناك كي اراقب ماذا يريد ان يفعل!
فرأيته ينظر الى جوانب المسجد، وبعد ان اطمأن لعدم وجود احد شرع في الصلاة بخشوع وقراءة متأنية في اجزاءها واذكارها وأدعيتها كواحد من أفضل العقلاء، فكنت متحيرا مما رأيته منه،وكلما أمعنت النظر فيه لم اجد عليه أقل علامة للجنون.
راقبته بمزيد من الدقة حتى تملكتني الدهشة، ولما انتهى واراد ان يمشي أسرعت إليه،فأخذ يموه علي شخصيته الحقيقية بتصرفات جنونية!
قلت له: ياهذا اني رأيتك منذ دخلت المسجد،فقد دلتني صلاتك الخاشعة على أنك إنسان عاقل ولست كما تظهر به نفسك في الطريق.
قل لي : لم تتصرف كالمجانين؟ فلم يجبني الا بحركات جنونية أصر ان يغطي بها شخصيته.
فكلما رجوته أبى إلا إصرارا على التمويه وهو يسعى الى التهرب مني . وهنا قلت له أقسم عليك بحق الذي جننت من أجله قل لي الحقيقة!
بهذا القسم انهمرت دموعه وبكى .. فعلمت أني وضعت اصبعي على جرحه!
نظر إلي هنيهة ثم قال:مادمت قد أقسمت علي بمن جننت من أجله فاني سأخبرك بحقيقة أمري فقد كنت كثير اللقاء والنظر الى الامام الحجة صاحب العصر والزمان (روحي فداه) ولكن بسبب معصية صدرت مني قد ولَّت عني هذه السعادة،ومثلي ليس له الا الجنون تعبيرا عن شقائه وخسارته،فلقد اصبحت عندي الدنيا بلا أهمية.
قلت: هل يمكنك الافصاح لي عن تلك المعصية ليعتبر الآخرون ويرتدعوا؟
قال: إني قد نظرت مرة إلى امرأة أجنبية بريبة وشهوة.
أفهل تستحق هذه العين الخائنة ان تنظر الى جمال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام
مرة أخرى! الآن فهل تعلم خاسرا أشقى مني؟!
الولاية الاخبارية